حقبة سياسية جديدة في أستراليا

02 : 05

ألبانيزي خلال لقاء في سيدني أمس (أ ف ب)

تعهّد رئيس الوزراء الأسترالي الجديد أنتوني ألبانيزي أمس إعادة إطلاق علاقات بلاده مع العالم وتغيير سمعتها كدولة متقاعسة في مجال مكافحة التغيّر المناخي، في وقت يُسابق فيه الزمن لتشكيل حكومة قُبيل انعقاد قمة لتحالف "كواد" في طوكيو.

وبعد نصر انتخابي أسدل الستار على حكم المحافظين الذي استمرّ عقداً، تحدّث ألبانيزي عن حقبة مقبلة ستكون أستراليا فيها أكثر إنصافاً وصديقة للبيئة وبعيدة عن السياسات الصدامية.

وقال الزعيم اليساري الوسطي البالغ 59 عاماً: "أُريد أن أُغيّر البلاد... أُريد تغيير الطريقة التي تُدار فيها السياسة في هذا البلد"، فيما ما زال غير واضح إن كان حزب العمال الذي ينتمي إليه سيحصل على ما يكفي من المقاعد في البرلمان لتشكيل غالبية، أم سيتعيّن عليه اللجوء إلى المستقلّين أو الأحزاب الأصغر من أجل الدعم.

لكن يتوقع أن تتمّ تولية ألبانيزي وأبرز الوزراء اليوم ليتمكّنوا من حضور قمّة مع قادة كلّ من اليابان والهند والولايات المتحدة في إطار ما يُطلق عليه تحالف "كواد" (الرباعي).

وفي هذا الصدد، أوضح ألبانيزي أن القمة "أولوية قصوى" بالنسبة إلى أستراليا وفرصة "لنبعث رسالة إلى العالم تُفيد بوجود تغيير في الحكومة"، مؤكداً أنّه "ستكون هناك تغييرات في السياسة، خصوصاً في ما يتعلّق بالتغيّر المناخي وانخراطنا مع العالم في شأن هذه المسائل".

وحوّلت صور غابات شجر الكينا المحترقة والمدن التي يُغلّفها الضباب الدخاني والشعاب المرجانية المتراجعة، أستراليا، إلى مضرب مثل للدمار الناجم عن تغيّر المناخ في السنوات الأخيرة.

وتعهّد ألبانيزي تبنّي أهداف أكثر طموحاً للحدّ في الانبعاثات وتحويل البلاد إلى "قوّة عظمى" في مجال الطاقة المتجدّدة، في حين تُعدّ أستراليا من بين أكبر مصدّري الغاز والفحم في العالم.

وبعد القمّة واجتماعات ثنائية سيعقدها مع كلّ من الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ونظيره الهندي ناريندرا مودي، أشار ألبانيزي إلى أنه سيعود إلى أستراليا الأربعاء.

توازياً، اتصل بايدن برئيس الوزراء الأسترالي الجديد لتهنئته. وجاء في بيان للبيت الأبيض: "يُعرب الرئيس بايدن عن تقديره العميق لإعراب (ألبانيزي) السريع عن التزامه حيال الحلف، وهو أمر انعكس في قراره التوجّه مباشرة إلى طوكيو لحضور قمّة كواد".

في المقابل، سيُراقب متابعون الوضع عن كثب لتحديد إذا كان ألبانيزي سيستخدم لهجة أقلّ تشدّداً حيال الصين وإن كانت الاجتماعات الوزارية مع بكين ستُستأنف بعد توقفها لأكثر من عامَيْن، في ظلّ حكومة سكوت موريسون.

وأظهرت نتائج رسمية أن حزب العمال سيفوز بـ74 مقعداً، علماً أنه يحتاج إلى 76 للحصول على الغالبية في المجلس المكوّن من 151 مقعداً. وما زال مصير عدد من المقاعد غير محسوم. لكن من الواضح أن الإنتخابات أحدثت هزّة سياسية في أستراليا.


MISS 3