الإمارات تودّع رئيسها الشيخ خليفة بن زايد

02 : 00

الإمارات العربيّة المتحدة في حداد وطني (أ ف ب)

شيّعت الإمارات العربية المتحدة رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي توفى أمس عن عمر يُناهز 73 عاماً، فيما أُعلن الحداد 40 يوماً اعتباراً من الأمس فضلاً عن تنكيس الأعلام، بالإضافة إلى تعطيل العمل في الوزارات والدوائر والمؤسّسات الاتحادية والمحلّية والقطاع الخاص 3 أيام. وأدّى حاكم أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ومجموعة من الشيوخ صلاة الجنازة على الشيخ خليفة مساء أمس، بحسب وكالة أنباء الإمارات "وام"، التي أوضحت أن جثمان الفقيد شيّع إلى مثواه الأخير وووري في مقبرة البطين في أبوظبي.

وكانت الإمارات قد نعت في وقت سابق إلى "شعب دولة الإمارات والأمّتَيْن العربية والإسلامية والعالم أجمع، قائد الوطن وراعي مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي انتقل إلى جوار ربه".

ومنذ إصابته بجلطة دماغية العام 2014، اضطر الشيخ خليفة للابتعاد عن دائرة الحكم والظهور في مناسبات نادرة فقط، تاركاً القيادة لأخيه غير الشقيق ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد، الذي نعاه قائلاً في تغريدة على "تويتر": "فقدت الإمارات ابنها البار وقائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها المباركة. مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كلّ زاوية من زوايا الوطن".

ونعى رؤساء دول عربية وأجنبية الشيخ خليفة، بينما أعلن لبنان والكويت وسلطنة عُمان والأردن والبحرين وغيرها الحداد لثلاثة أيام. ووجّه الرئيس الأميركي جو بايدن تحية لذكرى رئيس الإمارات، واصفاً إيّاه بـ"الشريك الحقيقي" للولايات المتحدة، فيما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" في بيان بأنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تلقيا "ببالغ الحزن وعظيم الأسى" نبأ وفاة الشيخ خليفة، مشيرةً إلى أن "المملكة العربية السعودية وشعبها يُشاطرون الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة أحزانهم".

كذلك، كتب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تغريدة على "تويتر": "تلقينا نبأ وفاة أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإنّي أُعرب لأسرته الكريمة ولشعب الإمارات الشقيق عن أحرّ التعازي والمؤاساة". كما قدّم الرئيس السوري بشار الأسد تعازيه "باسمه وباسم الشعب العربي السوري لقادة دولة الإمارات العربية المتحدة وللشعب الإماراتي الشقيق"، في حين أرسل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان برقية إلى نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان قدّم فيها التعازي. كما قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تعازيه بوفاة الشيخ خليفة.

وخلف الشيخ خليفة المولود في كانون الثاني 1948، والده الشيخ زايد مؤسّس الإمارات، سنة 2004، في منصبَيْ حاكم أبوظبي ورئيس الدولة. وفي ظلّ رئاسته، شهدت الإمارات تقدّماً اقتصاديّاً هائلاً، مصحوباً بنفوذ ديبلوماسي كبير مع انخراط أبوظبي المتزايد في الملفات الإقليمية.

واستلهم الشيخ خليفة في عمله سياسات والده، مهندس الفدرالية الإماراتية، فساند الإمارات الست الأخرى طوال سنوات رئاسته، خصوصاً في ظلّ الأزمة المالية التي ضربت الدولة العام 2009. وبدأ عهده بتجرية انتخابية العام 2006، مع ولادة المجلس الوطني الاتحادي، وهو مجلس استشاري يضمّ 40 عضواً بينهم نساء.

وكان قد بدأ مسيرته السياسية مبكراً بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في كانون الأوّل 1971 وتشكيل مجلس وزراء اتحادي، حين أصبح الشيخ خليفة يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء الاتحادي. وعُيّن نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلّحة العام 1976، وذلك في أعقاب قرار المجلس الأعلى للاتحاد دمج القوات المسلّحة تحت قيادة واحدة وعلم واحد.