الفلسطينيّون يُحيون ذكرى النكبة بأجواء متوترة

02 : 00

خلال التظاهرة الفلسطينيّة الحاشدة في رام الله أمس (أ ف ب)

أحيا الفلسطينيون بالأمس الذكرى الـ74 للنكبة التي تتزامن مع توترات وتصعيد مع الإسرائيليين تفاقم بعد مهاجمة الشرطة الإسرائيلية بوحشية مشاركين في جنازة الصحافية شيرين أبو عاقلة التي قتلت خلال تغطيتها عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية. وتجمّع آلاف الفلسطينيين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، وحصلت وقفة صمت لمدّة 74 ثانية. ورفع المشاركون الرايات السوداء وأخرى رسم عليها "مفتاح العودة" الذي يرمز إلى مفاتيح البيوت التي حملها أصحابها لدى مغادرتها في العام 1948، فيما أُطلقت صفارات الإنذار في أنحاء المدينة.

وقرب حاجز بيت إيل العسكري شمال رام الله، حصلت مواجهات بين الجيش الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين ألقوا الحجارة في اتجاه الجنود، في حين أشارت جمعية إسعاف "الهلال الأحمر الفلسطيني" في بيان مقتضب إلى تعامل طواقمها مع 10 إصابات، بينها إصابة بالرصاص الحي في الفخذ.

وفي تل أبيب، أكدت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 3 عرب إسرائيليين "لمهاجمتهم متظاهرين وضباط شرطة والإخلال بالنظام" في جامعة تل أبيب، في وقت نظّمت فيه حركة "إم ترتسو" اليمينية الإسرائيلية تظاهرة مضادة لمسيرة إحياء ذكرى النكبة التي نظّمها الطلاب العرب. وأوضحت الحركة أن المعتقلين الثلاثة هاجموا أعضاء منها.

وكشف "نادي الأسير الفلسطيني" أن "أكثر من مليون فلسطيني تعرّضوا للاعتقال منذ الاحتلال"، مشيراً إلى وجود نحو 4700 فلسطيني حاليّاً في السجون الإسرائيلية، فيما أكدت حركة "حماس" في بيان خاص بذكرى النكبة على "الثوابت والمقدّسات"، ومن بينها "المقاومة الشاملة" و"ضرورة تشكيل جبهة وطنية وتحرير الأسرى"، مشدّدةً على أن "جرائم الاحتلال الصهيوني... لن تسقط بالتقادم".

وكان مجلس الوزراء الفلسطيني قد دعا إلى إحياء ذكرى النكبة من خلال "مسيرة العودة" المركزية في مدينة رام الله، حيث مقر القيادة الفلسطينية. وتزامن إحياء ذكرى النكبة مع إعلان وفاة الناشط الفلسطيني داوود الزبيدي (43 عاماً) متأثراً بجروح في بطنه أُصيب بها الجمعة خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مخيّم جنين، حيث قُتِلَ جندي إسرائيلي من الوحدات الخاصة خلال هذه العملية.

وفي الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي أمس، لم يُعلّق رئيس الوزراء نفتالي بينيت على ما حصل خلال جنازة شيرين أبو عاقلة، حيث أثارت مهاجمة عناصر من الشرطة لمشيّعين يحملون نعش الصحافية الفلسطينية - الأميركية وضربهم، حتّى كاد النعش يسقط أرضاً، صدمة وتنديداً حول العالم.

وفي غضون ذلك، دان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني جريمة قتل أبو عاقلة، معتبراً أنها "خرق للقانون الدولي الإنساني" و"تعدّ على حرّية الصحافة". وأوضح الديوان الملكي في بيان أن الملك عبدالله قدّم التعازي بوفاة أبو عاقلة خلال اتصال هاتفي مع شقيق الفقيدة أنطون أبو عاقلة، معرباً عن "إدانته للجريمة التي ارتُكبت بحقها أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيّم جنين".

بدوره، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى "تحقيق فوري وذي صدقية" حول ملابسات مقتل أبو عاقلة. وكشف بلينكن أنه تحدّث إلى شقيق شيرين خلال توجهه السبت إلى برلين، وقال: "أُتيحت لي فرصة تقديم تعازي الصادقة واحترامنا العميق للعمل الذي قامت به كصحافية طوال أعوام عدّة"، واصفاً مراسلة قناة "الجزيرة" بأنّها "محترمة جدّاً في العالم أجمع".

وعلى صعيد آخر، أعادت اسرائيل فتح معبرها الوحيد مع قطاع غزة (إيريز أو بيت حانون) أمام العمال الفلسطينيين بعد نحو أسبوعَيْن من إغلاقه بسبب التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الأسابيع الماضية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية.


MISS 3