"إستفزاز جوّي" صيني - روسي قرب موقع انعقاد القمّة

قادة "كواد" يوجّهون تحذيراً مبطّناً لبكين

02 : 00

قادة تحالف "كواد" خلال لقائهم في طوكيو أمس (أ ف ب)

بينما يتزايد القلق الدولي من احتمال أن تسعى السلطات الشيوعية في الصين إلى غزو جزيرة تايوان التي تتمتّع بحكم ذاتي، حذّر قادة الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا أمس من محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة في المنطقة.

وإذ تجنّب بيان مشترك للتحالف الرباعي للحوار الأمني (كواد)، الإشارة بشكل مباشر لتصاعد النفوذ العسكري للصين في المنطقة، لم يدع مجالاً للشكّ في شأن مكامن قلقه. وأشار البيان الذي اختيرت عباراته بحذر، إلى النزاع في أوكرانيا، لكن دون التعبير عن موقف مشترك إزاء الغزو الروسي الذي امتنعت الهند عن إدانته بشكل واضح.

غير أن الأعضاء الآخرين في "كواد" لم يخفوا موقفهم إزاء الحاجة لردّ قوي على الحرب الروسية، من شأنه أن يوجه رسالة تردع دولاً أخرى ومنها الصين. ولم يأتِ بيان المجموعة على ذكر روسيا أو الصين، لكنّه ندّد بعدد من الأنشطة التي كثيراً ما تُتّهم بكين بالقيام بها في المنطقة.

وفيما تسعى الدول الأربع إلى تعزيز تحالفها ليكون ثقلاً موازياً أمام النفوذ العسكري والاقتصادي المتزايد للصين، رغم الاختلافات، كشف القادة عن خطط لاستثمار 50 مليار دولار في مشاريع بنى تحتية إقليمية خلال السنوات الخمس المقبلة، وعن مبادرة للمراقبة البحرية تسعى، كما يُعتقد، إلى تعزيز مراقبة الأنشطة الصينية.

ويتصاعد القلق الإقليمي من الأنشطة العسكرية الصينية ومنها طلعات طائرات ومناورات بحرية وتعدّيات سفن صيد ينظر إليها كاختبارات للدفاعات الإقليمية والخطوط الحمر، ما دفع التحالف إلى التأكيد على أن برنامجه الجديد للمراقبة البحرية سوف "يُعزّز الإستقرار والازدهار في بحارنا ومحيطاتنا"، متجنّباً مرّة أخرى ذكر بكين بالتحديد مع الإشارة إلى الصيد غير القانوني، الذي كثيراً ما تُتّهم به الصين.

وشدّدوا في البيان على معارضتهم الشديدة لـ"أي تحرّكات قسرية أو استفزازية أو أحادية تسعى إلى تغيير الوضع القائم وتُفاقم التوترات في المنطقة، مثل عسكرة مواقع متنازع عليها والاستخدام الخطر لسفن خفر السواحل والميليشيات البحرية والجهود المبذولة لتعطيل أنشطة استغلال الموارد البحرية للدول الأخرى".

كذلك، أكد أن استراتيجية الولايات المتحدة تؤيّد منطقة الهندي - الهادئ "حرّة ومفتوحة ومتصلة وآمنة ومقاومة"، لافتاً إلى أن "الهجوم الروسي على أوكرانيا يزيد أهمية تلك الأهداف"، فيما سيعقد القادة قمّتهم القادمة حضوريّاً العام المقبل في أستراليا.

وبعد ساعات على القمّة، نفّذت قاذفات وطائرات إستطلاع صينية وروسية طلعات مشتركة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي تزامناً مع اجتماع قادة "كواد"، في خطوة اعتبرها وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي "استفزازية"، وقال للصحافيين: "بينما يردّ المجتمع الدولي على العدوان الروسي على أوكرانيا، فإنّ قيام الصين بعمل مماثل بالتعاون مع روسيا، التي هي المعتدية، يدعو للقلق"، مضيفاً: "لا يُمكن التغاضي عن ذلك".


MISS 3