الأبيض: الشركات العالمية تفهمت آلية تمويل الدواء

17 : 23

عرض وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال ‏فراس الأبيض خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الصحة، نتائج ‏زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي، حيث شارك في المنتدى السنوي ‏السادس للتمويل الصحي الذي نظمه البنك الدولي تحت عنوان "تمويل ‏الرعاية الصحية الأولية"، وعقد اجتماعات جانبية مع مسؤولي الوكالة ‏الأميركية للتنمية الدولية ‏USAID‏ وممثلين عن جمعيات للجالية ‏اللبنانية، إضافة إلى لقاء موسع عقده في غرفة التجارة مع شركات ‏الأدوية الأميركية والعالمية، وقد تركز البحث على المسائل المتصلة ‏بتأمين أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية، والمساعدات المقدمة ‏لدعم القطاع الصحي إضافة إلى الرعاية الصحية الأولية.‏



في موضوع الدواء، أوضح الأبيض أنه عقد "اجتماعاً مهماً في غرفة ‏التجارة مع الشركات العالمية التي كانت ترددت في تصدير الأدوية ‏إلى لبنان بعدما فاقت ديونها أربع مئة مليون دولار، ما أدى إلى انقطاع ‏الدواء في السوق اللبناني".‏



ولفت إلى أن "اللقاء المباشر مع ممثلي شركات الأدوية شكل مناسبة ‏للتذكير بالقرار الأخير الذي اتخذته الحكومة في جلستها الأخيرة، ‏والمتعلق بتأمين تمويل الدواء من حقوق السحب الخاصة في الأشهر ‏الأربعة المقبلة. وأمام الشرح المستفيض أبدت الشركات تفهمها للآلية ‏الجديدة مؤكدة قرارها بإعادة تصدير الأدوية".‏



وأشار وزير الصحة الى أنه "تم تحضير كميات الأدوية ‏التي سيستوردها لبنان لمدة ثلاثة أشهر متتالية بدلا من أن يكون ذلك ‏لشهر واحد، ما سيضمن استمرارية أكبر لتأمين الدواء للمريض ‏اللبناني"، لافتا إلى "اجتماع عقد أمس في مصرف لبنان لتأكيد تغطية ‏الاتفاق والبدء بتحويل الأموال".‏



وأشار إلى أن "الاهتمام الذي توليه وزارة الصحة العامة لأدوية ‏الأمراض السرطانية انعكس في اللائحة الأخيرة للأدوية التي سيتم ‏استيرادها، والتي تظهر أن المبلغ المرصود لاستيراد أدوية الأمراض ‏السرطانية يبلغ عشرين مليون دولار بينما كان المبلغ لدى بداية ترشيد ‏الدعم بحدود ثلاثة عشر مليون دولار". وقال: "إننا ماضون قدماً في ‏تنفيذ خطتنا في زيادة الدعم لأدوية الأمراض السرطانية، حيث يتم ‏التركيز على دعم المريض".‏

وقال: "نتوقع أن نلمس في الفترة المقبلة تحسناً في سوق أدوية ‏الأمراض السرطانية والمستعصية. والعمل سيتركز على استمرار ‏تمويل الدواء في الفترة التي ستلي الأشهر الأربعة التي أقرها مجلس ‏الوزراء".‏

أضاف: "إن البحث مع شركات الدواء تناول كذلك آليات جديدة ‏للتفاوض والاستيراد المباشر للدواء على أن يستكمل البحث في هذا ‏المجال نظراً لأهميته في تأمين دخول الدواء إلى السوق اللبناني بكلفة ‏أقل وكميات أكبر. وهذا الموضوع جديد ليس فقط على لبنان بل على ‏العديد من الدول الأخرى كما الشركات. وسيتم البحث في كيفية تطبيقه ‏من ضمن القوانين المرعية في لبنان".‏



وتابع: "موضوع الدواء استأثر كذلك بمحادثات مع البنك الدولي لجهة ‏التعاون في تأمينه سواء بالتمويل أم الخبرات. كما تم التوقيع على ‏اتفاقية إطار مع جمعية ‏ANERA‏ لإرسال مساعدات وأدوية إلى لبنان ‏ومنها أدوية أمراض سرطانية، وقد تم بالفعل تسلم أول شحنة في هذا ‏المجال".‏



