"اتفاق الرياض" يُمهّد لحلّ سياسي شامل

اليمن يدخل مرحلة جديدة

02 : 00

الرئيس اليمني يشبك يديه مع وليّ العهد السعودي ووليّ عهد أبوظبي في الرياض أمس (أ ف ب)

وقّعت الحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليّاً أمس مع المجلس الانتقالي الجنوبي، "اتفاق الرياض"، لتقاسم السلطة في الجنوب، في خطوة تُشكّل "نقلة نوعيّة" في المشهد الجيوسياسي اليمني. وهكذا، دخل اليمن في مرحلة سياسيّة جديدة بعد توقيع الاتفاق في العاصمة السعوديّة، إذ أشار مصدر ديبلوماسي لـ"نداء الوطن"، إلى أن الاتفاق بين الحكومة اليمنيّة الشرعيّة والإنفصاليين الجنوبيين يُمهّد لبداية حلّ سياسي شامل لإنهاء الحرب في اليمن، لافتاً في الوقت عينه إلى أن المسار طويل وتتخلّله عقبات عدّة داخليّة وإقليميّة. وحضر توقيع الاتفاق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.

ويُنظر إلى الاتفاق إذاً، على أنّه "إعادة صياغة ليمن جديد"، يقوم على الوحدة في مؤسّساته وفي أهدافه المدعومة من تحالف دعم الشرعيّة في اليمن.

وبحسب ملامح الاتفاق، فإنّ الأيّام المقبلة ستشهد ترتيبات واسعة للبيت اليمني الداخلي، ستشمل كلّ مؤسّسات الدولة، وعلى رأسها المؤسّسة العسكريّة، وكذلك المؤسّسات المعنيّة باستقرار المواطنين وحياتهم وتنمية البلاد في شتّى المجالات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، بما يضمن ترشيد موارد الدولة وكفاءة مؤسّساتها. وبموجب الاتفاق، سيتولّى المجلس الانتقالي الجنوبي عدداً من الوزارات في الحكومة اليمنيّة، وستعود الحكومة إلى العاصمة الموَقتة عدن.

وخلال كلمته، أكّد ولي العهد السعودي حرص المملكة على وحدة واستقرار اليمن، مشدّداً على أن "اتفاق الرياض" يُشكّل مرحلة جديدة في استقرار اليمن ويفتح الآفاق إلى الحلّ السياسي المنشود. وقال: "سنُواصل السعي لتحقيق تطلّعات الشعب اليمني والوصول إلى حلّ سياسي"، مضيفاً: "عملنا على رأب الصدع بين الأطراف اليمنيّة، وهدفنا نصرة الشعب اليمني ومواجهة التدخّلات الخارجيّة في شؤونه الداخليّة"، فيما قال الشيخ محمد بن زايد: "أثمّن الجهود الكبيرة التي قامت بها الشقيقة المملكة العربيّة السعوديّة في توحيد الصف اليمني، ودورها المحوري في التوصّل إلى "اتفاق الرياض"، مضيفاً: "تمنّياتنا القلبيّة أن يعمّ الخير والسلام ربوع اليمن، وأن ينعم شعبه بالأمن والاستقرار والتنمية". كما أبدى مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، ترحيبه بالاتفاق الذي جرى توقيعه في الرياض، معتبراً أنّه يُشكّل خطوة نحو الحلّ السلمي للأزمة في البلاد.

بدوره، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاتفاق. وقال في تغريدة على "تويتر"، إنّ "الاتفاق بداية جيّدة جدّاً"، داعياً الأطراف كافة إلى "العمل لبلوغ تسوية شاملة"، كما رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربيّة أحمد أبو الغيط، بتوقيع "اتفاق الرياض"، معتبراً أنّه خطوة مهمّة للحفاظ على تكامل التراب اليمني وللحؤول دون انزلاق البلد نحو المزيد من الانقسام والتفكّك. كذلك أشادت كلّ من مصر والكويت والبحرين وغيرها من الدول بالاتفاق.


MISS 3