مايز عبيد

الثورة مستمرة شمالاً: لن نُخلي الساحات... حكومة تكنوقراط وانتخابات مبكرة

30 تشرين الأول 2019

00 : 16

تابع أهالي الشمال عبر مواقع التواصل الإجتماعي ومحطات التلفزة باهتمام واسع، حالات الشغب التي حصلت بعد ظهر الثلاثاء في ساحتي رياض الصلح والشهداء، بعد دخول مشاغبين وعناصر غير منضبطة قيل أنها تابعة لـ"حزب الله" و"حركة أمل"، وتكسير وتحطيم الخيم والتجهيزات التي يستخدمها الشبان المعتصمون في هاتين الساحتين.

بدأت الدعوات شمالًا بالنزول إلى الساحات بشكل كثيف. وتضامناً مع ساحات بيروت تم قطع طريقي "المنية - طرابلس" و"الضنية - طرابلس"، وذلك احتجاجاً على ما جرى مع المعتصمين في بيروت من اعتداءات عليهم.

مواقع التواصل الإجتماعي ضجّت بالإدانات من أبناء الشمال لهذه الأفعال، والإعتداء على الشباب والشابات والنساء والأطفال الثائرين العزل في وجه السلطة القائمة بشكل سلمي وديموقراطي.

عند الساعة الثالثة من بعد الظهر سرت معلومات بأن رئيس الحكومة سعد الحريري ينوي الإستقالة. وأثار هذا الأمر شيئًا من الإرتياح في نفوس الناس خصوصًا بعد ما حصل في ساحات الإعتصام في بيروت، فبرأي أهل الشمال "لا يجب على الرئيس الحريري تغطية ما حصل من اعتداءات على المتظاهرين العزّل من جهة، بل أن يستجيب لمطالب الشعب وقلب الطاولة في وجه القوى السياسية التي لا تريد الاستجابة لمطالب الشارع".

وتابع الشماليون كلمة الرئيس الحريري في ساحة النور وأثار قرار الاستقالة الإرتياح لدى المعتصمين الذين صفقوا للخبر. فالثورة بدأت تحقق أهدافها، لكنهم اعتبروها البداية فـ"المطلوب استقالة الجميع من رئيس الجمهورية ورئيس المجلس وتشكيل حكومة تكنوقراط مصغّرة، تدير البلاد من هنا حتى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة". سألنا عددًا من المعتصمين عن الاستقالة فأكّدوا أن "الرئيس الحريري استجاب لمطالب الناس وقام بما عليه وعمل بأصله .. لكن بالمقابل لا خروج من الشارع حتى تحقيق كل المطالب التي نزل الناس لأجلها إلى ساحات النضال والتظاهر. ليستقل كل النظام الفاسد وتجرى انتخابات نيابية، وبعدها نخرج من الساحة". قالت سمر الشعار لـ"نداء الوطن": "الأهم الآن التوجه إلى حكومة اختصاصيين تنقذ البلد وتأخذنا إلى انتخابات نيابية سريعة يصل من خلالها الممثلون الحقيقيون للشعب". وأشار خالد رجب المتواجد في اعتصام ساحة النور "نحن بانتظار الخطوات التالية لكن الحبة الأولى في سبحة هذا النظام قد فرط عقدها".

اليوم الثالث عشر للثورة كان اليوم الثاني للعصيان المدني في الشمال إذا صحّ التعبير. كل الطرق المؤدية إلى طرابلس كانت مقطوعة بالكامل سواء من عكار أو المنية أو الضنية أو الكورة.

إنه سيناريو أصبح يتبعه الثوار في الساحات. يقطعون الطرقات في ساعات الصباح الأولى منعًا لخروج الموظفين إلى أعمالهم، ثم يعاد فتح هذه الطرقات بعد الساعة العاشرة صباحًا.. لكن قطع الطرقات في هذا اليوم استمر إلى ساعات ما بعد الظهر.

وكالمعتاد ومثل كل يوم من أيام هذه الثورة، بدأت عناصر التنظيم صباحاً تنظيف ساحة النور في استعداد ليوم ثوري جديد، واستقبال المعتصمين من طرابلس وخارجها. في هذه الأثناء كان عدد من المعتصمين الذين باتوا ليلتهم في خيم الإعتصام استفاقوا وراحوا يتابعون أنشطتهم المعتادة، استعدادًا لزخم التظاهرات اليومي الذي يحصل عند ساعات ما بعد الظهر.

في هذا النهار الطويل أيضًا، امتنعت معظم محطات الوقود عن تزويد المواطنين بالمحروقات لا سيما البنزين سواء في عكار أو في الضنية وكانت الطرق مقطوعة الرئيسية منها والفرعية. وفضّل الكثيرون البقاء في منازلهم ومتابعة الأحداث المتسارعة على محطات التلفزة.

وأخيرًا وجد أهل الشمال أهل الثورة من يستمع لصرختهم التي استمرت 13 يومًا من دون أي استجابة من السلطة. بالنسبة إليهم هذه خطوة على طريق الألف ميل والخطوة التالية يجب أن تكون الدعوة إلى انتخابات مبكرة.