عمليّة دمويّة للجيش الإسرائيلي في جنين... و"حماس" تتوعّد

02 : 05

خلال مسيرة التشييع في جنين أمس (أ ف ب)

عادت التوترات الأمنية بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتأخذ طابعاً دمويّاً، إذ قُتِلَ 3 فلسطينيّين فجر أمس وأُصيب 10 آخرون في عمليّة شنّتها القوّات الإسرائيليّة في جنين، معقل الفصائل المسلّحة في الضفّة الغربيّة.

وذكرت وكالة الأنباء الرسميّة الفلسطينيّة «وفا» أنّ الشبّان الثلاثة قُتِلوا عندما أُصيبت سيّارة كانوا يستقلّونها بنيران القوّات الإسرائيليّة التي كثّفت عمليّاتها في هذه المنطقة خلال الأشهر الفائتة.

وأضافت الوكالة أن «مواجهات عنيفة اندلعت في المكان وأطلق خلالها جنود الاحتلال الأعيرة النارية في اتجاه الشبان، ما أدّى إلى إصابة 10 منهم، جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج».

وشوهدت جثث 3 شبّان في مركبة بيضاء نوافذها مهشّمة عليها آثار رصاص، ولاحقاً داخل مشرحة محلّية، وفق وكالة «فرانس برس»، في حين كشفت وزارة الصحة أن القتلى الثلاثة هم يوسف ناصر صلاح (23 عاماً) وبراء كمال لحلوح (24 عاماً) وليث صلاح أبو سرور (24 عاماً)، وهم من مخيّم جنين للاجئين.

من ناحيته، ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب بالعبريّة أنّه نفّذ عمليّة في منطقة جنين بحثاً عن أسلحة في مكانَيْن مختلفَيْن. وجاء في البيان أن الجنود تعرّضوا لإطلاق النار عند وصولهم إلى الموقع الأوّل وفتحوا النار بدورهم، ثمّ رصدوا سيارة مشبوهة على جانب طريق عندما كانوا في طريقهم إلى الموقع الثاني.

وأشار الجيش إلى أن «النيران أُطلقت من السيارة في اتجاه الجنود الذين قضوا على الإرهابيين مطلقي النار في اتجاههم»، لافتاً إلى أنه عثر على أسلحة من بينها رشاشان في المكان. وفي وقت لاحق، أوضحت رئاسة الأركان في الجيش الإسرائيلي أنّه «في ليلة أخرى من الاعتقالات في جنين، عثرت قوة على سيارة مشبوهة. واندلعت اشتباكات وحُيّدت خلية إرهابية وقُتِلَ 3 إرهابيين».

وبعد ظهر أمس، شيّعت حشود كبيرة في جنين جثامين الفلسطينيين الثلاثة بمشاركة عناصر التنظيمات الفلسطينية المسلّحة الرئيسية. وكان بين المشيّعين رجال مسلّحون وملثمون. ونعت حركة «حماس» في بيان «الشهداء»، موضحةً أن «براء كمال لحلوح كان قائداً محلّياً للتنظيم». وأكدت أن «عملية الاغتيال الجبانة لن تمرّ من دون حساب».

بدورها، نعت كتيبة جنين في «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في بيان «أبناء كتيبتها المظفرة الذين ارتقوا شهداء على أرض جنين، أثناء التصدّي لقوات الاحتلال المقتحمة للمدينة» أمس.

كما ندّدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان بـ»جريمة الإعدام الميداني التي ارتكبتها قوات الإحتلال»، معتبرةً أن «هذه الجريمة البشعة تأتي في ظلّ موجة تصعيد احتلالي في الأرض الفلسطينية المحتلّة، وترجمة عملية لتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي الإسرائيلي».

ورأت أن «هذا ردّ إسرائيل الرسمي على الدعوات والمطالبات الأميركية لوقف التصعيد قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن»، في وقت كثف فيه الجيش الإسرائيلي عملياته في مخيّم جنين ومحيطه.