جورج بوعبدو

د. غلاديس حنين: سرطان القولون قاتل والحلّ بالكشف المبكر

22 حزيران 2022

02 : 05

أعضاء من جمعيّة "سعيد" خلال حملة التوعية

تخرجت ممرضةً من الجامعة الأميركية في بيروت لتتخصص لاحقاً في الصحة العامة وتعمل بهذا التخصص في الخليج العربي وكندا. حازت دكتوراه في الإدارات الصحية مركزةً على سرطان القولون الذي شكّل محط اهتمام أبحاثها. عادت الى لبنان في العام 2016 وعلّمت مهنة التمريض في الجامعة الأم تزامناً مع تأسيسها مركز بحوث يعنى بسرطان القولون. تعاونت في ما بعد مع مؤسسة "سعيد" لنشر الوعي بين اكبر شريحة ممكنة من الناس للحد من انتشار هذا المرض. "نداء الوطن" التقت الدكتورة غلاديس حنين في حوار مشوق تكلمت فيه عن سبل الوقاية من سرطان القولون والكشف المبكر عنه وعن تجربتها مع جمعية "سعيد". 

أخبرينا أكثر عن جمعيّة "سعيد". ومن أين أتت هذه التسمية؟


تأسست الجمعية في العام 2016 بهدف توعية المجتمع على كيفية الوقاية من سرطان القولون، فهي مؤلفة من فريقين طبي وتمريضي بالإضافة الى متطوّعين من مختلف المناطق. عاش مؤسس الجمعية سعيد معاناة حقيقية مع المرض كونه لم يكن على دراية بوجود هكذا نوع من السرطان أولاً، ولأن تشخيص الأطباء أتى خاطئاً ثانياً بالرغم من الكشف الدوري على المريض. تابعت زوجة سعيد الملف بعد وفاته عن عمر يناهز الـ57 عاماً واتضح لها أنه كان يعاني سرطان القولون بالتحديد. أسّست جمعية تحمل اسم "سعيد" لتنشر الوعي في المجتمع عبر مختلف وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام المرئي والمسموع وعبر المراكز المختصّة من مختبرات وغيرها بغرض الكشف المبكر عن المرض وسبل الوقاية منه. تزامن الأمر مع نشاطات ومحاضرات مكثفة بالتعاون مع البلديات والمدارس والجامعات، فالغرض الأساسي كان تعزيز وجود الفحوصات اللازمة في المختبرات المحلية على نفقة الجمعية لمساعدة الناس وحثهم على الكشف المبكر عن سرطان القولون.




داخل النفق للتعرّف على مراحل تطوّر سرطان القولون



الى أي درجة تساعد البحوث التي أجريتها بنشر الوعي في المجتمع؟

أجرينا بحوثاً في ثلاثة مراكز في بيروت والشمال برعاية Global Health Network الذي يركز على مدى نشر التوعية الصحية في المجتمعات واتضح لنا أن وسائل التواصل الاجتماعي والواتساب بالتحديد هي اقوى عنصر لنشر الوعي الصحي.

وفي بحث آخر استعملنا أداة معروفة بـ Inflatable colon، وهي على شكل نفق يمر به الناس، فيتعرفون بذلك على مراحل تطور السرطان من لحميّة عادية حميدة الى مرحلة ما قبل السرطان من ثم الانقضاض على الغطاء الداخلي للقولون وانتشاره بشكل تام.

هل يستطيع المصاب بالسرطـــــــــان العيش من دون أعراض جانبية؟

في حال الكشف المبكر عن المرض يستطيع المريض العيش من دون مشاكل بنسبة 90 بالمئة. وتتدنى النسب تلقائياً ما بعد المرحلة الثانية والثالثة للمرض بحيث يصبح السرطان متمكناً أكثر فأكثر.



النفق التعليمي القابل للنفخ




كم من الوقت تحتاج اللحمية لتتحوّل الى سرطان، وماذا عن الأعراض وهل يمكن استئصالها بسهولة؟

تستغرق مدة التحوّل حوالى الخمسة عشر عاماً، فثمة مجال كبير للكشف المبكر عن السرطان أما الأعراض الشائعة فهي ظهور الدم في الخروج وهنا يكون المرض في مراحل متقدمة جداً فنلجأ بذلك الى الفحص بالمنظار لتحديد نوع اللحمية ويجرى استئصالها في الوقت عينه في أغلب الأحيان.

كيف تفاعل الناس معكم. وفي اي عمر يفضل الكشف عن المرض؟

بداية كان تفاعل الناس معنا ضئيلاً جداً بحيث لم يتجاوز الـ5% ولكن هذه النسبة ارتفعت اليوم الى 45 بالمئة. أما العمر المتوقع للكشف عن المرض فهو بين 45 و75 عاماً، ولكن هذا لا يعني أنه لا يصيب الفئات العمرية الأصغر سناً.

هل للعامل الوراثي دور أساسي في هكذا نوع من السرطان، أم عدم اتباع نظام صحي سليم له دور أكبر في تفشي المرض؟

لا شك في أن العامل الوراثي يؤدّي دوراً أساسياً في هذه الحالة وفي حال كان المرض موجوداً عند احد افراد العائلة كالأم أو الأب، يجب على الافراد أخذ الحيطة والحذر والاسراع في عملية الكشف المبكر، فالموضوع خطير جداً ولا يحتمل التأجيل. ثمة أيضاً أشخاص لا ينتقل المرض إليهم بالوراثة فيكون الخطر أقل، علماً أنّ من يصاب بالـCrohn والتهاب المصران تكون درجة خطورة اصابته بسرطان القولون عالية جداً. من ناحية أخرى ثمة عادات يتبعها الأفراد تؤثر سلباً على حياتهم، فمن يعاقر الخمرة ويقلّل من الحركة ويتعاطى التدخين ويأكل اللحوم المصنعة بشكل دوري وبكثرة يكون مهدداً بنسبة كبيرة.

بمَ تنصحين مَن يعانون فقر الدم؟

على المصابين بفقر الدم الانتباه وعدم الاستهتار، فمراجعة الطبيب ضرورية.

ما هي التحديات التي تواجهكم؟

هدفنا إنساني بحت ونحاول بالتعاون مع منظمات وجمعيات عالمية مثل Colone Global Cancer و european society for medical oncology تأمين الفحوصات والعلاجات المتاحة لمرضى سرطان القولون وتغطية جزء من النفقات للتخفيف عن المصابين، فمشروعنا هو التوعية ونحن نتحرّك بطريقة علمية ومنظمة تضمن حقوق الأفراد وخصوصيتهم. لن نكلّ ولن نستكين وعلينا الاستمرار لبلوغ الهدف مهما كانت المهمة صعبة.