وأعاد وزير الصحة التأكيد على أن "المبلغ المخصص لدعم الدواء في ‏لبنان يبقى أقل من الحاجات ولا تترك وزارة الصحة مناسبة إلا ‏وتطالب بزيادة الدعم"، مذكرا بأن "ميزانية الدواء التي كانت تبلغ ‏شهريا مئة وأربعين مليون دولار تقلصت إلى خمسة وثلاثين مليوناً. ‏لذلك، يتم اللجوء إلى المساعدات وإلى البحث عن اتفاقيات تخفف من ‏كلفة الدواء والتركيز في شكل أساسي على أدوية السرطان لتغطية ‏النقص". ‏



و أعلن أن "موضوع الرعاية الصحية الأولية الذي كان موضوع ‏المنتدى، كان قد ورد في البيان الوزاري للحكومة من ضمن الخطة ‏الإستراتيجية لوزارة الصحة العامة التي تركز على الرعاية الأولية ‏باعتباره خطوة في اتجاه تأمين الرعاية الصحية الشاملة للمواطن ‏اللبناني"، لافتا إلى أن "التمويل الذي كان واحداً من العوائق لتنفيذ ‏خطة الوزارة في توسيع التغطية الصحية للمواطن شكل محور البحث ‏في الاجتماع الذي عقد في البنك الدولي إضافة إلى الاستفادة من ‏تجارب الدول الأخرى في مجال توسيع خدمات الرعاية الأولية، وذلك ‏في موازاة التحضير لمشروع مع الوكالة الأميركية للتنمية ‏USAID‏ ‏بالتعاون مع بعض المؤسسات الأكاديمية في لبنان".‏



وشدد على "ضرورة عدم الاكتفاء بالعمل على المدى القصير، بل ‏على المديين المتوسط والبعيد للتمكن من الخروج من الأزمة"، مؤكداً ‏‏"اتجاه الوزارة للتركيز على الطب الوقائي والرعاية الأولية لانعكاس ‏ذلك إيجاباً على الواقع الصحي العام كما على الفاتورة الصحية".‏



وتطرق الأبيض الى اللقاءات التي وصفها بـ‎ ‎‏"الممتازة"، والتي عقدها ‏مع جمعيات الجالية اللبنانية بجهد مشكور من القائم بالأعمال في ‏واشنطن وائل هاشم، مشيراً الى أنها "شملت ‏American Task ‎Force for Lebanon، ‏Rene Moawad Foundation، ‏Empower Lebanon، ‏ANERA‏ والدكتور راي هاشم رئيس ‏الجمعية الطبية اللبنانية الأميركية. وهدفت اللقاءات إلى توضيح واقع ‏القطاع الصحي في لبنان بحيث يحصل تطابق بين الحاجات ‏والمساعدات فلا تتراكم المساعدات من دون طائل بل يتم إرسالها إلى ‏المكان المناسب".‏

ونوه وزير الصحة بدور الجاليات اللبنانية، واصفاً إياها بأنها "السلاح ‏السري للبنان في أزمته الحالية نظرا لما تبديه هذه الجاليات من مستوى ‏عال من الالتزام ولديها اهتمام كبير بمساعدة لبنان في المجالات كافة ‏ولا سيما المجال الصحي". ولفت إلى أن "المشاركين في الاجتماع ‏أبدوا اهتماماً بدعم العامل البشري سواء من خلال التدريب أم تأمين ‏الاستمرارية وغير ذلك".‏



وأوضح أن "الرسالة العامة التي تكررت في مجمل اللقاءات التي ‏عقدها الوفد اللبناني في العاصمة الأميركية، أجمعت على أهمية ‏الإسراع في الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي مع التشديد على ‏ضرورة التزام لبنان بأجندة إصلاحية في القطاعين المالي والمصرفي ‏وذلك لضمان الاستمرار بتمويل المساعدات، وإلا فسيكون من الصعب ‏إرسال الأموال إلى نظام يعاني من الكثير من المشاكل واحتمالات ‏الهدر، ما سينعكس سلباً على القطاعات المختلفة".‏



من جهة ثانية، أعلن الأبيض عن مؤتمر صحافي في بداية الأسبوع ‏المقبل سيكون مخصصاً للوبائيات (كورونا - جدري القردة - التهاب ‏الكبد الفيروسي)، ونبه إلى "ارتفاع في أعداد الإصابات بكورونا ‏وسينعكس ذلك في الإصابات المسجلة في الساعات الأربع والعشرين ‏الأخيرة".‏ 

MISS 3