ميشال مكتف

الوطن... هو القضية

1 تموز 2019

10 : 10

قد يتساءل البعض عمّا يجمعني بالصحافة؟ ما شأني ومهنة لم أزاولها من قريب أو بعيد؟ يجمعني بها أكثر من رباط. أهمها اقتناعي بأن للبنان قضية يجب أن تجد اقلاماً تدافع عنها بنزاهة والتزام.
لكن ما هي الصحافة فعلياً، من هو الصحافي أساساً وما دوره وما هي حقيقة رسالته؟ أليس المراقب الاول للاحداث والتطورات؟ أليس جامع الاخبار والمحلّل واسع الاطلاع؟ أليس الناقل الامين للحقائق ومن يقدّمها بأرقى أسلوب؟ أليس السلطة الرابعة المراقبة لحسن تنفيذ الوعود والمشاريع؟ أليس المدافع عن حق جميع الأفراد بالتعبير، الداعم الاول للمبدعين البارعين في شتى المجالات والمواكب لإنجازاتهم؟ أليس الاديب اللامع والشاعر المرهف والمثقف العميق ورائد الحريات ومرآة المجتمع؟
أليس هو الملبّي لنداء الوطن؟
أعلم أن الصحافة رسالة سامية نضالية شاقة تعنى بجعل هذا العالم مكاناً أفضل للعيش، ولو أردنا تعداد ميزات تلك المهنة الراقية لاحتجنا قرطاسية لا تنضب ومجلدات، ولكن بئس هذا الزمن الرديء الذي أنبت صحافيين طارئين لا يستحقون هذا اللقب، صحافيين يحاولون يائسين بشكل ممنهج تهديم هذا الصرح العظيم الذي بناه عظماء الصحافة وأركانها وأعمدتها على مدى أكثر من مئة وخمسين عاماً منذ العهد العثماني، مروراً بالانتداب، وصولاً إلى الاستقلال وما بعده، عظماء أمثال خليل الخوري وبطرس البستاني وخليل سركيس وسليمة أبي راشد وكامل مروة وسليم اللوزي وغسان تويني وسمير قصير وجبران تويني، وصحافيون كبار منهم من رحل الى الخلود، ومنهم من يخلّد كل يوم مقاله في الذاكرة الانسانية والتاريخ.
فـ "نداء الوطن"، هي فسحة لأصحاب هذه المهنة السامية، وللحقيقيين والمتجردين والمبدعين والأمناء في التعاطي مع الاحداث، لنوقف سوية ذاك النزف الذي ينحدر بالصحافة والسياسة وكل المجالات فيهددنا جميعاً ويهدّد هذا الوطن في شتى المجالات الفكرية والثقافية والصحافية والسياسية.
فلنجابه المغرضين بمقالات تنبض بالأمل، تعلو على اصوات الناعين، وتعيد ثقافة الحياة واحترام الآخر عبر الدفاع عن الحقيقة وقولها رغم الصعوبات، فنعيد دور لبنان ليبقى منبراً للحرية والعيش الكريم لجميع ابنائه.
تحية من القلب الى القراء الاعزاء، والى اسرتي الجديدة في "نداء الوطن".