جولات سياحية في روما مطعّمة بتجارب شخصية

01 : 55

لا يرى عبدول وكابا وسيديا روما كالآخرين وهم يعرّفون السياح عبر تسجيلات سمعية على أبرز معالم العاصمة الإيطالية، مستعرضين قصصهم الشخصية المطبوعة بمحنة الهجرة.

هذه الجولات المصحوبة بتسجيلات صوتية بالإنكليزية والإيطالية لهؤلاء "المرشدين غير المرئيين" كما يلقّب هؤلاء اللاجئون أنفسهم، تنظّم مرتين في الشهر بناء على حجوزات بمبادرة من جمعية "لابوراتوريو 53" لمساعدة المهاجرين.

ويحتشد السياح في المرحلة الأولى من الجولة في ساحة إسبانيا المعروفة بسلالمها الضخمة حيث تصدح كبسات آلات التصوير.

ويرى عبدول جعفرو في هذا الموقع الرمزي في العاصمة معلما يزخر بالمفاجآت، كمشهد "سيارة كبيرة يقودها رجل أبيض مع ركاب سود على متنها".

وهو يذكّره أيضا بحيّ فيينا سيتي في أكرا في بلده الأم غانا حيث "يطيب للأثرياء السهر"، لكن "في ساحة إسبانيا، يصبح الفقراء والأغنياء على قدم المساواة".


وفي نظر عبدول يكمن الثراء الفعلي للسياح في "قدرتهم على مغادرة بلدهم لأخذ عطل ثم العودة إليه"، خلافاً لحاله.

ويوضح ممدوو سيلو ديالو، وهو غيني يشرف على الجولة، لوكالة "فرانس برس" أن الهدف هو مزج روايات المهاجرين بالمعلومات الموفّرة عن المواقع التاريخية "وإظهار أمور لا يلحظها الناس عادة".

أما المرحلة الثانية، فهي تقضي بالتوقّف أمام لوحة تعود للقرن السابع عشر يحظر فيها أحد وجهاء روما كان يلقّب بـ "رئيس الشوارع" رمي النفايات في الموقع. وتتيح هذه المحطة التطرّق إلى مسألة شائكة ألا وهي إدارة النفايات في روما، كما هي الحال في مدن أفريقية.

وفي وقت لاحق يتوقّف السياح في شارع تريدينته حيث يروي المالي لاميني سانوغو رحلته التي عبر فيها خمسة حدود وصولاً إلى البحر المتوسط فإيطاليا في مسار محفوف بالمخاطر قضى فيه 25 شخصاً ممن كانوا برفقته.

وتقول إيف، وهي فرنسية تقيم في روما منذ 28 عاماً حيث بدا التأثر واضحاً عليها "يسردون قصصهم بكرامة جلية لمجرّد القول إنهم موجودون" وكان لديهم حياة قبل الوصول إلى روما.

يشارك المهاجرون منذ ثلاث سنوات في مختبر إذاعي من أيلول إلى حزيران يكتبون فيه قصصهم ويسجّلونها على خلفية أصوات مستوحاة من وحي الأجواء.

وتوفّر هذه الرحلات موارد مالية بسيطة للمهاجرين، لكن الهدف منها خصوصاً هو "التأكيد على أن المهاجرين هم مواطنون كغيرهم ومن شأن رؤيتهم للوضع ان تغيّر نظرتنا للحيّز العام"، بحسب ماركو سينيوريلي من "لابوراتوريو 53". ويقدم "المرشدون غير المرئيين" أيضاً جولات في محيط محطة تيرميني وفي أحياء تراستيفيري وسان لورنتسو ومونتي.

ويقول ألفردو غاليياردي "هؤلاء المهاجرون لا يرون الوسط التاريخي لروما كما أراه أنا". ويعرب كابا الذي لا يخفي أنه تعرّض لملاحظات عنصرية عن رضاه عن "هذه التجربة التي تسمح بنسج علاقات والتعرّف الى أشخاص مهتمين بقصتي".


MISS 3