مايز عبيد

العبدة مع الثورة: الحريري ليس مكسر عصا ...والجيش أهلنا

1 تشرين الثاني 2019

02 : 00

اتفاق على فتح مسرب واحد للناس

أعطت انتفاضة شباب عكار في ساحة العبدة، الشرارة من جديد للثورة التي كانت على وشك الأفول من خلال إعادة فتح الطرقات وإنهاء مظاهر الإعتصامات في الساحات.

التوتر الذي حصل ليل "الأربعاء- الخميس" وما حصل من إشكال بين المعتصمين والجيش اللبناني على خلفية فتح الطريق المقطوعة هناك منذ بداية الثورة، أدى إلى قيام الجيش بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وحصلت حالات إغماء عدة وسقط عدد من الجرحى.

على أثر ذلك نزل أهالي ببنين ومعهم أهالي من قرى وبلدات عكار على اختلافها إلى ساحة العبدة تضامناً وبعد اتصالات ومفاوضات قرر الجيش الإنسحاب من الساحة وعاد الإعتصام إلى وضعه الطبيعي.

ساحة سلمية في العبدة

ساحة العبدة التي غاب عنها الإعلام خصوصًا المرئي منه في أيام الثورة التي سبقت عادت هي لتكون شعلة الثورة. مئات المحتجين في ساعات النهار بانتظار الحشد الشعبي الذي تمت الدعوة إليه عند الساعة الرابعة عصراً والهتافات تعلو "ثورة.. ثورة.. والشعب يريد إسقاط النظام".

اعتبر مختار بلدة ببنين حسن بركات من ساحة الإعتصام في العبدة أن "هذه التظاهرة سلمية منذ اليوم الأول على الثورة والناس هنا موجودة لأنها تعبّر عن وجعها وغضبها من السياسات التي تهمش الناس وقضاياهم المحقة. أما في ما خص الإشكال مع الجيش فإنه إشكال عابر وعناصر الجيش هم أهلنا وإخوتنا ولن نسمح لأي كان أن يبثّ سموم الحقد بيننا وبين هذه المؤسسة التي تبقى صمام أمان البلد".

أضاف: "إن بلدة ببنين كما كل عكار حمت الجيش ووقفت إلى جانبه في معارك البارد وستبقى مع الجيش ولن نسمح لأي كان بدق إسفين بيننا وبين الجيش اللبناني. الرئيس الحريري ليس مكسر عصا ونحن كنا من بداية الثورة وما زلنا مع شعار كلن يعني كلن".

أما الأستاذ غسان السبسبي فقال من ساحة الإعتصام لـ"نداء الوطن": "أهل ببنين جزء من المجتمع العكاري. والعلاقة مع الجيش علاقة تكاملية وليست علاقة خصومة، وهناك تثمين لموقف الجيش خلال أيام التظاهر وما حصل أمس أنه كان هناك ارتجال من المسؤول عن قوة الجيش التي حضرت لفتح الطريق بعكس ما كان يتم التنسيق مع الجيش".

أضاف: "تداركنا نحن والجيش الأمور وتراجع وامتلأت ساحة العبدة بالناس. كان هناك اجتماع حصل في دارة رئيس البلدية مع وفد باسم قيادة الجيش والتمنيات بحلحلة الأمور بأفضل الطرق. والعلاقة بين الجيش وأهالي ببنين ستبقى كما هي إن شاء الله. نحن نعتصم ضد الفساد المستشري من قِبل هذا الحكم، واستقالة الحكومة والورقة الإصلاحية خطوتان على طريق الحل وليست كل الحل. الحل برأيي يكون بحكومة انتقالية مع قانون انتخاب جديد وانتخابات مبكرة... ليحدث التغيير. المطلوب إعادة انتخاب رئيس جمهورية يعبّر عن صرخة الناس".

وفد بلديات ومشايخ عكّار

وبعد ظهر امس، زار وفد من بلديات عكّار ضمّ أحمد المير رئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع، ومخاتير ومشايخ عكار وفاعلياتها، ساحة العبدة مكان الإعتصام للتضامن مع المعتصمين ومع رئيس بلدية ببنين كفاح الكسار، الذي ألقى كلمة بالجموع اعتبر فيها أن "ما حصل ليل الخميس من إشكال مع الجيش لن يعكّر صفو العلاقة مع هذه المؤسسة التي نعتز بها وبجهودها" واعتبر الكسار "أن أهالي عكار وببنين ليسوا هواة قطع طرق أو اعتصامات لكنهم يريدون حقوقهم من الدولة مثلهم مثل باقي المناطق اللبنانية".

وفي الجولة في ساحة العبدة أيضًا، تقابل الكثير من الشباب والشابات الذين أتوا ليطالبوا بدولة تؤمّن لهم فرص العمل وتحقق طموحات الشباب وتعطي اللبنانيين حقوقهم. ويقول مختار ببنين محمد البستاني من ساحة الإعتصام "إن أوضاع الناس المعيشية وصلت إلى الحضيض والسلطة لا تزال تتصرّف في البلد وكأن شيئًا لم يكن. نحن وأهلنا في عكّار وكل اللبنانيين نزلنا إلى الساحات لنقول إننا مع الجيش وهم إخوتنا وأبناؤنا ولا أحد يستطيع الدخول بيننا وبين المؤسسة العسكرية التي تحمينا جميعًا".

وتشير المعلومات إلى أن "اجتماعاً حصل بين رئيس بلدية ببنين كفاح الكسار وفاعليات من البلدة وممثلين عن قيادة الجيش كما جرت اتصالات عدة بين معنيين، لتدارك الأمور وإعادتها إلى نصابها وأن الأمور قد تتجه إلى الحلحلة جزئياً بفتح مسرب واحد للناس ليتمكنوا من المرور من طريق دوار العبدة ثم العودة إلى فتح الطريق بالكامل مع استمرار الإعتصام في الساحة".