"حقّ إسرائيل" بالتصرّف بـ"واحة السلام" الأردنيّة ينتهي غداً

13 : 31

الباقورة والغمر تعودان إلى الأردن غداً

يدخل غداً في المجهول المزارعون الإسرائيليّون المستفيدون من أراضي الباقورة والغمر الأردنيّتَيْن، مع انتهاء حقهم بزراعة تلك الأراضي التي استأجرتها بلادهم على طول الحدود المشتركة مع المملكة الهاشميّة، إذ كان لها حقّ التصرّف بها لمدّة 25 عاماً بموجب ملحقات معاهدة السلام الموقّعة بين الجانبَيْن العام 1994.

وأوضح رئيس المجلس الإقليمي الإسرائيلي لوادي الأردن إيدان جرينباوم، حيث توجد أراضي الباقورة والغمر أنّ "المسؤولين الأردنيين أخبروه بأنّه بدءاً من منتصف ليل السبت - الأحد سيُمنع دخول هذه الأراضي". وأكّد لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، أن "السلطات الإسرائيليّة لم تُخبرني بأيّ شيء"، مضيفاً أنّه "حتّى هذا الوقت لم يُطلعنا أيّ مسؤول إسرائيلي على آخر المستجدّات"، وهو ما تقاطع مع بيانه لوكالة "فرانس برس"، الذي أكّد فيه أنّه "حتّى وقتنا الحالي لم يلتقِ بنا أيّ مسؤول إسرائيلي أو يبعث لنا برسالة حول الموضوع ليُطلعنا على آخر المستجدّات". ورأى جرينباوم أنّه منذ إعلان الملك عبدالله الثاني العام الماضي، "كانت هناك فرص كافية لتغيير المرسوم، لكن الأمر لم يحدث للأسف"، معتبراً أن "التغيير سيُؤثر في تجمّعَيْن زراعيَيْن وأفرادهما كانوا يعملون في هذه الأراضي منذ سبعين عاماً، ويشعرون بأنّ إسرائيل تخلّت عنهم". وأبدى أسفه الشديد في أن "هذه هي الطريقة التي نُغادر بها واحة السلام"، في إشارة إلى الباقورة والغمر التي يُطلق عليها "نهرايم" بالعبريّة، فيما اكتفت وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة بالردّ على وكالة "فرانس برس"، بأنّ "الاتفاق سينتهي في 10 تشرين الثاني".

في المقابل، قال السفير الإسرائيلي في عمّان عمير فيسبرود إن بلاده والأردن تُنسّقان جيّداً على صعيد المياه والأمن، مشيراً إلى أن "زيارات الإسرائيليين للأماكن السياحيّة في جنوب الأردن في ازدياد". وأضاف: "نسعى إلى إيجاد طرق لتحسين العلاقات، إذ يُمكن للبلدَيْن أن يبذلا المزيد. الأردن شريك يُمكن الوثوق به، والبلدان يتمتّعان بالصدقيّة". وبحسب ملاحق هذه الاتفاقيّة، أعطي لإسرائيل حقّ التصرّف بهذه الأراضي لمدّة 25 عاماً، على أن يتجدّد تلقائياً في حال لم تُبلّغ الحكومة الأردنيّة، الدولة العبريّة، برغبتها في استعادتها قبل عام من انتهاء المدّة، وهو ما فعلته المملكة عندما قرّر ملكها عبدالله الثاني في تشرين الأوّل من العام الماضي، استعادة أراضي الباقورة الواقعة شرق نقطة التقاء نهرَيْ الأردن واليرموك في محافظة إربد (شمال)، والغمر في منطقة وادي عربة في محافظة العقبة (جنوب)، من "الوصاية الإسرائيليّة".

ووافق الأردن خلال مفاوضـــات السلام على إبقاء هذه الأراضي الحدوديّة بتصــرّف الدولة العبريّة، مع اعـتراف إسرائيل بسيادة الأردن عليها. وأنهت معاهدة "وادي عربة" الموقّعة في 26 تشرين الأوّل 1994 رسميّاً عقوداً من حال الحرب بين البلدَيْن، لكنّها لم تكتسب شرعيّة شعبيّة في المملكة حتّى اليوم، خصوصاً أن الشريحة الأكبر من الأردنيين الذين يُجاور بلدهم إسرائيل والأراضي الفلسطينيّة، ويُعدّ أكثر من نصفهم من أصل فلسطيني، لا تزال تعتبر إسرائيل "عدواً". وتُواجه العلاقة بين عمّان وتل أبيب تحدّيات متواصلة.

وتُزوّد إسرائيل، الأردن، خمسين مليون متر مكعب من المياه سنويّاً، وكمّيات من الغاز، فيما يعمل حوالى ألفي أردني في إيلات، ويزور الأردن أكثر من 100 ألف إسرائيلي سنويّاً. لكن حجم التجارة بين البلدَيْن متواضع، والسياحة في الاتجاه المعاكس ضعيفة، إذ زار 12 ألف أردني إسرائيل العام 2018. كذلك هناك تعاون أمني واستخباراتي وثيق بين الدولتَيْن.