روداكوف يكشف تفاصيل أزمة لبنان الاقتصاديّة

20 : 17

رأى السفير الروسيّ لدى لبنان ألكسندر روداكوف أنّ "سياسة الأنانيّة للولايات المتحدة جلبت الكثير من المعاناة الحقيقيّة لشعوب العديد من البلدان"، معتبراً "أنّ الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها لبنان، وبجزءٍ كبيرٍ منها، ناتجة عن عوامل وتأثيرات خارجيّة".



وقال روداكوف خلال الحفلة التي أقيمت في بيروت، اليوم السبت، في مناسبة العيد الوطنيّ لروسيا، وبحضور عددٍ من الشخصيات السياسيّة اللبنانيّة، والسلك الدبلوماسي إننا "نشعرُ في لبنان، بالدعم والتضامن معنا، وبالتأييد لنهجنا ومقاربتنا المبدئيّة لمجريات الأمور على الساحة الدولية".



وأضاف: "نحن مُصمّمون على مواصلة تقديم كلّ الدعم الممكن لأصدقائنا اللبنانيين، وتدرس الهيئة الحكوميّة الروسيّة اللبنانيّة التعاوُن التجاريّ والاقتصاديّ، آفاقَ تفعيل الشراكة الثنائيّة ذات المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة في مجالات مهمة عدّة كالطاقة والطب والزراعة والنقل والتعاون الجمركيّ وتكنولوجيا المعلومات".



وأشار إلى أنّ "روسيا تُقدّم سنويّاً إلى الطلاب اللبنانيين منحاً دراسية للتعلم المجانيّ، ويجري النظر في تسهيل الإجراءات وتقديم أفضل الشروط والأفضليّة للطلاب اللبنانيّين الذين درسوا في أوكرانيا لمتابعة الدراسة في الجامعات الروسية".



كما وتطرّق روداكوف خلال كلمته الى أنّ "روسيا تتعرض اليوم إلى حربٍ مُعقّدة ومتعددة الجوانب، شرسة وشعواء، يحاولون شيطنتنا وإلصاق صورة العدو بنا، كما ويحاولون عزلنا، واتهامنا بالتسبب بكل المصائب والمشاكل".



وتابع: "ما يثير قلقنا البالغ، توجُّه الغرب لمحو كلّ ما هو روسيّ، أمّا ضحايا هذه السياسات فهم في الغالب، الجاليات الروسيّة والمدنيّين الأبرياء الذين لا علاقةَ لهم بالسياسة، وكذلك المواطنون الأجانب الذين لهم ولو علاقة طفيفة بروسيا".



وأردف السفير الروسي: "يحاولون إلقاء اللوم علينا بسبب مشاكل الأمن الغذائي العالمي، ويتغاضون عن أن العقوبات المفروضة على روسيا بالتزامن مع السياسة الاقتصادية قصيرة النظر للدول الغربية في سياق جائحة فيروس كورونا، كانت المُحفزّ الرئيسيّ للاتّجاهات السلبيّة في الأسواق العالميّة".



واعتبر أنّ "الولايات المتّحدة تستخدمُ من أجل تحقيق أهدافها الأنانيّة، دولاً بأكملها، بشعوبها وقاطنيها، كبيادق أو أوراق مساومة، وهذا ما يفعلونه الآن مع أوروبا وأوكرانيا، فالصراع في هذا البلد لم يبدأ في 24 شباط، بل قبل ذلك بكثير – يوم تقرر تحويله إلى قاعدة أخرى للناتو".



وأوضح أنّ "العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا جاءت نتيجة تجاهل الغرب بوقاحة وعلى الملأ المصالح البديهية والثابتة لروسيا في الحفاظ المشروع على أمنها، وكرد قسري واضطراري على توجُّهه التوسُّعيّ العدوانيّ ولتمنع تطوّر كارثي للأحداث بسيناريوهات سيئة".


وأشار روداكوف إلى أن "هذه العملية سمحت بتحرير معظم أراضي لوغانسك وجزءٍ كبير من جمهوريّة دونيتسك الشعبية، وكامل منطقة خيرسون وأراض كبيرة في منطقتَي خاركوف وزابوروجي من النازيّين الجدد، وعادت الحياة السلمية إلى هذه المناطق، كما وبدأت عملية تعافي وعودة الدورة الاقتصادية والصناعية، وإعادة بناء البنيّة التحتية، وعودة الشركات والمؤسسات الى ممارسة مهامها، وعادت المدارس ورياض الأطفال، والعيادات والمستشفيات لفتح أبوابها".