جورج الهاني

كلمة التحرير

"القوّة القاهرة" والعين الساهرة

4 تشرين الثاني 2019

01 : 32

لن أدخل في السجالات الدائرة حالياً حول صوابية القرار الذي اتخذه الإتحاد اللبناني لكرة السلة بإرجاء بطولة لبنان شهراً كاملاً من عدمه، والإنقسامات الحادّة في الآراء التي تلت هذا القرار، وسط معلومات أنّ معظم أندية الدرجة الأولى وافقت عليه على مضض، إلا أنّ المؤكّد أنّه ستكون له تداعياتٌ سلبية على مسار اللعبة ومستقبلها، خصوصاً في ظلّ الأوضاع العصيبة التي استجدّت على لبنان.

فالأندية المفلسة أصلاً ستضطرّ الى ترحيل لاعبيها الأجانب لتخفيف الأعباء المالية عن صناديقها شبه الفارغة، وهؤلاء ربما لن يعودوا إليها مجدّداً في حال تمكنوا من التعاقد مع أندية أخرى خارج لبنان، ولو كانت أسباب "القوّة القاهرة" المتعارف عليها دولياً، والتي تحدّث عنها الإتحاد في كتابه الأخير الى الأندية، قد تحميها وتجعلها تحافظ على أجانبها الى حين عودة عجلة الدوري المحلّي الى الدوران، لكن تبقى كلمة الفصل الأخيرة في هذا الموضوع بالطبع للإتحاد الدولي للعبة "الفيبا" الذي سينظر في الأحوال الطارئة المستجدّة في لبنان، وفي ما إذا كانت "القوة القاهرة" فعلاً تُعيق إكمال منافسات البطولة بشكل طبيعيّ وهادئ، لا سيما انّ ثمة إتحادات أخرى لم تلجأ الى هذا القرار حتى الساعة، وفي مقدّمها إتحاد كرة القدم.

إذاً ستستريح كرة السلة شهراً على الأقلّ، ولكنّ إتحادها وأنديتها ولاعبيها سيظلون يعيشون هاجس الخوف من الفراغ والمجهول اللذين تتّجه إليهما اللعبة، وما يمكن أن يؤول إليه مصيرها، خصوصاً أنّ عوامل صمودها وإستمراريتها بدأت تنهار تدريجياً: فالمعلنون هربوا، والمحطة التلفزيونية الناقلة تتهرّبُ، وشركة "ألفا" عبر تطبيقها "ألفا سبورتس" كالمثل اللبناني المعروف: "ما تهزّو واقِف عا شوار"، أمّا جماهير الأندية فبالكاد تعيش وتؤمّن مداخيلها ومصاريف عائلاتها، وهي لم تعد مستعدّة لصرف ليرة واحدة في غير مطرحها بعد اليوم.

فهل ستغفو عيون المسؤولين عن اللعبة في هذا الوقت المستقطع الطويل، أم ستبقى ساهرة وفي حال جهوزية دائمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هذا الموسم؟