عبدالله الثاني يُعلن استعادتهما وسط ترحيب كبير

الباقورة والغمر تحت السيادة الأردنيّة نهائيّاً

10 : 07

العاهل الأردني خلال وصوله إلى مجلس الأمّة لافتتاح أعمال الدورة العادية أمس (أ ف ب)

أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس فرض سيادة الأردن الكاملة على أراضي الباقورة والغمر التي استأجرتها إسرائيل على طول الحدود المشتركة، وكان لها حقّ التصرّف بها لمدّة 25 عاماً مع اعترافها بسيادة الأردن عليها بموجب ملحقات معاهدة السلام الموقّعة بين الجانبَيْن العام 1994. ويأتي إعلان الملك وسط تداول وسائل إعلام إسرائيليّة خبراً مفاده أن أراضي الباقورة انتقلت نهائيّاً إلى المملكة، فيما استئجار الغمر سيُمدّد حتّى نيسان المقبل، ما نفته عمّان بشكل قاطع.

وقال الملك عبدالله في خطاب العرش، الذي ألقاه بمناسبة افتتاح أعمال الدورة العادية لمجلس الأمة: "أعلن اليوم انتهاء العمل بالملحقَيْن الخاصَيْن بمنطقتَيْ الغمر والباقورة في اتفاقية السلام، وفرض سيادتنا الكاملة على كلّ شبر فيهما"، ما لاقى تصفيقاً حاراً.

وبحسب ملاحق اتفاقيّة السلام الموقّعة في 26 تشرين الأوّل 1994، أُعطي لإسرائيل حقّ التصرّف بهذه الأراضي لمدّة 25 عاماً، على أن يتجدّد ذلك تلقائياً في حال لم تُبلغ الحكومة الأردنيّة الدولة العبريّة برغبتها في استعادتها قبل عام من انتهاء المدّة، وهو ما فعلته المملكة العام الماضي، حين قرّر ملكها استعادة أراضي الباقورة الواقعة شرق نقطة التقاء نهرَيْ الأردن واليرموك في محافظة إربد (شمال)، والغمر في منطقة وادي عربة في محافظة العقبة (جنوب) من الوصاية الإسرائيليّة.

بدوره، قال رئيس مجلس النوّاب الأردني عاطف الطراونة في افتتاح الدورة العاديّة للمجلس: "ها نحن على بُعد زيارة من احتفالاتنا بعودة أراضي الباقورة والغمر، التي أمر الملك بإنهاء العمل بملحقها من معاهدة السلام الأردنيّة - الإسرائيليّة، لتبقى أراضي أردنيّة بعد إنهاء عقودِ المستأجرين الإسرائيليين فيها، وتخضع بذلك للقوانين الأردنيّة على كلّ شبر منها، بعد إنهاء مظاهر التواجد الإسرائيلي".

ومع انتهاء حق المزارعين الإسرائيليين بالاستفادة من هذه الأراضي الحدوديّة، أُغلقت أمس البوابة الصفراء المؤدية إلى جسر فوق النهر الفاصل بين البلدَيْن والذي يسلكه المزارعون الإسرائيليّون للدخول إلى الباقورة، ورَفع الجيش الأردني علم المملكة في المنطقة.

وأنهت معاهدة وادي عربة الموقّعة في 26 تشرين الأوّل 1994 رسميّاً عقوداً من حال الحرب بين البلدَيْن، لكنّها لم تكتسب شرعيّة شعبيّة في المملكة الهاشميّة حتّى اليوم، علماً أن الشريحة الأكبر من مواطنيها المجاور بلدهم لإسرائيل والأراضي الفلسطينيّة ويُعدّ أكثر من نصفهم من أصل فلسطيني، لا تزال تعتبر الدولة العبريّة "عدوّاً". وفي هذا السياق، أكد الملك عبدالله أن مواقف بلاده القوميّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة و"دعم الأشقاء الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ستبقى ثابتة وغير قابلة للمساومة".

إلى ذلك، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس بأن الجيش الإسرائيلي أكد تمديد اتفاقية استئجار منطقة الغمر فقط حتّى الثلاثين من نيسان المقبل وفق شروط وتقييمات جديدة، ما نفته مصادر أردنية لوسائل إعلام محلية، مشدّدةً على أن لا تمديد لاستئجار الغمر بل سيُسمح للمزارعين بالتردّد إليها فقط حتّى حصاد محصولهم مع نهاية نيسان المقبل.


MISS 3