فنلندا تُعلن ترشحها التاريخي للناتو والسويد على خطاها

02 : 00

مواطن أوكراني ينظر إلى بقايا دبّابة روسيّة في خاركوف أمس (أ ف ب)

كما كان منتظراً، قرّرت فنلندا التقدّم بطلب تاريخي للإنضمام إلى "حلف شمال الأطلسي"، وفق ما أعلن رئيسها ساولي نينيستو ورئيسة وزرائها سانا مارين أمس، في خطوة استراتيجية تُعدّ نتيجة طبيعيّة للعدوان الروسي ضدّ أوكرانيا، فيما تستعدّ السويد لتحذو حذوها بعد أن أعلن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم موافقته على تقديم طلب العضوية شرط ألّا تستضيف البلاد قاعدة دائمة للحلف أو أسلحة نووية، في حين رأى الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ أن انضمام البلدَيْن إلى الحلف سيُثبت أن "العدوان غير مجد".

وبعد اجتماع طارئ للحزب في ستوكهولم، اعتبرت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون أن الترشّح المشترك مع فنلندا المضمون الآن هو "الأفضل للسويد وأمنها"، بينما ستتوجه الزعيمة السويدية إلى البرلمان اليوم "لضمان دعم برلماني واسع لتقديم ترشّح للأطلسي". وستتّخذ الحكومة السويدية قرارها بعد ذلك، ما من شأنه أن يطوي صفحة سياسة عدم الإنضمام إلى أحلاف عسكرية التي استمرّت أكثر من 200 عام. وكان اليمين السويدي قد أيّد الإنضمام إلى الحلف، ومثله اليمين المتطرّف (ديموقراطيو السويد)، شرط أن يحصل ذلك تزامناً مع فنلندا.

وفي وقت سابق، أضفت فنلندا الطابع الرسمي على ترشّحها لعضوية "الأطلسي"، وسيُعرض القرار اليوم على البرلمان، حيث يجب أن ينال قبول غالبية واسعة. ووصف الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو خلال إعلانه قرار السلطة التنفيذية الفنلندية طلب الإنضمام في هلسنكي بأنّه "يوم تاريخي وبداية حقبة جديدة"، في وقت أعرب فيه ستولتنبرغ عن ثقته بالتوصّل إلى تسوية مع تركيا حول انضمام الدولتَيْن، مؤكداً أن أنقرة أوضحت أنه ليس بنيّتها عرقلة انضمام البلدَيْن، بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معارضته للمسألة.

وفي هذا الصدد، أبدى وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو تساهلاً أمس حيال فنلندا، مركّزاً انتقاداته على "التصريحات الاستفزازية" الصادرة عن السويد، التي شهدت العلاقات معها تقلّبات أحياناً خلال السنوات الماضية، بينما أبدى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ثقته بانضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، فأكد من برلين أن "الولايات المتحدة ستدعم بقوة" الطلب. وخلال الفترة الإنتقالية الممتدّة بين طلب الترشّح والإنضمام والتي تستمرّ عدّة أشهر، أبدى الحلف استعداده لتعزيز "الضمانات الأمنية" للبلدَيْن، لا سيّما من خلال ترسيخ وجود الناتو فيهما.

وتُفيد استطلاعات الرأي الأخيرة بأنّ نسبة الفنلنديين الراغبين في الإنضمام إلى الحلف تجاوزت 75 في المئة، أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا. وفي السويد أيضاً، ارتفعت نسبة مؤيّدي الإنضمام إلى الناتو لتصل إلى حوالى 50 في المئة مقابل 20 في المئة يرفضون ذلك.

توازياً، ستُواصل دول الناتو الدعم العسكري لأوكرانيا التي ترزح تحت وطأة الضربات الروسية، وفق ما أكدت برلين في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الأطلسي، في وقت تسعى فيه القوات الروسية إلى تحقيق تقدّم ميداني في منطقة دونباس. لكنّ هذه القوات تواجه مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية التي تشنّ هجوماً مضاداً في منطقة خاركوف في الشمال الشرقي، وباتت قريبة من بلوغ الحدود الروسية، وفق ما كشف مستشار وزير الداخلية الأوكراني فاديم دينيسنكو.

ودمّرت 4 صواريخ روسية منشآت عسكرية في منطقة يافوريف القريبة من الحدود البولندية، من دون أن توقع ضحايا، وفق ما أعلن حاكم منطقة لفوف مكسيم كوزيتسكي عبر "تلغرام". وفي المقابل، دمّرت القوات الأوكرانية صاروخَيْن روسيَّيْن من نوع "كروز" في أجواء لفوف، بحسب الحاكم أيضاً. بالتزامن، ذكرت الإستخبارات العسكرية البريطانية أن روسيا تكبّدت خسائر فادحة، متوقّعةً أن تتعثر القوات الروسية في محاولتها غزو شرق البلاد في مواجهة مقاومة أوكرانية قوية، وقدّرت أن الهجوم الروسي في منطقة دونباس شرق أوكرانيا "فقد زخمه".

وبحسب الإستخبارات البريطانية، فقد فشلت القوات الروسية في تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض، ما جعل خطّة معركتها "متأخرة بشكل كبير عن الجدول الزمني المحدّد". وأشارت إلى أن "روسيا خسرت على الأرجح ثلث القوّة القتالية البرّية التي أرسلتها في شباط"، معتبرةً أنه "في ظلّ الظروف الحالية، من غير المرجّح أن تسرّع روسيا وتيرة تقدّمها بشكل ملحوظ خلال الثلاثين يوماً المقبلة".

وفي الأثناء، رحّب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بـ"سابقة" أحدثها قرار ألمانيا توريد أولى الأسلحة الثقيلة إلى كييف، وذلك في مقطع فيديو نُشر عبر حسابه على "فيسبوك". وفي أعقاب زيارة استمرّت 4 أيام إلى برلين، قال كوليبا: "يوم وصولي إلى برلين، كان يجري تدريب جنود أوكرانيين على استخدام مدفعية ألمانية ذاتية الدفع عيار 155 ملم"، مضيفاً: "قريباً ستضرب مدافع "هاوتزر" هذه، العدو". كما رحّب الوزير الأوكراني بتطوّر موقف برلين في شأن اعتمادها على المحروقات الروسية. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد التقى في كييف السبت وفداً برلمانيّاً أميركيّاً بقيادة زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، بحسب بيان أصدرته الرئاسة الأوكرانية.


MISS 3