ENERGEAN POWER في "كاريش" تستنهض لبنان

عون يطلب تزويده بالمعطيات وميقاتي يحذّر من توترات

02 : 00

مع الاستعدادات الإسرائيلية لعمليات الحفر في حقل «كاريش»، المنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل، بعد دخول سفينة ENERGEAN POWER وتجاوزها الخط 29، وبعد الانتقادات التي توسعت أخيراً عن سر صمت المسؤولين اللبنانيين، بعد تقاعسهم عن تعديل المرسوم 6433، والتساؤلات عن ردة فعل»حزب الله» بعد تهديدات أمينه العام السيد حسن نصرالله، خرج كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بموقفين حاولا فيهما استيعاب الضجة المثارة، فاعتبر الأول أن أي عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازاً وعملاً عدائياً، فيما حذر الثاني من فرض أمر واقع إذ «من شأنه إحداث توترات لا أحد يمكنه التكهّن بتداعياتها».

عون

فقد أعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان أنه «على اثر الأنباء التي وردت عن دخول سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه ENERGEAN POWER المنطقة المتنازع عليها في الحدود البحرية الجنوبية، أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من المعنيين للبحث في هذه التطورات. وطلب من قيادة الجيش تزويده بالمعطيات الدقيقة والرسمية ليبنى على الشيء مقتضاه، لافتاً الى أن المفاوضات لترسيم الحدود البحرية لا تزال مستمرة، وبالتالي فإن أي عمل او نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازاً وعملاً عدائياً». وذكّر البيان بـ»ان لبنان أودع الأمم المتحدة قبل أسابيع رسالة يؤكد فيها تمسّكه بحقوقه وثروته البحرية، وان حقل «كاريش» يقع ضمن المنطقة المتنازع عليها، وجرى تعميمها في حينه على كافة أعضاء مجلس الأمن كوثيقة من وثائق المجلس تحت الرقم S/2022/84 بتاريخ 2 شباط 2022 وتم نشرها حسب الأصول. وطلب لبنان في الرسالة من مجلس الأمن عدم قيام إسرائيل بأي أعمال تنقيب في المناطق المتنازع عليها تجنباً لخطوات قد تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. كما أكدت الرسالة أن لبنان ما زال يعوّل على نجاح مساعي الوساطة التي يقوم بها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للتوصل الى حل تفاوضي لمسألة الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة».

ميقاتي

بدوره، حذر ميقاتي من التعدي الإسرائيلي، مؤكداً في تصريح أمس «أن محاولات العدو الإسرائيلي افتعال أزمة جديدة، من خلال التعدي على ثروة لبنان المائية، وفرض أمر واقع في منطقة متنازع عليها ويتمسك لبنان بحقوقه فيها، أمر في منتهى الخطورة، ومن شأنه إحداث توترات لا أحد يمكنه التكهّن بتداعياتها».

أضاف: «من هذا المنطلق، فإننا نحذر من تداعيات أي خطوة ناقصة، قبل استكمال مهمة الوسيط الاميركي، التي بات استئنافها أكثر من ضرورة ملحة. وندعو الامم المتحدة وجميع المعنيين الى تدارك الوضع وإلزام العدو الاسرائيلي بوقف استفزازاته».

وختم ميقاتي قائلاً: «الحل بعودة التفاوض على قاعدة عدم التنازل عن حقوق لبنان الكاملة في ثرواته ومياهه».

وزير الدفاع

وزير الدفاع الوطني موريس سليم اعتبر أن التحركات التي تقوم بها إسرائيل في المنطقة المتنازع عليها في الجنوب اللبناني تشكل تحدياً واستفزازاً للبنان وخرقاً فاضحاً للاستقرار الذي تنعم به المنطقة الجنوبية من لبنان. وقال: مرة جديدة تتنكر إسرائيل لكل القوانين والأعراف الدولية وتحاول خلق أمر واقع على الحدود اللبنانية، لا سيما أنها تطيح بذلك بالجهود التي تبذل لاستئناف المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية التي تؤدي فيها الولايات المتحدة دور الوسيط والتي تجرى تحت رعاية الأمم المتحدة. ودعا الوزير سليم المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك سريعاً لوضع حد للممارسات الإسرائيلية المتجددة، وتطبيق القرارات الدولية لاستباق حصول أي تدهور أمني في جنوب لبنان ستكون له انعكاسات على الاستقرار في المنطقة.

قبلان

وشدّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على ضرورة استفادة لبنان من ثرواته البحرية من النفط والغاز، وقال في بيان: «إذا كانت الشرعية الدولية المقاس المرجعي للحدود البحرية اللبنانية، فالشرعية الدولية بخصوص المنطقة البحرية اللبنانية تبدأ من الخط 29 (خط الهدنة) وليس من الخط 23 (الخط الأزرق)، وإذا كان المقاس القوة فالدولة والمقاومة مدعوتان لحماية المنطقة البحرية اللبنانية وعشرات مليارات الدولارات من الطاقة اللبنانية التي تقع بحقل كاريش، ولن نقبل أن تتنعم تل أبيب بالنفط والغاز اللبنانيين فيما لبنان عاجز عن تأمين إمداداته من النفط والغاز وسط أسوأ أزمة بتاريخه، والإحتلال الإسرائيلي لحقل كاريش يشبه الاحتلال الإسرائيلي للعاصمة بيروت، وكل الشعب اللبناني وقواه الوطنية حاضرة لأن تكون جزءاً من هذه المعركة الوطنية الفاصلة».


MISS 3