متى تبدأ الترجمة العمليّة للتنسيق بين القوى السيادية؟

12 : 44

المواقف نفسها تقريباً توالى على إطلاقها في الساعات الماضية، أهلُ الخط السيادي المعارِض، الذين تمكّنوا من الدخول إلى البرلمان في 15 أيار، منتزعين الأكثرية فيه من يد تحالف حزب الله- التيار الوطني الحر.


فرغم انقسامهم على أكثر من حزب ومجموعة وفئة، إلتقى هؤلاء في إطلالاتهم الإعلامية وبياناتهم التي أعقبت إنتصارهم، على الإضاءة على النقاط المشتركة التي تجمع بينهم، سيما في ما يخص ضرورة تعزيز سيادة لبنان وتدعيم مقوّمات الدولة والمؤسسات الشرعية فيها، في مقابل التصدي للدويلة، كما رفضوا منطق التسويات والتنازلات في كل الإستحقاقات الدستورية المرتقبة، وشدّدوا على ضرورة تطبيق قواعد اللعبة الديمقراطية واحترامها، متوقفين أيضاً عند ضرورة إنقاذ البلاد اقتصاديّاً ومالياً بخطط واضحة منطقية غير ظالمة، خلافاً لكل المنطق الذي ساد إدارة لبنان وأزماته في الفترة السابقة.


هذا ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس، شأنه شأن رئيس حزب الكتائب النائب المنتخب سامي الجميّل وحشد من الشخصيات الثورية التغييرية التي دخلت ساحة النجمة، وهذا ما يقوله أيضا مستقلّون سياديون كالنائبين نعمة افرام واشرف ريفي على سبيل المثال لا الحصر.


واللافت أيضاً، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، هو اعلان هذه القوى كلّها، استعدادَها للتعاون في ما بينها، ومدّ يدها بعضها للآخر لإنشاء تكتّلات وخلايا تنسّق في ما بينها، لتوحيد المقاربات والقرارات في المؤسسات الدستورية، بما يجعل التغييرَ الذي يطمح اليه اللبنانيون وقد صوتوا له في 15 أيار، ممكناً وواقعاً.


أول استحقاق سيواجهه هذا الفريق هو انتخابات رئاسة مجلس النواب. فهل سيقدمون للناس نموذجاً واعداً ومشجعاً، بحيث يخوضونه بصف مرصوص؟ المواطنون يتطلعون الى ذلك بشغف، تتابع المصادر، وينتظرون الترجمةَ العملية لنوايا التعاون والتنسيق... ومَن سيبادر إلى مدّ الجسور بين هذه المجموعات والشخصيات في دور حيوي لا بل "تاريخي" سيُشكر عليه بشدة، بما يفضي إلى وضع قطار التنسيق والتغيير على السكّة، بدءاً من مجلس النواب وصولاً إلى تشكيل الحكومة، فانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