بايدن يُطوّق الصين ويُعلن شراكة اقتصادية جديدة

تايوان: "لعبٌ بالنار" بين واشنطن وبكين

02 : 00

بايدن متوسّطاً كيشيدا وعقيلته في أحد مطاعم طوكيو أمس (أ ف ب)

تقاذفت الولايات المتحدة والصين "كرة النار" المتعلّقة بالمواقف حول جزيرة تايوان بالأمس، بعد تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن من اليابان والتي اعتبر فيها أن الصين "تلعب بالنار" بالفعل حاليّاً عبر التحليق بالقرب من تايوان وكلّ المناورات التي تقوم بها، محذّراً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا من أن بلاده ستُدافع عن تايوان عسكريّاً إذا قامت بكين بغزو الجزيرة ذات الحكم الذاتي، بينما ردّ مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني معتبراً أن الولايات المتحدة "تلعب بالنار".

وفي ردّه حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكريّاً إن حاولت الصين السيطرة على الجزيرة بالقوّة، أجاب بايدن: "نعم، هذا هو التعهّد الذي قطعناه على أنفسنا"، مضيفاً: "كنّا موافقين على سياسة "الصين الواحدة"، ولكن فكرة أن تؤخذ (تايوان) بالقوّة هي بكلّ بساطة غير ملائمة".

ورأى أن ذلك "سيؤدي إلى اضطراب المنطقة بأسرها ويُشكّل عملاً مشابهاً لما حدث في أوكرانيا"، في حين ذكر المتحدّث باسم مجلس الدولة الصيني تجو فينغليان أن "الولايات المتحدة تستخدم "ورقة تايوان" لاحتواء الصين وستحترق بنفسها". وحضّ واشنطن على التوقف عن الإدلاء بتصريحات أو القيام بخطوات تنتهك المبادئ الموضوعة سابقاً بين البلدَيْن.

وفي وقت سابق، ردّت الخارجية الصينية محذّرةً الرئيس الأميركي من "إساءة تقدير عزيمة الشعب الصيني الحازمة وإرادته القوية في الدفاع عن السيادة الوطنية وسلام أراضي" الصين، مطالبةً واشنطن بـ"تجنّب إرسال إشارات خاطئة إلى القوى الاستقلالية" في تايوان.

ولتوضيح موقف واشنطن، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن سياسة "الصين الواحدة" الأميركية حيال تايوان لم تتغيّر، وقال: "كما صرح الرئيس، فإنّ سياسة "الصين الواحدة" لم تتغيّر. لقد أعاد التأكيد على هذه السياسة وعلى التزامنا السلام والإستقرار عبر مضيق تايوان"، مضيفاً: "لقد أكد أيضاً التزامنا بموجب قانون العلاقات مع تايوان، للمساعدة في تزويد تايوان وسائل الدفاع عن نفسها. لذا مرّة أخرى، إن سياستنا لم تتغيّر".

من ناحيته، أوضح كيشيدا أن اليابان والولايات المتحدة ستُراقبان أنشطة البحرية الصينية، فضلاً عن التحرّكات المرتبطة بالتدريبات المشتركة بين الصين وروسيا، مؤكداً معارضته الشديدة لـ"محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي". وأضاف: "كما اتفقنا على التعامل مع مختلف القضايا المتعلّقة بالصين معاً، بما في ذلك حقوق الإنسان"، مشيراً إلى أنّه يجب أن ندعو الصين إلى الامتثال للقانون الدولي، بما في ذلك القضايا الاقتصادية.

من جانب آخر، أراد بايدن التهدئة مع بكين في مجال التجارة بقوله إنّه يعتزم رفع بعض القيود الجمركية عن الصين، مشيراً إلى أنها لم تُفرض من قبل إدارته. لكنّ بايدن وكيشيدا اعتمدا لهجة صارمة بشكل عام مع بكين، وأكدا مجدّداً "رؤيتهما المشتركة لمنطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ بصفتها حرّة ومنفتحة".

كما تطرّق الرئيس الأميركي إلى روسيا، محذّراً من أنها "يجب أن تدفع ثمناً طويل الأمد" بسبب "وحشيّتها في أوكرانيا"، من ناحية العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها. واعتبر أن "الأمر لا يقتصر على أوكرانيا فقط" لأنّه "إذا لم يتمّ الإبقاء على العقوبات على مستويات عدّة، فأي إشارة سوف توجّه إلى الصين حول ثمن محاولة السيطرة على تايوان بالقوّة؟".

وفي سياق نهج "تطويق الصين" جيوسياسيّاً وعسكريّاً واقتصاديّاً، أعلن بايدن في طوكيو إطلاق شراكة اقتصادية جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تضمّ 13 دولة، هي الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا وبروناي وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وماليزيا ونيوزيلندا والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. ولا يُعد "الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ" اتفاقية تجارة حرّة، ولكنّه ينصّ على مزيد من التكامل بين الدول الأعضاء في 4 مجالات رئيسية، هي الاقتصاد الرقمي وسلاسل الإمداد والبنية التحتية للطاقة النظيفة ومكافحة الفساد.

ويسعى بايدن في طوكيو إلى تعزيز الدور الرائد للولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال انضمامه إلى قادة أستراليا والهند واليابان خلال قمة للتحالف الرباعي "كواد" اليوم.