هل صحيح أنّ الطقس يؤثّر على شعورنا بالألم؟

00 : 00

اكتشفت دراسة جديدة أن طقساً محدداً يزيد ألم المصابين بالتهاب المفاصل أو أي حالات أخرى من الألم المزمن...

من يقول إن البرد يخترق عظامه قد لا يكون مخطئاً في نهاية المطاف! نشر باحثون من جامعة "مانشستر" في بريطانيا نتائج دراستهم الجديدة في "مجلة شريك الطبيعة للطب الرقمي"، حيث رصدوا رابطاً بين الألم المزمن والأيام الرطبة والعاصفة وتراجع الضغط الجوي.

تحمل الدراسة عنوان "غائم مع فرصة للألم". يقول المشرف الرئيس، ويل ديكسون، مدير "مركز علم الأوبئة مقابل التهاب المفاصل" في جامعة "مانشستر": "يُقال إن الطقس يؤثر على أعراض المصابين بالتهاب المفاصل منذ أيام أبقراط. ويظن ثلاثة أرباع المرضى أن ألمهم يتأثر بالطقس".

شملت الدراسة أكثر من 13 ألف فرد في 124 منطقة بريطانية، مع أن قاعدة البيانات النهائية اقتصرت على 2658 شخصاً شاركوا يومياً في التجارب طوال ستة أشهر تقريباً. كان معظم المشاركين مصابين بالتهاب المفاصل، لكن أصيب بعضهم أيضاً بأمراض مزمنة ومؤلمة أخرى، مثل الألم العضلي الليفي، أو الصداع النصفي، أو الاعتلال العصبي.

جمع الباحثون البيانات عبر تطبيق على الهاتف الذكي طوّروه خصيصاً لإجراء هذه الدراسة. استعمل كل مشارك التطبيق لتدوين مستويات ألمه يومياً، بينما سجّل التطبيق حال الطقس في منطقته عبر نظام تحديد المواقع العالمي على الهاتف.

يوضح ديكسون: "كشف التحليل أن احتمال زيادة الألم في الأيام الرطبة والعاصفة التي تتزامن مع تراجع الضغط الجوي يرتفع بنسبة 20%، مقارنةً بأي يوم عادي. إذا بلغ احتمال إصابتك بالألم في الطقس العادي 5 من 100 إذاً، سيزيد إلى 6 من 100 في أي يوم رطب وعاصف".

لم ترصد البيانات أي رابط بين هطول الأمطار والألم، أو بين الألم ودرجة الحرارة وحدها. لكن يبدو أن الألم المرتبط بالطقس الرطب والحار والمضطرب يتفاقم بسبب الحرارة. شعر المشاركون بأعلى درجات الألم خلال الأيام العاصفة والرطبة التي تكون باردة أيضاً.

يقول ديكسون إن نتائج الدراسة قد تدفع خبراء الأرصاد الجوية إلى توقع مستويات الألم، بالإضافة إلى تحديد نوعية الهواء، ما يساعد المصابين بألم مزمن على التخطيط لنشاطاتهم وإتمام أصعب مهامهم خلال الأيام التي تتراجع فيها مستويات ألمهم. هذه النتيجة ليست بسيطة! يقول الدكتور ستيفن سيمبسون من منظمة Versus Arthritis: "من أصل 10 ملايين مصاب بالتهاب المفاصل في بريطانيا، يشعر أكثر من نصفهم بألم قادر على تغيير مسار حياتهم اليومية. لكنّ نظام الرعاية الصحية ليس مُصمّماً لمساعدتهم على تخفيف الألم".

لذا يبقى التحكم الذاتي بالمشكلة الوسيلة العملية الوحيدة كي يتابعوا عملهم ويحافظوا على نشاطهم في مجتمعهم ويشعروا بالانتماء بكل بساطة.

أصيبت كارولين غامبل، إحدى المشارِكات في الدراسة، بالتهاب الفقار اللاصق (نوع من التهاب المفاصل) وعبّرت عن سعادتها بالمقاربة الجديدة: "يرتفع عدد المصابين بألم مزمن، ما ينعكس على عملهم وحياتهم العائلية وصحتهم النفسية. وحتى لو طبّقنا أفضل التوصيات للتحكم بالألم، لا مفر من أن نتألم يومياً. يتفاقم الوضع أيضاً بسبب نزعة المريض إلى لوم نفسه على تجدد الألم. لذا أنا سعيدة باستنتاجات الدراسة الجديدة. حين نعرف تأثير الطقس على ألمنا، قد نفهم أن ذلك الألم خارج عن سيطرتنا وأنه لا يتعلق بخطأ ارتكبناه ولا يتأثر بتغيير طريقة تحكّمنا بالمرض". أخيراً، يأمل ديكسون في أن يستفيد الباحثون المتخصصون بالألم من هذه المعلومة الجديدة في خضم سعيهم إلى التعمق بأسباب الألم وآلياته.


MISS 3