إسرائيل تعتقل خليّة خطّطت لاغتيال نائب يميني متطرّف

واشنطن تُضيّق الخناق المالي على "حماس"

02 : 00

وزير الخارجيّة التركي متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلسطيني في رام الله أمس (أ ف ب)

أضافت وزارة الخزانة الأميركية أمس أشخاصاً وكيانات إلى لائحة العقوبات لصلتهم بحركة "حماس" التي تُسيطر على قطاع غزة المحاصر، مشيرةً في بيان إلى أن العقوبات تستهدف مكتب الاستثمار التابع لـ"حماس" الذي يمتلك أصولاً بقيمة أكثر من نصف مليار دولار، تتضمّن شركات عاملة في تركيا والسودان والجزائر والسعودية والإمارات.

ومن بين المدرجين على اللائحة، مسؤول في "حماس" يُدعى عبد الله يوسف فيصل صبري، وهو محاسب أردني الجنسية مُقيم في الكويت، يعمل في وزارة المال التابعة لـ"حماس" منذ سنوات عدّة ولعب دوراً في توسيع نفوذ الحركة الإسلامية في المنطقة، كما أشرف على تحويل مبالغ كبيرة نيابةً عنها، من بينها تحويلات من إيران والسعودية.

ومن بين مسؤولي مكتب الاستثمار المدرجين أحمد شريف عبد الله عودة، وهو أردني الجنسية أيضاً وكان مسؤولاً عن المحفظة الاستثمارية الدولية حتّى العام 2017. كذلك، إنضمّ إلى اللائحة أسامة علي الذي ترأس مكتب الاستثمار في منتصف 2017، وهو المنصب الذي نسّق من خلاله التحويلات المالية إلى "حماس".

كما استُهدف هشام يونس يحيى قفيشة، الأردني المُقيم في تركيا، وكان نائباً لأسامة علي ولعب دوراً مهمّاً في تحويل الأموال نيابةً عن مختلف الشركات المرتبطة بـ"حماس". وأوضحت الخزانة الأميركية أن الشركات الخاضعة للعقوبات تشمل "أغروغيت" القابضة ومقرّها السودان، و"سيدار" ومقرّها الجزائر، وشركة "إتقان العقارية" في الإمارات، و"تريند جي واي يو" في تركيا، وشركة "أندا" في السعودية.

واستحوذت "حماس" على حوالى 75 في المئة من رأس المال في شركة "تريند جي واي يو" وخطّطت لإصدار أكثر من 15 مليون دولار من أسهمها بشكل خاص لكبار المسؤولين في المحفظة الاستثمارية. واحتفظ مكتب الاستثمار سرّاً بأصول في "سيدار" و"إتقان العقارية". وعلى الرغم مما يظهر أنهما تعملان بشكل شرعي، إلّا أنهما عمليّاً كانتا تحت سيطرة "حماس" وحوّلتا الأموال إليها، خصوصاً إلى الجناح العسكري للحركة "كتائب عز الدين القسام".

وقالت مساعدة وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية إليزابيث روزنبرغ: "جنت "حماس" مبالغ ضخمة من العائدات من خلال محفظتها الاستثمارية السرّية في الوقت الذي تُزعزع فيه استقرار غزة الذي يواجه ظروفاً معيشية واقتصادية قاسية"، مؤكدةً أن "الولايات المتحدة ملتزمة بحرمان "حماس" من القدرة على جمع الأموال ونقلها ومحاسبتها على العنف في المنطقة".

توازياً، كشفت إسرائيل عن اعتقال خلية في القدس تابعة لحركة "حماس" تتّهمها بالتخطيط لسلسلة من الهجمات ضدّ أهداف إسرائيلية. وأوضح جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) أن 5 فلسطينيين من القدس الشرقية ينتمون إلى "حماس" خطّطوا لاغتيال النائب اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير وتفجير القطار الخفيف في القدس بطائرة مسيّرة، بالإضافة إلى اختطاف جنود.

وذكر الجهاز أن الخمسة اعتُقلوا مطلع نيسان، لافتاً إلى أن أحدهم "شكّل شبكة نشطاء بهدف تعكير الأجواء السلمية في القدس الشرقية وفي الحرم القدسي خلال شهر رمضان"، وأشار إلى أنهم شاركوا في "أعمال شغب" في باحات المسجد الأقصى. ووجّهت وزارة العدل الإسرائيلية لائحة اتهام ضدّ كلّ من رشيد الرشق ومحمد السلايمة وحمزة أبو ناب، بتهمة التخطيط للقتل والخطف والتفجير والإنتماء إلى منظمة إرهابية ومهاجمة ضابط شرطة وتعطيل السلم. أمّا الاثنان الباقيان، وهما سفيان العجلوني ومنصور صفدي، فسيُحاكمان لاحقاً على ما أكد متحدث باسم جهاز الأمن الداخلي لوكالة "فرانس برس".

وعلى صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو عقب لقائه نظيره الفلسطيني رياض المالكي في رام الله توقيع مجموعة من الإتفاقات الاقتصادية لدعم الاقتصاد الفلسطيني المتعثر، في وقت وصفت فيه الخارجية الفلسطينية زيارة الوزير التركي بأنها "تاريخية". وتتضمّن هذه الإتفاقات، إنشاء منطقة صناعية في الأراضي الفلسطينية، إضافةً إلى زيادة المنح الدراسية المخصّصة للطلبة الفلسطينيين في تركيا، ودعم القطاع الزراعي.

وأشار الوزير التركي إلى أن أنقرة تسعى إلى توقيع إتفاقات تجارية ثنائية مع الفلسطينيين بهدف رفع التبادل التجاري السنوي إلى مليارَيْ دولار. وإلتقى تشاوش أوغلو الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس، فيما يزور إسرائيل اليوم، في أوّل زيارة من نوعها منذ نحو 15 عاماً، في وقت تجدّدت فيه الصدامات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مدينة جنين، حيث أُصيب 3 فلسطينيين بجروح. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه دهم جنين واعتقل رجلاً مطارداً وضبط بندقيّتَيْن من طراز "أم 16".