لندن تفرض عقوبات على بطريرك موسكو

رسالة "وحدة ودعم" أوروبّية من قلب كييف

02 : 00

خلال جولة القادة الأوروبّيين في إربين أمس (أ ف ب)

منذ اللحظات الأولى لزيارتهم إربين الأوكرانية، لمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، حجم الدمار اللاحق بأوكرانيا، واصفين ما شاهدوه بأنه "همجية" الحرب وجرائمها.

وتعهد القادة الأوروبّيون بدعم أوكرانيا "بلا لبس" في مواجهة الغزو الروسي، فيما أوضح ماكرون أنّهم جاؤوا لبعث "رسالة وحدة أوروبية" و"دعم" لكييف "للحاضر والمستقبل"، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي في العاصمة كييف أن بلاده وألمانيا وإيطاليا ورومانيا تدعم منح أوكرانيا فوراً وضع المرشح الرسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي، وذكر أن "هذا الوضع سيكون مصحوباً بخريطة طريق". وأكد رئيس الحكومة الإيطالية هذا الموقف. لكنّه لمح إلى أن الطريق لنيل العضوية قد يكون طويلاً.

واستنكر دراغي مجدّداً "الفظائع التي ارتُكبت في هذه الحرب" بعد زيارته ضاحية إربين في كييف التي شهدت "مذابح ارتكبها الجيش الروسي"، في حين شدّد المستشار الألماني على أن "أوكرانيا جزء من الأسرة الأوروبّية"، مشيراً إلى أنه سيكون من الضروري "القيام بكلّ ما هو ضروري" من أجل "تأمين إجماع" داخل الاتحاد الأوروبي لمنحها وضع المرشح.

ويتعيّن على القادة الأوروبّيين أن يُقرّروا خلال قمّة يومَيْ 23 و24 حزيران ما إذا كانوا سيمنحون أوكرانيا وضع المرشح للعضوية، وهي الخطوة الأولى في عملية مفاوضات قد تستمرّ لسنوات. ومن المقرّر أن تُعلن المفوضية الأوروبّية اليوم توصيتها للدول الأعضاء حول هذا الملف.

وفي ما يتعلّق بتسليم الأسلحة الثقيلة التي تُطالب بها أوكرانيا منذ أسابيع لمقاومة الهجوم الروسي على دونباس، كشف ماكرون أن فرنسا ستُسلم أوكرانيا "6 مدافع قيصر إضافية"، وهي مدافع ذاتية الدفع معروفة بدقتها وقابليتها للحركة. كما قال شولتز: "نحن نُساعد أوكرانيا بشحنات أسلحة، وسنُواصل القيام بذلك طالما أن أوكرانيا بحاجة إليها".

وبعد يومَيْن من خفض عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" أحاديّاً إمدادات الغاز لشركة "إيني" الإيطالية، اتهم دراغي "غازبروم" بترويج "أكاذيب"، معتبراً أن "هناك في الواقع توظيفاً سياسياً للغاز، تماماً مثل استخدام القمح سياسيّاً"، في إشارة إلى الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية، فيما دعا وزير الزراعة الأميركي توم فيلساك روسيا إلى القبول سريعاً بفتح الموانئ الأوكرانية لإتاحة تصدير ملايين الأطنان من محاصيل الحبوب المخزّنة فيها، بما يُتيح التخفيف من حدّة الأزمة الغذائية العالمية.

من ناحيته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده إلى جانب قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا أن أوكرانيا مستعدّة للعمل لتُصبح "دولة كاملة العضوية" في الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن الأوكرانيين استحقوا "السير على هذا الطريق والحصول على وضع المرشّح" للعضوية. ورأى أن منح بلاده وضع الدولة المرشّحة للإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي "يُمكن أن يُعزّز الحرّية في أوروبا بطريقة تاريخية".

وإذ دعا الرئيس الأوكراني مرّة أخرى حلفاءه الأوروبّيين إلى إرسال شحنات جديدة من الأسلحة الثقيلة والمدفعية الحديثة والأنظمة المضادة للطائرات، أبلغ نظيره الفرنسي أنه يشك في جدوى التحدّث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في وقت حذّر فيه الكرملين من إرسال أسلحة غربية جديدة لأوكرانيا. وتمنّى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "ألّا يُركّز زعماء هذه الدول الثلاث ورئيس رومانيا فقط على دعم أوكرانيا من خلال ضخّ المزيد من الأسلحة"، معتبراً أن ذلك سيكون "غير مجد على الإطلاق وسيؤدّي إلى مزيد من الأضرار التي لحقت بالبلاد".

توازياً، اعتبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه أثناء عرضها تقريراً عن المدينة الساحلية الإستراتيجية أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أن "الفظائع التي لحقت بالسكان المدنيين" في ماريوبول التي سيطر عليها الروس في أيار بعد حصار طويل، "ستترك بصمة لا تُمحى، بما في ذلك على الأجيال المقبلة"، في حين فرضت بريطانيا عقوبات على رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل في إطار سلسلة جديدة من الإجراءات ردّاً على غزو أوكرانيا، الأمر الذي اعتبرته الكنيسة الروسية "سخيفاً".

وفي الأثناء، أدرجت روسيا 121 مواطناً أستراليّاً على لائحة العقوبات، بينهم قائد قوات الدفاع الجنرال أنغوس كامبل والباحث في مجال الذكاء الاصطناعي توبي والش ورئيس تحرير صحيفة "ذي أستراليان" كريستوفر دوري، الذين أصبحوا ممنوعين من دخول روسيا "إلى أجل غير مسمى". بالتزامن، حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من أنّه "إذا فشل العالم في وقف أزمة الغذاء الحادة الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا، سيرتفع عدد النازحين القياسي البالغ 100 مليون بشكل كبير.


MISS 3