بري يخشى على الأمن و"القوات" لن تشارك في حكومة سياسية

تحركات شعبية ومواقف سياسية ترسم شكل الحكومة قبل الاستشارات

02 : 00

خلال فتح الطريق عند جسر الرينغ صباح أمس (رمزي الحاج)

تتجه الأنظار إلى قصر بعبدا حيث ينتظر اللبنانيون الاعلان عن موعد الاستشارات النيابية الملزمة، ورغم فتح غالبية الطرقات، إلا ان الحراك بدأ يأخذ أشكالا أخرى، إذ تناقل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات مجهولة المصدر، للتظاهر أمام قصر بعبدا، ومقر الرئاسة الثانية في عين التينة. واشاروا إلى أن هذه التحركات هدفها الضغط "لتشكيل حكومة كفاءات مصغّرة من مستقلين تعطى صلاحيات استثنائية تشريعية بأسرع وقت ممكن وتحقيق مطالب الثورة الشعبية كافة"، وأثارت الدعوات نقاشاً بين ناشطي الحراك حول هوية أصحابها، وسط تناقل معطيات أخرى عبر تطبيق "واتساب" عن محاولات لقطع الطرقات مجدداً اليوم، في وقت كانت مجموعات المجتمع المدني قد دعت في بياناتها، بعد استقالة الحكومة، إلى فتح الطرقات والبقاء في الساحات إلى حين تحقيق كامل المطالب.

وبعد 14 يوماً من كتم الأنفاس، عاد السياسيون لاطلاق مواقفهم السياسية، إذ استعجل رئيس مجلس النواب نبيه بري تأليف الحكومة وفتح الطرقات، محذراً من فقدان الأمل بالأمن في لبنان، ومبدياً خشيته من الضغوط الدولية إبتداءً من اليوم.

ولفت رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لـ"سبوتنيك" إلى أن "هناك عناصر في الحكم رفضت التسوية التي حاول الحريري الوصول إليها". واعتبر أن عون "لا يمكن أن يستمر باستخدامه البلاط الملكي أو الرئاسي، عليه تغيير الوجوه والدخول في تسوية جديدة مع اللبنانيين". وأيّد "حكومة جديدة من دون أحزاب ومن دون وجوه تقليدية".

وقال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لـ"المركزية": "ما جرى في الشارع، كنا لمسناه كقوى سياسية منذ شهرين وأكثر وحاولنا تداركه. ففي اجتماع بعبدا الاقتصادي المالي في 2 ايلول المنصرم، طرحنا ضرورة إحداث صدمة سياسية في البلد لوقف الانهيار، عن طريق استقالة الحكومة وتشكيل أخرى إنقاذية، لكن للأسف لم تجرِ الرياح كما اشتهينا. اما الآن وقد استقال الرئيس سعد الحريري"يعطيه العافية"، فإن الوقوع في الخطأ بات ممنوعاً في التقدير كما في التصرفات". أضاف: "مطلوب حكومة إنقاذ خالية من الوجوه التقليدية المتجذرة في الحكومات منذ سنوات، تضم رجالات مستقلة عن حق، لأن اذا عمد المسؤولون الى استبدال الوجوه الحالية بأخرى تشبهها على غرار ما حصل في الحكومة الحالية مع استبدال الوزير سيزار ابي خليل بالوزيرة ندى البستاني فذلك يعني مكانك راوح".

واكد جعجع انه "اذا لم تعمد السلطة الى هذا الخيار فإنها ستحفر لنفسها عميقاً عميقاً وسيتجه الوضع الى مزيد من التدهور، صحيح الطرقات فتحت، لكن لا يعتقدّن أحد ان الحراك انتهى، هو يكمن على الكوع في انتظار ما ستفعله السلطة، فإذا عمدت الى تبديل الوجوه فقط، فإن مشهد الثلاثة عشر يوما مرشح للاستمرار لمدة 130 يوماً على الارجح. وآنذاك لن يبقى بلد ليحكمه ويتحكموا به".

واعتبر ان "نزول اللبنانيين الى الشارع في المناطق كافة رسم علامة استفهام كبيرة ليس فقط على التسوية الرئاسية التي سقطت حكماً انما ايضاً على المؤسسات الدستورية ومن فيها، بفعل سحب الثقة الشعبية منها". وجزم جعجع ان حزب القوات "لن يشارك في حكومة سياسية، فالبلد لم يعد يحتمل حلولاً قديمة وممجوجة، موضحاً ان نواب كتلة "الجمهورية القوية" سيسمّون في الاستشارات من يقبل بتشكيل حكومة بالمواصفات التي ذكرناها، علماً ان الرئيس الحريري هو خيارنا الاول لحكومة مماثلة. وبتقديري ان الشارع سيقبل بحكومة من هذا النوع توحي بالثقة اذا رأسها الحريري".

وأكد رئيس الكتائب النائب سامي الجميل ان استقالة الحكومة ليس سوى بداية ولا يجب ان نعتبر ان المعركة قد انتهت، واشار الى ان بعد استقالة الحكومة، الخطوة الثانية هي تكليف رئيس حكومة جديدة، ودعا الى "اجراء استشارات سريعة بين اليوم والغد لتكليف رئيس حكومة حيادي من خارج اطار الاحزاب وبعد تكليف حكومة الاختصاصيين يجب ان تبدأ بمسار الاصلاح، اما المهمة الثانية فهي اجراء انتخابات نيابية مبكرة". وكشف عن اقتراح قانون تقدّم به الحزب لتقصير ولاية مجلس النواب لإجراء إنتخابات نيابية مبكرة وقال:"حدّدنا انتهاء ولاية المجلس في 6 ايار 2020 على ان تجرى الانتخابات ابتداء من آذار".


MISS 3