أكد عزمه زيارة المملكة "لدعم السلام"

بايدن يفتح صفحة جديدة مع السعوديّة

02 : 00

بايدن متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي في ديلاوير أمس (أ ف ب)

في ظلّ التداعيات الدراماتيكية على أسواق الطاقة العالمية بسبب الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا، وفيما التنافس على أشدّه بين واشنطن وبكين على الساحة الدولية، تحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن أمس عن إمكان قيامه بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، الأمر الذي يُشير إلى تغيير كبير في موقفه، بشكل يؤكد رغبة إدارته بفتح صفحة جديدة مع الرياض التي تُعتبر شريكاً تاريخيّاً واستراتيجيّاً لواشنطن.

وبعدما كانت صحيفة "نيويورك تايمز" وغيرها من وسائل الإعلام الأميركية قد نقلت عن مصادر لم تكشفها أن بايدن سيمضي قدماً في زيارة السعودية بعد شيوع أنباء حول اعتزامه القيام بذلك، قال الرئيس الديموقراطي للصحافيين عند سؤاله عن التقارير الإعلامية: "لست متأكداً مِمَّا إذا كنت سأذهب. هناك إمكان أن التقي الإسرائيليين و(مسؤولين) في بعض الدول العربية. السعوديّة ستكون ضمن (الجولة)، إذا قمت بها، ولكن ليس لدي خطط مباشرة حتّى الآن"، مشيراً إلى أن منصبه يُحتّم عليه "التحرّك لدعم السلام في الشرق الأوسط".

وكتبت "نيويورك تايمز" أن رئيس الولايات المتحدة "قرّر الذهاب إلى الرياض هذا الشهر لإعادة بناء العلاقات مع المملكة بينما يسعى إلى خفض أسعار الوقود في الداخل وعزل روسيا دوليّاً".

بدورها، أوردت شبكة "سي أن أن" أن بايدن سيلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وستحصل الرحلة إثر سفر بايدن لحضور قمة "حلف شمال الأطلسي" في إسبانيا وقمّة "مجموعة السبع" في ألمانيا في وقت لاحق من هذا الشهر.

كما تحدّثت صحيفة "واشنطن بوست" عن الزيارة نقلاً عن مسؤولين لم تُسمّهم، وقالت إنّ اللقاء "وجهاً لوجه" مع ولي العهد السعودي سيأتي بعد مهمّات عدّة "غير معلنة" في المملكة أجراها مستشار بايدن للشرق الأوسط بريت ماكغورك ومبعوثه لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين، اللذان يُكرّران دعواتهما إلى زيادة إنتاج النفط الخام من أجل خفض التضخم.

ويأتي الحديث عن زيارة بايدن إلى السعودية في وقت توصّل فيه أطراف النزاع في اليمن إلى تجديد هدنة هشة لشهرَيْن. وقدّم بايدن الخميس شكره للسعودية "لقيادتها الشجاعة" جهود تمديد الهدنة، فيما رحّب مجلس الأمن الدولي أمس بتمديد الهدنة، لكنّه عبّر عن "القلق الشديد" من التبعات الإنسانية لإغلاق الطرقات في تعز، داعياً الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران إلى الفتح الفوري للطرقات في تعز والتوصل إلى حلّ سياسي.

كذلك، يأتي قرار الزيارة المتوقعة بينما قرر تحالف "أوبك +" بقيادة الرياض الخميس، زيادة إنتاجه بعد أشهر من الإنتظار والترقب على الرغم من ارتفاع الأسعار. وقد لبّى بذلك نداءات القوى الغربية. وفي سياق متصل، لفت بايدن إلى أن قرار الإفراج عن نسب من احتياطي النفط الأميركي الذي اتخذته إدارته، "جعل أسعار المحروقات لا تزيد في الارتفاع".