محمد دهشة

صيدا تواصل ثورتها... والفلسطينيّون: نلتزم الحياد

إقفال مؤسّسات بالسلاسل بدلاً من قطع الطرق

5 تشرين الثاني 2019

02 : 00

حمل اليوم "التاسع عشر" في "الحراك الشعبي" الصيداوي تكتيكاً جديداً، إذ عمد محتجون على إقفال المؤسسات الرسمية بالسلاسل المعدنية منذ ساعات الصباح الأولى، لمنع الموظفين من الدخول إليها ومزاولة أعمالهم، بدلاً من التركيز على قطع الطرقات الرئيسية منها والفرعية، والتي بدأت تثير استياء المواطنين وتساؤلاتهم عن الجدوى منها.

وساهم هذا "التكتيك"، بأن يكون الاضراب شاملاً، بعدما أقفل المحتجون أبواب بعض المرافق العامة بالسلاسل المعدنية وتجمع عدد منهم عند مداخل "مؤسسة كهرباء لبنان الجنوبي" و"سنترال المدينة – أوجيرو"، وحالوا دون التحاق الموظفين بأعمالهم فيهما، قبل أن يكملوا الجولة نحو الأسواق التجارية، داعين أصحابها إلى الالتزام بالاضراب العام، فالتزمت غالبية المحال، وذلك وسط انتشار للقوى الامنية للحؤول دون وقوع أي إشكال، فيما أقفلت معظم المصارف والصيرفة أبوابها، باستثناء عدد قليل منها، فقام المحتجون بالاعتصام الرمزي أمامها حتى اقفالها ومغادرة الموظفين، ناهيك عن اقفال المدارس الرسمية والخاصة وبعض الجامعات.

وقال الناشط عبد الله حمود إن "إقفال هذه المرافق العامة رسالة إلى السلطة للاستجابة لمطالب المواطنين من دون تسويف أو مماطلة على مسافة أيام من دخول الحراك الاحتجاجي أسبوعه الثالث، والإسراع في الاعلان عن بدء الاستشارات النيابية الملزمة، لتشكيل حكومة انتقالية تنقذ الوطن من أزماته الاقتصادية والمالية، وصولاً إلى المحاسبة واستعادة الأموال المنهوبة". بينما أوضح علي، وهو صاحب محل في السوق التجاري: "لقد أقفلت المحل طوعاً، لأن الأزمة الخانقة تطاول الجميع: التجار والمواطنون على حد سواء، والأوضاع الاقتصادية والتجارية متردية منذ سنوات وبلغت ذروتها، ولم نعد نحتمل المزيد من الخسائر، عسى أن يكون الإضراب صرخة مدوية لانقاذنا من الاقفال والإفلاس قبل فوات الأوان".

مشاركة وأنشطة

وعلى وقع هذا المشهد، سيّر الجيش دوريات مكثفة بهدف منع إقفال الطرقات، بعدما عمد إلى فتح التي أقفلت صباحاً لبعض الوقت بمستوعبات النفايات أو العوائق، حيث سجل إقفال طريق "القياعة" و"مكسر العبد" وقرب مسجد الصديق، بينما اتّخذت إجراءات مشددة عند تقاطع "ايليا" الذي بقي سالكاً أمام حركة المرور بالاتجاهات كافة، بعدما أقفل لساعات خلال ليل "أحد الوحدة"، بسبب حشود المشاركين في "الاعتصام المفتوح"، وعمدوا الى نقل بعض خيمهم من "حديقة الناتوت" إلى جانب الرصيف، ثم جرت إعادتها إلى الحديقة مجدداً. وشهد التقاطع في ساعات بعد الظهر، توافد المواطنين للمشاركة في "الاعتصام المفتوح" تحت ظلال العلم اللبناني وحده، ورفع بعض المحتجين في المكان علماً لبنانياً كبيراً، وبعضهم الآخر لافتات تدعو العابرين بسياراتهم إلى اطلاق عنان أبواقها تحت شعار "زمّر... إذا إنت مع الثورة".

ووسط المشاركين وعناصر الجيش، وقفت الحاجة نازك حبلي وقالت بصوت عالٍ: "نحن مع الجيش ونريد وطناً يقوم على العدالة الاجتماعية والمساواة"، قبل أن تحيي عناصره وتقبّل بعضهم وسط تصفيق الحضور، الذين أثنوا على خطواتها وكلامها، فيما زارت المكان مجموعة من الدرّاجين الذين وصلوا من العاصمة بيروت للتضامن، وقوبلوا بالترحيب ووقعوا على علم لبناني يجمع كل المحتجين من كل المناطق اللبنانية.

موقف فلسطيني

وفي أول موقف فلسطيني، أكدت قيادة فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان، خلال اجتماع في مقر الاتحادات والمنظمات الشعبية والنقابية الفلسطينية في مدينة صيدا، التزامها بالموقف المنسق مع القيادة السياسية الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، والقاضي بالالتزام بمبدأ الحياد الإيجابي عما يجري في لبنان الشقيق، والانحياز لاستقراره وسلمه الأهلي.

وأوضحت أن "قيادة الفصائل وسفارة دولة فلسطين في لبنان، تواصلان المساعي مع وكالة "الاونروا" ومطالبتها لاعتماد خطة طوارئ، للتعامل مع ارتدادات الاوضاع في لبنان على المخيمات والتجمعات الفلسطينية وانعكاساتها على معيشة الفلسطينيين، خصوصاً في ظل الاغلاق شبه التام الذي يعمّ مختلف المدن اللبنانية وتوقف دورة الحياة الاقتصادية فيها".

وعقدت قيادة الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اجتماعاً في مخيم عين الحلوة أمس، بحثت فيه الأوضاع الأمنية داخل المخيمات وخارجها، وشدّدت القيادة، على أهمية ضبط الأوضاع الأمنية داخل المخيمات بالتعاون والتنسيق مع السلطات اللبنانية.

ورأت بعد الاجتماع، أن أمن المخيمات هو جزء من الأمن اللبناني، مشيدةً بمستوى التعاون القائم بين القيادة الفلسطينية والسلطات اللبنانية المعنية، منوهة بحالة الأمن والاستقرار التي تنعم فيها المخيمات الفلسطينية، مؤكدة أن الاجراءات التي اتخذتها قوات الأمن الوطني الفلسطيني وقيادة الفصائل الفلسطينية أبعدت الفوضى الأمنية والاجتماعية التي كانت تشهدها المخيمات بين الفترة والأخرى.


MISS 3