جورج الهاني

لبنان بين الأزمات المستعصية والإنجازات المدوّية

20 حزيران 2022

02 : 00

تتمايز كرة السلة اللبنانية في كلّ مناسبة عن غيرها من الرياضات الجماعية والفردية، فتحملُ على راحاتها آمال وتطلعات شعب يائس أنهكه الفقر والظلم، ولم يعد له متنفساً إلا تلك الإنجازات التي يحققها أبطالنا في المحافل العربية والآسيوية، والتي تعكس إصرار اللبنانيين، لا سيما الشباب منهم، على تمسّكهم بالحياة وتشبّثهم بالأمل على رغم سوداوية المشهد العام وضبابية الصورة.

بالأمس، حقّق أبطال كرة السلة الناشئون حلماً رياضياً وطنياً جديداً، يُضاف الى ذاك الحلم الورديّ الذي ترجمه منتخب لبنان الذهبيّ للرجال على أرض الواقع، عندما حجزوا مكاناً مشرّفاً يليقُ بوطن الأرز في نهائيات بطولة العالم ثلاث مرات متتالية في أعوام 2002 و2006 و2010، فاستلموا الشعلة اليوم وهم دون الـ16 عاماً وكانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فحملوا بلدهم المثقل بالأزمات الخانقة الى بطولة العالم التي ستقام الشهر المقبل في إسبانيا، بعدما قدّموا عروضاً قوية في بطولة آسيا التي إختُتمت أمس في قطر أهّلتهم لبلوغ الدور نصف النهائي، ليحجزوا مقعداً غالياً للبنان في العرس العالميّ المرتقب.

ما تحقّق في الدوحة هو ثمرة عمل جماعي وجهود مشتركة بين إتحاد كرة السلة الذي تقع عليه مهام التنظيم والرعاية والإشراف من جهة، وبين الأندية والأكاديميات الرياضية التي تحدّت بمفردها كل الظروف الإقتصادية والمالية الصعبة من جهة أخرى، فتعبت وعانت وضحّت بغياب أيّ دعم رسميّ أو إتحاديّ أو أهليّ من أجل رفع مستوى لاعبيها وتطوير مهاراتهم الفنّية والبدنية، لكي يكونوا في المستقبل نواة المنتخبات الوطنية بكافة فئاتها، فالألقابُ الكبيرة لا تأتي أبداً بالحظّ أو عن طريق الصدفة، كما أنّ يداً واحدة لا تصفّق، وها نحن اليوم نصفّق لأبطالنا الناشئين الذين أدخلوا الفرح الى قلوبنا وأثبتوا للقريبين والبعيدين أنّ لبنان بلدٌ قد يصل الى مرحلة الإحتضار، لكنه لا يموت أبداً...


MISS 3