روسيا تتّهم أوكرانيا باستهداف منصّات نفطيّة في البحر

أوروبا: عرقلة موسكو تصدير الحبوب "جريمة حرب"

02 : 00

الجيش الأوكراني يسحب الدبابات الروسية المتفحمة من منطقة كييف أمس (أ ف ب)

وسط تصاعد المخاوف الدولية من نقص في الإمدادات الغذائية سينعكس سلباً على حياة مئات الملايين حول العالم ويؤدّي إلى مجاعة، طالب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس بمحاسبة موسكو إذا واصلت عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية إلى العالم، واصفاً الأمر بأنه "جريمة حرب". وإذ قال بوريل في مستهلّ اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: "لا يستطيع المرء أن يتخيّل أن ملايين الأطنان من القمح عالقة في أوكرانيا، بينما يُعاني الناس في باقي أنحاء العالم من الجوع"، رأى أن "هذه جريمة حرب حقيقية"، فيما شدّدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على أن "روسيا يجب أن تتوقف عن اللعب بالجوع العالمي"، معتبرةً أن "ترك الحبوب عالقة هو أمر خطر بالنسبة إلى الإستقرار في العالم".

وفي السياق ذاته، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال خطاب عبر الفيديو توجه فيه إلى أعضاء الاتحاد الأفريقي أن "مفاوضات صعبة" تجري راهناً لرفع الحصار الروسي عن الموانئ الأوكرانية حيث يتعذّر تصدير ملايين الأطنان من الحبوب نحو أفريقيا، من دون تحقيق تقدّم حتّى الآن، معتبراً أن القارة السمراء "رهينة أولئك الذين شنّوا الحرب على دولتنا".

كما رأى أن "الأزمة الغذائية في العالم ستستمرّ ما دامت هذه الحرب الاستعمارية مستمرّة"، موضحاً أن الروس "يحتاجون إلى هذه الأزمة" وهم "يُفاقمونها بشكل متعمّد"، بينما اعتبرت الخارجية الروسية أنّه "في ما يتعلّق باحتمال حدوث مجاعة، يتّجه عدد متزايد من الخبراء نحو سيناريو متشائم، وهذا ناجم عن الأنظمة الغربية التي تعمل كمحرّض ومدمّر"، فيما تُنظّم الحكومة الألمانية في برلين مؤتمراً دوليّاً الجمعة يحمل اسم "الوحدة من أجل الأمن الغذائي العالمي"، يحضره خصوصاً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

توازياً، طالبت روسيا ليتوانيا برفع "القيود المعادية" التي فرضتها على عبور قطارات الشحن المحمّلة بضائع خاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي أراضيها إلى جيب كالينينغراد المحاذي لليتوانيا وبولندا. واستدعت وزارة الخارجية الروسية القائم بالأعمال الليتواني في موسكو للاحتجاج على تدابير "استفزازية" و"معادية". وجاء في بيان الخارجية الروسية أنه "إذا لم يتمّ استئناف حركة العبور بالكامل، فإنّ روسيا تحتفظ بحقها في التحرّك للدفاع عن مصالحها الوطنية".

واعتبر المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن قرار ليتوانيا "غير مسبوق" ويُشكّل "انتهاكاً"، متحدّثاً عن تدابير انتقامية ستُتّخذ. وحذّر من أن "الوضع أكثر من خطر ويتطلّب إجراء تحليل معمّق قبل بلورة أي تدابير أو قرارات"، في وقت استبعد فيه الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة أوكرانيا خلال رحلته إلى أوروبا التي تبدأ هذا الأسبوع.

ميدانيّاً، اتّهمت أوكرانيا روسيا بتكثيف عمليات القصف في شرق البلاد، حيث تُبدي قواتها مقاومة شرسة، في حين أعلنت موسكو أن كييف قصفت منصّات نفطية في البحر الأسود قبالة شبه جزيرة القرم التي ضمّتها في العام 2014، لافتةً إلى سقوط 5 جرحى. وذكرت الرئاسة الأوكرانية أن روسيا كثّفت قصفها لمنطقة خاركوف التي تُعدّ ثاني أكبر مدينة في البلاد والتي تُقاوم القوات الروسية منذ بدء الغزو في 24 شباط.

وفي منطقة دونيتسك، أفادت الرئاسة الأوكرانية بأنّ عمليات القصف "اشتدّت على طول خط الجبهة" وأوقعت قتيلاً و7 جرحى، بينهم طفل. وفي سيفيرودونيتسك، "سيطر الروس على غالبية الأحياء السكنية" ولكن "ليس على المدينة كاملة، إذ لا يزال أكثر من ثلثها تحت سيطرة قواتنا المسلّحة"، وفق ما أعلن حاكم المنطقة أولكسندر ستريوك.

لكن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أكد سقوط بلدة ميتولكينو المحاذية لسيفيرودونيتسك لجهة الجنوب الشرقي، والتي كان وزير الدفاع الروسي قد أعلن السيطرة عليها الأحد.

وعلى صعيد إمدادات الطاقة إلى أوروبا، أكدت ألمانيا الإبقاء على هدفها الاستغناء عن الفحم لتوليد الكهرباء بحلول العام 2030، غداة إعلانها زيادة محتملة لاستخدام محطات الطاقة العاملة بالفحم لتعويض تراجع إمداداتها من الغاز الروسي، الأمر الذي اعتمدته الحكومة النمسوية أيضاً، إذ ستُعيد تشغيل محطة طاقة تعمل بالفحم الحجري بسبب النقص في إنتاج الكهرباء.

وفي إطار متّصل، زادت الصين وارداتها من النفط الروسي بشكل كبير في أيار، وفق ما أظهرت أرقام رسمية، ما ساعد موسكو على تعويض الأسواق الغربية التي حرمت منها. واشترت بكين الشهر الماضي من روسيا نحو 8.42 ملايين طن من النفط، بحسب الجمارك الصينية. وتفوق هذه الكمية واردات النفط من المملكة العربية السعودية، أوّل مزوّد نفط للصين تقليديّاً. أمّا في ما يتعلّق بمشتريات الغاز الطبيعي المسال، فارتفعت الشهر الماضي بنسبة 54 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 397 ألف طن.

وعلى صعيد آخر، كشف الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ أن تركيا وفنلندا والسويد أجرت محادثات بنّاءة في شأن معارضة أنقرة انضمام هاتَيْن الدولتَيْن إلى الحلف. وبعد اجتماع مسؤولين من البلدان الثلاثة في مقرّ الناتو في بروكسل، قال ستولتنبرغ: "سنُواصل المحادثات حول طلبَيْ فنلندا والسويد الإنضمام إلى الناتو، واتطلّع إلى إيجاد سُبل للمضي قدماً بأسرع وقت ممكن".

من جانبه، أوضح الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أن قمة "الأطلسي" في مدريد ليست "المهلة النهائية" لبتّ طلبَيْ ترشّح السويد وفنلندا إلى الحلف، مشيراً إلى "مواصلة المحادثات"، واعتبر أن "ما سيحصل لاحقاً رهن بالخطوات التي سيتّخذها" البلدان.


MISS 3