كولومبيا تنتخب أوّل رئيس يساري في تاريخها

02 : 05

بيترو يُحيّي أنصاره في بوغوتا الأحد (أ ف ب)

أصبح غوستافو بيترو الأحد أوّل رئيس يساريّ في تاريخ كولومبيا بعد أن حصد 50.45 في المئة من الأصوات في الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسيّة، وتعهّد بإجراء «تغيير حقيقي» في بلاده وبتشكيل «حكومة أمل».

وقال بيترو (62 عاماً) أمام مئات من أنصاره الذين تجمّعوا في بوغوتا: «لن نخون هؤلاء الناخبين الذين طالبوا بأن تتغيّر البلاد»، مؤكداً: «نحن ملتزمون بتغيير فعلي وبتغيير حقيقي». وأوضح أن «التغيير يعني ترك الكراهية والتعصّب وراءنا. وصلت حكومة الأمل».

و»الحكومة التي ستتولّى السلطة في 7 آب، ستكون حكومة الحياة والسلام والعدالة الاجتماعية والعدالة البيئية»، بحسب ما قال الرئيس الكولومبي المنتخب وإلى جانبه عائلته ومرشّحته لنيابة الرئاسة فرانسيا ماركيز المتحدّرة من أصول أفريقية. كما تعهّد بأن كولومبيا «ستقود مكافحة تغيّر المناخ في العالم» من الآن فصاعداً، وتُنقذ غابات الأمازون إلى جانب البلدان الأخرى في القارة.

وبعدما أقرّ خصمه المليونير رودولفو هيرنانديز بهزيمته، وهو الذي حصل على 47.30 في المئة من الأصوات، أي بفارق نحو 700 ألف صوت، أوضح الرئيس المنتخب أنّه «يُمكن لمؤيّدي رودولفو هيرنانديز المجيء والتحاور معنا متى أرادوا. المعارضة، أياً تكُن، ستكون دائماً موضع ترحيب في مقرّ الرئاسة من أجل التحاور حول مستقبل كولومبيا».

وتابع: «لن يكون هناك سوى الاحترام والحوار، بهذه الطريقة يُمكننا أن نبني الوفاق الوطني الكبير والسلام الشامل»، مشيداً بـ»قوّة التغيير والمحبة والأمل». وكان هيرنانديز قد قال في بثّ حيّ عبر «فيسبوك»: «اختارت غالبيّة المواطنين المرشّح الآخَر... أنا أقبل النتيجة كما هي»، معبّراً عن أمله في أن «يعرف غوستافو بيترو كيف يقود البلاد وأن يكون مخلصاً لخطابه المضاد للفساد».

من جهته، كتب الرئيس المحافظ الذي سيُغادر منصبه قريباً إيفان دوكي على «تويتر»: «اتّصلتُ بغوستافو بيترو لتهنئته بصفته رئيساً منتخباً للشعب الكولومبي»، مضيفاً: «إتّفقنا على الاجتماع في الأيّام المقبلة لبدء انتقال سلس ومؤسّساتي وشفّاف».

ودُعي الأحد نحو 39 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم حتّى الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلّي في 12500 مركز اقتراع للاختيار بين مرشّحَيْن معارضَيْن للمنظومة القائمة. وعمل حوالى 320 ألف شرطي وعسكري على حفظ أمن الإنتخابات التي جرت بإشراف عدد من المراقبين الدوليّين.

وبينما أشاد رؤساء الكثير من دول أميركا اللاتينية بانتخاب بيترو، رحّب الاتحاد الأوروبي بالفوز «المؤكد» للرئيس اليساري المنتخب. ولدى وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد في لوكسمبورغ، رأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل أنه «تصويت واضح لصالح التغيير السياسي ومجتمع أكثر عدالة».

وبيترو مقاتل سابق في الحرب الأهليّة، بات اشتراكيّاً ديموقراطيّاً، وشغل سابقاً منصب رئيس بلديّة بوغوتا. أمّا هيرنانديز فكان رئيساً لبلديّة مدينة بوكارامانغا في شمال البلاد، ووعد بالتخلّص من «اللصوص» و»البيروقراطيّة».


MISS 3