أوستن يُطالب شويغو بوقف فوري لإطلاق النار

جرعة دعم جديدة من "مجموعة السبع" لأوكرانيا

02 : 00

خلال اجتماع وزراء خارجيّة "مجموعة السبع" في فانغلز أمس (أ ف ب)

ما زالت الآلة العسكريّة الروسيّة متعثّرة في شرق أوكرانيا وجنوبها بفعل المقاومة الشرسة التي باتت تتّخذ على جبهات عدّة منحى هجوميّاً، ما يدفع الدول الحليفة لكييف إلى تسريع الدعم العسكري لها، بحيث أظهرت "مجموعة السبع" أمس وحدتها في دعم أوكرانيا "حتّى النصر"، بحسب باريس.

وخلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في "مجموعة السبع" في شمال ألمانيا، دعت المملكة المتحدة إلى منح مزيد من الأسلحة لأوكرانيا وفرض عقوبات جديدة على روسيا، فيما كشف الاتحاد الأوروبي أنه سيُقدّم لأوكرانيا مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 500 مليون يورو، ليصل تمويله للجهد العسكري الأوكراني إلى مليارَيْ يورو في المجموع.

ويستمرّ حتّى اليوم اجتماع وزراء خارجية دول "مجموعة السبع"، التي تضمّ الولايات المتحدة وكندا واليابان والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، بحضور نظيرَيْهم الأوكراني دميترو كوليبا والمولدوفي نيكو بوبيسكو.

تزامناً، تصاعدت الاتهامات الموجّهة إلى الجيش الروسي بارتكاب جرائم حرب على الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك الترحيل القسري لآلاف الأشخاص نحو "معسكرات فرز"، حيث يتعرّضون لمعاملة قاسية، وفق واشنطن، في حين اتهمت كييف موسكو بترحيل 1.2 مليون شخص إلى روسيا.

كما بثّت قناتا "سي أن أن" الأميركية و"بي بي سي" البريطانية لقطات لكاميرات مراقبة تُظهر وفقهما مقتل مدنيَّيْن أوكرانيَّيْن غير مسلّحَيْن برصاص عسكريين روس في ضواحي كييف في منتصف آذار. وتُظهر اللقطات عسكريين يفتشونهما في محل تجاري ثمّ يُطلقون النار عليهما من الخلف وهما يمضيان في حال سبيلهما.

وفي سياق متّصل، مَثُلَ الجندي الروسي فاديم شيشيمارين (21 عاماً)، المتّهم بقتل مدني عمره 62 عاماً لم يكن مسلّحاً، أمام محكمة في كييف أمس، تمهيداً لأوّل محاكمة متعلّقة بجرائم حرب منذ بدء الهجوم الروسي في 24 شباط. ويواجه عقوبة السجن مدى الحياة في حال إدانته بارتكاب جريمة حرب وقتل عمد.

ميدانيّاً، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي شنّ ضربات بصواريخ بحر - أرض وجو - أرض على مصفاة ومستودعات وقود في منطقة بولتافا شرق البلاد، فيما أفاد حاكم منطقة سومي بوقوع ضربات ليل الخميس - الجمعة لم تُخلّف إصابات. وكان الجيش الأوكراني قد حذّر من أن روسيا ستُكثّف هجماتها على منطقتَيْ تشيرنيهيف وسومي.

توازياً، طالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الروسي سيرغي شويغو بوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا، مشدّداً على أهمّية إبقاء قنوات التواصل مفتوحة، في أوّل اتصال هاتفي بينهما منذ بدء الحرب، وفق ما أعلن البنتاغون، بينما جدّدت روسيا تأكيداتها أمام مجلس الأمن الدولي أن الولايات المتحدة تُنفّذ برنامجاً سرّياً للأسلحة البيولوجية في أوكرانيا، في حين ندّدت واشنطن بـ"نظريات مؤامرة" وانتقدت "الاجتماعات العبثيّة" التي تدعو إليها موسكو.

وفي غضون ذلك، تشاور الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو لأكثر من نصف ساعة، وفق ما أفاد البيت الأبيض، في وقت أبدى فيه البلدان نيّتهما الإنضمام إلى "حلف شمال الأطلسي". وأوضح الرئيس الفنلندي عبر "تويتر" أنه "عرض المراحل المقبلة لفنلندا بهدف الإنضمام" إلى "الأطلسي"، مضيفاً أن بلاده "تُعرب عن امتنانها العميق للولايات المتحدة لدعمها الضروري".

وفي المقابل، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن انضمام فنلندا والسويد إلى "الأطلسي" سيكون خطأ، مثلما كان انضمام اليونان إلى الحلف، فيما ستُعلّق روسيا تزويد فنلندا بالكهرباء نهاية الأسبوع الحالي، في حين قلّلت شركة الكهرباء الفنلندية من أثر الإجراء الذي يتزامن مع تصاعد التوتر إزاء مسعى هلسنكي للإنضمام إلى "الأطلسي".

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتحاد الأوروبي بأنّه تحوّل إلى طرف "عدواني وذي نزعة حربية يكشف منذ الآن عن تطلّعاته خارج القارة الأوروبيّة"، كما اتهم الأوروبيّين بالإسراع "على الطريق الذي رسمه أصلاً الناتو مؤكدين بذلك التوجّه نحو الاندماج مع الحلف "الأطلسي" وسيكونون في الواقع ملحقين به"، في وقت طردت فيه موسكو 10 ديبلوماسيين رومانيين.


MISS 3