جاد حداد

heart matters

مؤشرات تحذيرية على قصور القلب المبكر

15 حزيران 2022

02 : 00

إذا بدأتَ تشعر بنوعٍ غير مألوف من التعب أو انقطاع التنفس، يسهل أن تنسب المشكلة إلى التقدم في السن أو قلة الرشاقة أو الوزن الزائد. لكن لا تتجاهل هذه الأعراض إذا استمرت لفترة، لا سيما إذا ترافقت مع تورم الكاحلين وصعوبة التنفس أثناء الاستلقاء. إنها أعراض كلاسيكية لقصور القلب المبكر (Heart Failure) الذي يشير إلى عجز القلب عن ضخ كمية كافية من الدم في أنحاء الجسم. قد تسهم أحدث التطورات في مجال رصد المرض ومعالجته في تخفيف أعباء قصور القلب الذي يُعتبر من أبرز أسباب دخول المستشفى في عمر الخامسة والستين وما فوق.

بشكل عام، لا يدرك الناس أنهم معرّضون لقصور القلب ولا يفهمون خطورة هذه الحالة. لكن يقول طبيب القلب جيمس جانوزي، أستاذ طب في جامعة "هارفارد": "نحن نملك الأدوات اللازمة لرصد قصور القلب المبكر لدى أكثر الأشخاص عرضة للخطر، مثل المصابين بالنوع الثاني من السكري".

أعراض قصور القلب

لمساعدة المرضى والأطباء على رصد أعراض قصور القلب المحتملة سريعاً، طرحت "جمعية قصور القلب الأميركية" دليلاً بسيطاً للتعرّف على المؤشرات التحذيرية:

الإرهاق: لا يستطيع القلب الضعيف أن ينقل كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين لتلبية حاجات الجسم، ما يؤدي إلى شعور عام بالتعب أو الإرهاق.

تراجع الحركة الجسدية: بما أن المصابين بقصور القلب يتعبون بسهولة، غالباً ما يجدون صعوبة في تنفيذ نشاطاتهم اليومية العادية، مثل تحضير الطعام أو قطع مسافة قصيرة.

الاحتقان: حين تضعف قدرة الضخ في القلب، يتجه الدم صعوداً ويتسرب إلى الرئتين. قد يؤدي احتقان الرئة في المرحلة اللاحقة إلى زيادة السعال واللهاث.

الوذمة أو تورم الكاحل: قد يتراكم فائض السوائل في الكاحلين والساقين والفخذين والبطن، حتى أنه قد يُسهّل اكتساب الوزن خلال وقت قصير.

ضيق التنفس: يُصَعّب الاحتقان على الرئتين إزالة ثاني أكسيد الكربون وتزويد الدم بكمية نظيفة من الأكسجين، ما يزيد صعوبة التنفس. غالباً ما يتفاقم ضيق التنفس حين يتمدد الناس لأن فائض السوائل في أسفل الجسم يصعد نحو الرئتين.

اختبار المؤشرات الحيوية للدم

اليوم، توصي أحدث التوجيهات الصادرة عن "جمعية السكري الأميركية" بأن يخضع المصابون للنوع الثاني من السكري لفحوصات دم سنوية لقياس ببتيد مُدِرّ الصوديوم الدماغي. لطالما استُعمِلت هذه المؤشرات الحيوية، التي تطلقها خلايا عضلة القلب في لحظات الضغط النفسي، لتشخيص قصور القلب ومراقبته. قد يسمح إجراء الفحص لأكثر الأشخاص عرضة لقصور القلب بكشف المشكلة في مرحلة مبكرة. ويعني التشخيص المبكر تلقي مجموعة من العلاجات المفيدة في الوقت المناسب.

في وقتٍ سابق من هذه السنة، صادقت "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية على توسيع نطاق استعمال الإيماغليفلوزين (جارديانس) لمعالجة المصابين بقصور القلب الأكثر شيوعاً لدى كبار السن، أي ما يُسمّى قصور القلب مع الكسر القذفي المحفوظ. صُمّم دواء الإيماغليفلوزين في الأصل لمعالجة النوع الثاني من السكري، لكن تبيّن لاحقاً أنه يفيد المصابين بقصور القلب خارج المستشفى (حتى لو لم يكونوا مصابين بمرض السكري) ويطيل حياتهم. يقضي علاج فاعل آخر لقصور القلب باستعمال خليط يشمل نوعَين من أدوية ضغط الدم (ساكوبيتريل وفالساتران) واسمه "إنتريستو". تُعتبر الأدوية الجنيسة القديمة، مثل حاصرات البيتا ومضادات مستقبلات القشرانيات المعدنية، مفيدة جداً في هذا المجال أيضاً.

يبقى مرض الشريان التاجي (تراكم صفائح الدهون داخل الشرايين التي تزوّد القلب بالدم) من أبرز أسباب قصور القلب. لكن تكشف دراسة نشرتها "مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب"، في آذار 2022، أن ثلث المصابين بقصور القلب تقريباً يخضعون لفحص مرض الشريان التاجي خلال فترة ثلاثة أشهر. هذه النزعة المؤسفة تثبت أن مرضى قصور القلب لا يتلقون العلاج في الوقت المناسب دوماً.

نــــصــــيــــحــــة أخــــيــــرة

يدعو جانوزي جميع المرضى إلى تطبيق التوصيات الصحية التي تنعكس إيجاباً على القلب لتخفيض خطر الإصابة بجميع أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية. كذلك، يجب أن يستفسر المصابون بالنوع الثاني من السكري حول الخضوع لفحص الببتيد المُدِرّ للصوديوم في الدم سنوياً للتأكد من غياب قصور القلب المبكر. ويجب أن يُقيّم الطبيب وضع كل من يلاحظ أعراض قصور القلب، ثم يخضع المصابون بهذا الاضطراب لتقييم آخر لاستبعاد مرض الشريان التاجي، لأن نتائج هذه الفحوصات تؤثر على طبيعة العلاج في المرحلة اللاحقة.


MISS 3