السويد وفنلندا تُرسلان طلباً مشتركاً إلى "الأطلسي" اليوم

إجلاء عسكريين أوكرانيين من مجمّع "آزوفستال"

02 : 00

خلال تدريبات عسكرية سويدية في جزيرة غوتلاند أمس (أ ف ب)

بعدما أعلنت موسكو السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية الشهر الماضي بعد حصار وتدمير استمرّا لأسابيع، وفيما بقي مئات الجنود الأوكرانيين في أنفاق تحت مجمّع "آزوفستال" الصناعي الشاسع في المدينة، يُقاومون أي محاولة روسيّة للتقدّم، تحدّثت موسكو عن أن 265 جنديّاً أوكرانيّاً كانوا متحصّنين في المجمّع ألقوا أسلحتهم خلال الـ24 ساعة الماضية واستسلموا، من بينهم 51 أُصيبوا بجروح بالغة، ما دفع كييف إلى المطالبة بعملية تبادل أسرى "لإعادة هؤلاء الأبطال الأوكرانيين في أسرع وقت". وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن المسلّحين الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية نُقلوا إلى مستشفى في جزء من منطقة دونيتسك الشرقية التي يُسيطر عليها المتمرّدون الموالون للكرملين. ونشرت الوزارة صوراً تُظهر جنوداً مُصابين محمّلين على نقالات، بعضهم يجري تفتيشه والبعض الآخر ينقل إلى حافلات. وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية قد أعلنت في وقت سابق إجلاء 264 مقاتلاً أوكرانيّاً إلى مناطق خاضعة للسيطرة الروسية، من بينهم 53 مصاباً.

وما زال مصير الجنود غير واضح ومن المرجح أن يُثير القلق في أوكرانيا التي اتهمت موسكو بارتكاب "جرائم حرب" خلال الصراع، في وقت أعلن فيه المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان نشر فريق مؤلّف من 42 محققاً وخبيراً في أوكرانيا للتحقيق في جرائم ارتُكبت خلال الغزو الروسي، موضحاً أنها "أكبر بعثة من حيث العدد تمّ نشرها حتّى الآن في منطقة دفعة واحدة".

توازياً، قُتِلَ 8 أشخاص وأُصيب 12 آخرون بقصف روسي على قرية ديسنا الأوكرانية الواقعة شمال كييف، التي تضمّ معسكر تدريب كبيراً. كما طال هجوم روسي آخر قاعدة عسكرية أوكرانية في منطقة لفوف (غرب) تقع على بُعد 15 كيلومتراً فقط من الحدود مع بولندا، بحسب حاكم منطقة لفوف مكسيم كوزيتسكي.

وفي هذا الصدد، أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن صواريخ "كاليبر" بحر - أرض أصابت محطة ستاريتشي القريبة من هذه القاعدة في منطقة يافوريف، ما أدّى إلى "تحييد جنود احتياط يتلقون التدريب" و"أسلحة ومعدّات عسكرية أجنبية من الولايات المتحدة والدول الأوروبّية كان من المقرّر إرسالها إلى دونباس".

وفي غضون ذلك، وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره فولوديمير زيلينسكي بتكثيف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا "في الأيام والأسابيع المقبلة"، مؤكداً الالتزامات التي أعلنها نهاية نيسان، في حين ألقى زيلينسكي خطاباً مفاجئاً عبر الفيديو خلال افتتاح الدورة الـ75 من مهرجان "كان" السينمائي، حيث توجّه إلى الجمهور قائلاً: "في النهاية، ستزول الكراهية ويموت الطغاة". ولقي خطابه ترحيباً حاراً من الحشود التي كانت حاضرة في قصر المهرجانات في جنوب فرنسا.

وعلى صعيد آخر، صوّت البرلمان الفنلندي في ختام جلسة استمرّت يومَيْن لصالح الإنضمام إلى "حلف شمال الأطلسي" بغالبية 188 صوتاً مقابل 8 ومن دون امتناع أي عضو عن التصويت، ما يُتيح إرسال الترشيح الرسمي إلى مقرّ الحلف. وفي وقت لاحق، أعلنت رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو أن السويد وفنلندا ستُقدّمان بشكل مشترك ترشيحهما في مقرّ الحلف في بروكسل اليوم.

ويستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن أندرسون ونينيستو في البيت الأبيض غداً، كما أعلنت الناطقة باسمه كارين جان بيار في بيان أمس، فيما طردت موسكو ديبلوماسيَّيْن فنلنديَّيْن ردّاً على إجراء مماثل اتخذته هلسنكي، فضلاً عن إعلان وزارة الخارجية الروسية في بيان أنها قرّرت مغادرة مجلس دول بحر البلطيق، معتبرةً أن الدول الغربية "احتكرت هذا المجلس خدمة لأهدافها الظرفية"، وذلك "على حساب روسيا".


MISS 3