التأزّم بين السلطة والمتظاهرين على أشدّه، فهي تهدر الوقت وترفض التنازل وتماطل في المشاورات، اما هم فلم يبارحوا الساحات ولم تتعب حناجرهم بعد من الهتاف بشعارات ضد الطبقة الحاكمة والدعوات الى اغلاق بؤر الفساد. الا ان ثورة الطلاب أبهرت الرأي العام لليوم الثاني، وخطفت الاضواء وحبست انفاس السياسيين.
ومساء، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي وتطبيق "واتساب" منشورات تدعو اللبنانيين إلى التجمّع اليوم في ساحة الشهداء الساعة السابعة صباحاً، تمهيداً للإنطلاق إلى مرفأ بيروت، الذي اعتبروه وفق ما جاء في المنشورات "أكبر معبر غير شرعي في لبنان".
وكانت الإضرابات والوقفات الاحتجاجية الطالبية عمت مختلف المناطق اللبنانية. وأبقى المحتجون بوصلة حراكهم مصوّبة نحو المرافق والمؤسسات العامة.
وفي زغرتا، شكّلت تغريدة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية حول الجهوزية للتحرّك مادة للنقاش، حيث طرح البعض علامات استفهام عن توقيت التحرك وأهدافه.
وقال فرنجية في تغريدته انه "مع إدراكنا أن ما يمرّ به وطننا أكثر من صعب ولكن الوضع في قضاء زغرتا لم يعد يحتمل وصحتنا كما بيئتنا بخطر، لذا ندعو اهلنا وناسنا للوقوف معنا لأننا اتخذنا القرار بحل الموضوع سريعاً. وعلى الدولة أن تقف على الحياد كما هي الحال مع مطالب الناس وحراك الشارع ولن نتهاون". واضاف: "كونوا جاهزين ومستعدين في الساعات والأيام المقبلة لحماية صحتكم وأرضكم وبيئتكم وصون كرامتكم".
وفي المعلومات أن تغريدة فرنجية تتعلق بملف النفايات في قضاء زغرتا بعد أن وصلت الامور إلى حدّ غير مقبول من الإهمال، فلا بدّ من تدخل تيار "المردة" والفاعليات وتحمل المسؤولية والقيام بشيء ما خصوصاً ان الوزارة المعنية في هذا الموضوع لم تقم بعملها.
ومن جهة اخرى، فإن خطوة فرنجية حسب مقربين ليست لها اهداف سياسيّة، "فعندما يريد فرنجية التحرّك في السياسة فلا يستحي بهذا الموضوع، بل إن الموضوع مطلبي بامتياز، وكان أهل زغرتا اول من ثار وطالب بحل أزمة النفايات لكن من دون ان يتحرك أي من المعنيين، علماً ان أحداً لا يعرف المدى الذي قد يأخذه التصعيد". واجتمعت كتلة "اللقاء الديمقراطي" في كليمنصو بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط. وتداولت في التطورات السياسية الراهنة وناقشت آفاق المرحلة المقبلة.
ديبلوماسيا،اعلن السفير البريطاني كريس رامبلينغ من بكركي ان بلاده تواصل العمل من اجل استقرار لبنان ومصالحه. وتمنى تشكيل حكومة جديدة سريعًا تكون جيّدة وفاعلة وقادرة على مواجهة كل التحديات.
وفي المواقف، اكد رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض انه منذ اليوم الاول اعتبر أن المدخل الصحيح للحل هو في تشكيل حكومة مصغّرة من التكنوقراط والمتخصصين أصحاب الكف النظيف، لخلق الصدمة الإيجابية المطلوبة، ولأنها الوحيدة القادرة في ظل الظروف الحالية على انتشال لبنان من المأزق الكبير ومنع انهياره.
