أجهزة تعقّب الرشاقة... أداة لتكثيف حركتك الجسدية؟

02 : 00

وفق استطلاع جديد، يستعمل شخص واحد من كل خمسة ساعة ذكية أو جهازاً لتعقب الرشاقة. تُعتبر هذه الأجهزة التي توضع حول المعصم طريقة عملية لمراقبة الخطوات اليومية، وقد تكون أكثر دقة من تطبيقات الهواتف الذكية التي لا يحملها البعض معه في جميع الأوقات. كذلك، تقيس معظم الابتكارات القابلة للارتداء مجموعة من البيانات الأخرى، منها معدل ضربات القلب وإيقاع المشي.

لكن هل يؤثر استخدام هذه الأجهزة على وتيرة النشاطات اليومية؟ يبدو أنها مؤثرة فعلاً، وفق أكبر دراسة أجراها الباحثون حتى الآن عن هذا الموضوع. تُعتبر النشاطات الجسدية المنتظمة عاملاً أساسياً لحماية صحة القلب، وقد يُحدِث التحسّن الذي رصدته هذه الدراسة فرقاً واضحاً.

تقول الدكتورة ميغان واسفي، طبيبة قلب في "مختبر أداء القلب والأوعية الدموية" في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "زادت النشاطات الجسدية المعتدلة أو المكثفة بمعدل 50 دقيقة إضافية أسبوعياً، أي ما يساوي ثلث المدة التي توصي بها التوجيهات الصحية الرسمية (150 دقيقة)". تكون الخطوات الإضافية التي يقطعها الناس يومياً (1200 خطوة) أثناء ارتداء أجهزة تعقب الرشاقة شبه مساوية للعدد الذي يرتبط بإطالة العمر في دراسات عدة. لطالما اعتُبِرت مقاربة العشرة آلاف خطوة الهدف اليومي المثالي، لكن تكشف الأبحاث أن قطع 8 آلاف خطوة يومياً يبقى فاعلاً بالقدر نفسه لإطالة الحياة، لا سيما في فئة كبار السن.

ما الرابط بين أجهزة تعقب الرشاقة ومستوى النشاطات؟

لتقييم طريقة تأثير أجهزة تعقب الرشاقة القابلة للارتداء على مستوى التمارين الجسدية والنشاطات عموماً، راجع فريق من الباحثين الدنماركيين الأدلة المتاحة حتى الآن وحللوها، فركّزوا على 121 دراسة منفصلة كانت قد شملت حوالى 17 ألف مشارك من الراشدين الأصحاء (تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً). بلغ متوسط أعمار المشاركين 47 عاماً، وكان معظمهم من النساء. امتدت الدراسة على 12 أسبوعاً.

اكتشف الباحثون أن استخدام أجهزة مراقبة النشاطات الجسدية تدفع الناس عموماً إلى قطع 1235 خطوة إضافية يومياً وتخصيص 49 دقيقة إضافية للتمارين الجسدية المعتدلة أو المكثفة أسبوعياً. حتى أنهم وقفوا لعشر دقائق إضافية يومياً، مع أن هذه المدة ليست مؤثرة. نُشِرت نتائج الدراسة في "المجلة الطبية البريطانية"، في 26 كانون الثاني 2022.

بيانات غير كافية

يُفترض أن يتعلق الهدف الأساسي دوماً بمتابعة التحرك في مختلف مراحل الحياة. وبما أن عدداً كبيراً من الدراسات في المراجعة الجديدة اقتصر على بضعة أشهر، يستحيل التأكيد على قدرة جهاز تعقب الرشاقة على إحداث تغيير دائم في سلوك الناس. كما أن تعديل التصرفات بفضل هذه الأجهزة لا يقتصر على التحرك بكل بساطة بل يتطلب خطوات أخرى: يجب أن تتذكر أيضاً ضرورة شحن الجهاز وارتدائه باستمرار وتتحقق من بياناتك.

على صعيد آخر، يبدو أن جزءاً كبيراً من الذين يتشجّعون على استخدام هذه الأجهزة يكون معتاداً على ممارسة التمارين الجسدية. يميل هذا النوع من الأشخاص إلى استعمالها لرفع مستوى برنامجهم الرياضي أو التدرّب على السباقات، ولا يريدون الانتقال من قلة الحركة إلى حياة ناشطة. لكن إذا كنت تريد تكثيف حركتك الجسدية بهذه الطريقة، قد تستفيد من جهاز تعقب الرشاقة فعلاً. إذا كنت متحمّساً لزيادة نشاطاتك، من الأسهل أن تلتزم ببرنامجك عبر مراقبة مسار تقدّمك يومياً.


مــــــزايــــــا الــــــجــــــهــــــاز

تشمل أجهزة مراقبة النشاطات مجسّات متنوعة لتعقب الحركة ومعايير صحية أخرى. يُسلّط أحد المجسات الضوء مثلاً على البشرة لرصد تدفق الدم، فيكشف بذلك عن معدل ضربات القلب. ويقيس مِجَسّ آخر سرعة الحركة ووتيرتها ويسمح للجهاز باحتساب عدد الخطوات. إذا كنت تريد معرفة تفاصيل أخرى لتحسين أدائك، يمنحك مِجَسّ عامل بالأقمار الاصطناعية لتحديد المواقع تقييماً أكثر دقة حول سرعة التحرك، والمسافة المقطوعة، وإيقاع المشي أو الركض أو ركوب الدراجة الهوائية.

قد يكون الربط بين كثافة التمارين الجسدية ومعدل ضربات القلب مثيراً للاهتمام بالنسبة إلى الشخص العادي، لكنها ليست خطوة إلزامية. إذا لم تكن مهتماً باستخدام جهاز تعقب الرشاقة، يبقى "اختبار الكلام" التقليدي طريقة سهلة لتقييم كثافة النشاطات. خلال التمارين المعتدلة أو المكثفة، يُفترض أن تتمكن من التفوه بعبارات كاملة لكنك تعجز في المقابل عن الغناء.

لكن إذا تعافيتَ من نوبة قلبية أو خضعتَ لجراحة في القلب حديثاً، أو إذا كنت مصاباً بأي مشاكل قلبية أخرى، فيجب أن تقيس كثافة تمارينك الجسدية باستمرار. في هذه الحالة، يسهل أن تراقب معدل ضربات القلب عبر جهاز تعقب الرشاقة. قد تترافق التمارين المكثفة مع بعض المخاطر الإضافية في هذه الظروف، لذا من الأفضل أن تستشير طبيبك حول ضربات القلب المثالية في حالتك.