فيما يتوافد قادة العالم إلى أبو ظبي لتقديم العزاء بوفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، التقى رئيس الإمارات الجديد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وفي أوّل زيارة خارجية له بعد أسبوع من إعادة انتخابه، قدّم ماكرون تعازيه للشيخ محمد، الذي كان حاكماً فعليّاً لبلاده خلال فترة مرض الشيخ خليفة الطويلة، قبل أن يعقدا جلسة مباحثات مغلقة.
وأوضح قصر «الإليزيه» في بيان أنّ ماكرون أعرب خلال لقائه مع الشيخ محمد عن «خالص تعازيه لأسرته والشعب» بوفاة الشيخ خليفة. وشدّد البيان على أنّ «الإمارات العربية المتحدة شريك استراتيجي لفرنسا، وهي حقيقة تؤكدها درجة تعاوننا في مجالات متنوّعة مثل الدفاع والثقافة والتعليم».
وأعقبه رئيس الوزراء البريطاني الذي قدّم تعازيه بوفاة الشيخ خليفة وتهنئته لتولّي الشيخ محمد رئاسة بلاده، في حين أرسلت الملكة إليزابيت تهنئة للشيخ محمد بتوليه منصبه الجديد.
كما التقى الشيخ محمد الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ وملك إسبانيا فيليب السادس. وزار الإمارات أيضاً أمير قطر وملك البحرين ورؤساء ألمانيا وإندونيسيا من بين أكثر من 20 مسؤولاً آخرين. وسيلتقي رئيس الإمارات الجديد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم.
ويُؤمل في أن تُساعد زيارة هاريس وبلينكن في ترميم العلاقات الثنائية بين الحليفَيْن الإستراتيجيَّيْن التي توترت إثر حلول الرئيس الديموقراطي جو بايدن محلّ سلفه الجمهوري دونالد ترامب على رأس السلطة في البيت الأبيض.
وأجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً لتهنئة الشيخ محمد، فيما كتب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على «تويتر» مشيداً بـ»القيادة الحيوية وصاحبة الرؤية» للرئيس الجديد. كذلك، أرسل الرئيس الصيني شي جينبينغ تهانيه إلى الشيخ محمد، متعهّداً بـ»تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة» بين البلدَيْن الآسيويَيْن.
ويعكس توجّه أبرز قادة العالم إلى أبوظبي لتقديم العزاء برئيسها الراحل، النفوذ المتزايد لها في الشرق الأوسط بفعل حكمة قادتها وثروتها ومواردها النفطية وموقعها الإستراتيجي. وانتُخب الشيخ محمد بن زايد لقيادة بلاده بالإجماع من قبل حكّام الإمارات السبعة، في اختيـار كــان متوقعــاً.
وكان الشيخ محمد (61 عاماً) بمثابة الحاكم الفعلي لبلاده منذ العام 2014، بعدما اضطرّ المرض أخاه غير الشقيق الشيخ خليفة (73 عاماً) للابتعاد عن دائرة الحكم والظهور في مناسبات نادرة فقط. ولم يُعلن بعد سبب وفاته.
وتحت قيادته غير الرسمية، برزت الإمارات كبلد قيادي ومحوري في الشرق الأوسط الذي أُعيد تشكيله خلال العقد الماضي، فانضمّت إلى تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية ضدّ الإنقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران، فضلاً عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
