الجيش يداهم "محميّات المخدرات" بقاعاً... ويدفع "ضريبة الدم"

ميقاتي في بعبدا: هذه "شروطي"!

01 : 59

مؤتمر صحافي لاهالي ضحايا وجرحى مرفأ بيروت في باحة كنيسة سيدة النجاة

على ما يبدو قرّر حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الانتقال من مربّع الدفاع إلى الهجوم في مواجهة شركائه في المنظومة الحاكمة، ملوّحاً من جهة بفضح المستفيدين من قرار تخلّف لبنان عن سداد ديونه ممن "جمعوا ثروة" جراء هذا القرار، ومتقدماً من ناحية أخرى بدعوى "مداعاة الدولة" مع شقيقه رجا أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز لكفّ يد القاضي جان طنوس في ملف التحقيقات الجارية بمصدر ثروتهما، وسط توقع أوساط سياسية أن يسعى العهد وتياره في الأيام المقبلة إلى وضع رأس سلامة على "مقصلة" المفاوضات الحكومية باعتباره شرطاً موجباً للتكليف والتأليف.

وفي هذا الإطار، استرعى الانتباه أمس لقاء "جسّ النبض" الذي عقده أمس رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر بعبدا، والذي حرص الأخير على وضعه ضمن إطار الزيارات "العادية الودّية"... غير أنّ مصادر واسعة الاطلاع أعطت اللقاء أبعاداً "تأسيسية للحكومة المقبلة"، مؤكدةً لـ"نداء الوطن" أنّ "أجواء الثنائي الشيعي تؤكد الدفع باتجاه تسريع الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة لإعادة تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة باعتباره الأقدر على "إدارة تناقضات" المرحلة المقبلة، وعلى هذا الأساس أتت زيارته بعبدا أمس لوضع العناوين العريضة والشروط المبدئية التي ينطلق منها لقبول مهمة التكليف".

ونقلت المصادر أنّ "ميقاتي يعرب صراحةً عن رفضه الخضوع لأي ابتزاز مسبق في عملية التكليف والتأليف"، مشيرة إلى أنّه ينتهج "خارطة طريق" واضحة ومحددة المعالم في مقاربة هذه العملية، بما يشمل تشديده على وجوب الاتفاق على اعتماد "خطوات سريعة للتشكيل، وأنه لا يحبّذ التكليف من دون وجود ضمانات مسبقة من مختلف القوى الأساسية بتسهيل مهمة التأليف وتجنب وضع العراقيل والمطالب التعجيزية أمامه".

وفي هذا السياق، كشفت المصادر أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال يريد في حال تسميته رئيساً مكلفاً "تشكيل حكومة شبيهة في تركيبتها وطبيعتها بالحكومة الحالية مع إدخال بعض التعديلات عليها في الأسماء وتوزيع الحقائب بما يؤمن التوازن المطلوب استناداً إلى نتائج الانتخابات النيابية"، ويرفض في المقابل "تشكيل حكومة سياسية في هذه المرحلة التي يحتاج فيها البلد أكثر من أي وقت مضى إلى فريق عمل وزاري اختصاصي متجانس ينكبّ على معالجة الملفات الحيوية بعيداً عن أي حسابات سياسية"، لافتةً إلى أنّ ميقاتي يبدي إصراراً على "الحسم النهائي في هذه الملفات من دون أي مناورة أو تسويف، وعلى رأسها ملف الكهرباء بمعزل عن أي ضغط لاعتماد خرائط جغرافية تهدف إلى توزيع معامل الطاقة على أسس مناطقية طائفية".

وأمس تقاطعت تصريحات كل من عون وميقاتي عند الإضاءة على حاجة لبنان المُلحّة للدعم العربي لانتشال شعبه من خطر انهيار شبكة أمانه الاجتماعي، بحيث أكد رئيس الجمهورية أمام وفد المجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي حضر إلى بيروت للوقوف على الاحتياجات الأساسية للحماية الاجتماعية في لبنان ووضع خطة استجابة طارئة بتوقيت زمني محدد تعتمد خطوات تنفيذية سريعة لتحسين الوضع الإجتماعي والإنساني للبنانيين، على أنّ "لبنان يتطلع إلى دعم أشقائه العرب الذين لطالما كانوا الى جانبه في مختلف الازمات التي مر بها"، كما دعا ميقاتي أمام الوفد إلى ضرورة "مضاعفة الجهد العربي من أجل مؤازرة لبنان في هذه المرحلة الصعبة"، وأضاف: "نحن ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهموا واقعنا جيداً ويؤازرونا في هذه المرحلة بالذات لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدته على تحمل الأعباء التي فاقت قدراته".

أما على المستوى الأمني، فاتجهت الأنظار أمس إلى البقاع حيث بادر الجيش إلى مداهمة "محميات المخدرات" في حيّ الشروانة فدفع بنتيجتها "ضريبة دم" أسفرت عن استشهاد عسكري وإصابة خمسة آخرين، مقابل توقيف عدد من المطلوبين. وبحسب المعلومات فإنّ نحو 15 مسلحا كانوا يتحصنون برفقة أحد أبرز المطلوبين في تجارة المخدرات (ع. ز.) الملقب "أبو سلة" في المنطقة فتحوا النار على دورية عسكرية خلال قيامها بعملية دهم لأحد المنازل في الشراونة ما أدى إلى استشهاد العسكري زين الدين شمص (مواليد العام 1994) وإصابة العناصر الآخرين، فتدخلت على الفور وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة ودهمت منازل مطلقي النار وأوقفت كلاً من المطلوبين: ( ع. ز)،(ع. م)، (ع. ز)، (م، و)، (م. ف)، وضبطت كمية من الأسلحة الحربية والذخائر، وكمية من المخدرات وعددا من الآلات المستخدمة في تصنيعها.