توقيف إيرانيين في تركيا... والإطاحة برئيس استخبارات "الحرس"

أنقرة وتل أبيب: "رسالة واضحة للإرهابيين"

02 : 00

وزيرا خارجية تركيا وإسرائيل خلال مؤتمرهما الصحافي في أنقرة أمس (أ ف ب)

فيما أُعلن عن تنفيذ السلطات التركية عملية أمنية في مدينة إسطنبول، حيث اعتقلت خلالها 5 إيرانيين مشتبهاً فيهم بالتخطيط لتنفيذ عمليات ضدّ مواطنين إسرائيليين، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد من أنقرة، طهران، بالوقوف وراء محاولة شنّ هجمات في إسطنبول تستهدف المواطنين الإسرائيليين، في خضمّ التوتّر العسكري والأمني المتصاعد بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ورأى لابيد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أن أنقرة "يُمكنها الردّ على إيران في شأن محاولات ارتكاب أعمال إرهابية ضدّ إسرائيليين" في تركيا، في حين شدّد وزير الخارجية التركي على التعاون الأمني الوثيق مع تل أبيب لمنع أي "هجمات إرهابية"، لافتاً إلى أن كلاً من تركيا وإسرائيل بدأتا العمل لرفع التمثيل الديبلوماسي إلى مستوى السفراء.

وأكد جاويش أوغلو أنّه "لن نسمح بوقوع مثل هذه الحوادث في بلدنا، ولن يُسمح بالأنشطة الإرهابية في بلدنا، وأعتقد أنّنا قد نقلنا الرسالة بوضوح للإرهابيين"، فيما شكر لابيد تركيا على "النشاط الاحترافي والمنسّق" الذي أدّى إلى إحباط "مؤامرة اغتيال إيرانية ضدّ سياح إسرائيليين في اسطنبول"، لافتاً إلى أنّه "تمّ إنقاذ حياة الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة بفضل التعاون الأمني والديبلوماسي بين إسرائيل وتركيا".

وقبيل وصول وزير الخارجية الإسرائيلي إلى تركيا، كشفت وسائل إعلام تركية عن توقيف 8 أشخاص، بينهم إيرانيون، في اسطنبول الأربعاء، للإشتباه في تحضيرهم هجمات ضدّ مواطنين إسرائيليين، مشيرةً إلى أنّ الأشخاص الثمانية الذين أوقفتهم الشرطة والإستخبارات الوطنية التركية يعملون لحساب الإستخبارات الإيرانية. وذكرت أنّه تمّ ضبط مسدّسَيْن وكواتم صوت لديهم، بالإضافة إلى وثائق إلكترونية.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ الإستخبارات التركية أحبطت محاولة إيرانية لاختطاف ديبلوماسيين إسرائيليين خلال وجودهم في إسطنبول أخيراً، بينهم السفير الإسرائيلي السابق وزوجته، مشيرةً إلى أن جهاز "الموساد" كان وراء عملية تهريب الإسرائيليين المستهدفين عبر طائرات خاصة عادت بهم إلى تل أبيب.

توازياً، استبدل "الحرس الثوري" الإيراني رئيس دائرة الاستخبارات فيه حسين طائب، الذي شغل هذا المنصب لأكثر من 12 عاماً. وذكر الناطق باسم "الحرس الثوري" رمضان شريف في بيان أن "القائد الأعلى للحرس الثوري اللواء حسين سلامي عيّن محمد كاظمي رئيساً جديداً لدائرة استخبارات "الحرس الثوري" الإيراني"، موضحاً أن سلامي عيّن طائب مستشاراً خاصاً له.

وبينما لم يكشف المسؤولون الإيرانيون عن الأسباب التي تقف خلف قرار الإقالة، وردت أنباء غير مؤكدة عن محاولة اغتيال طائب ونقله إلى المستشفى إثر إصابته. ويأتي قرار استبداله في أعقاب تداول تقارير إعلامية إسرائيلية اسم طائب واتهامه بأنّه يقف خلف "مخطّط إيراني لاستهداف إسرائيليين في تركيا". كما يأتي القرار بعد عمليات تصفية طالت ضباط وعلماء ومهندسين إيرانيين في البلاد، حيث برز الفشل الإستخباراتي بشكل واضح.

نوويّاً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران أن موسكو تدعم بشكل كامل إحياء الإتفاق النووي، فيما شدّد عبداللهيان على أنه ينبغي رفع كافة العقوبات المفروضة على إيران لإحياء الإتفاق، ملقياً باللوم على واشنطن في تعطّل المحادثات التي بدأت قبل أكثر من عام.

وقال الوزير الإيراني: "نسعى لإعادة العمل بالإتفاق بشكل كامل دون التنازل عن موقفنا"، داعياً الولايات المتحدة إلى التحلّي بنهج عملي والمساعدة في دخول المحادثات إلى مرحلة نهائية. وإذ رأى أن المفاوضات وصلت إلى "مرحلة صعبة ونحن نقترب من النهاية"، أشار إلى أن طهران "تأمل جدّياً في التوصّل إلى إتفاق عادل وقوي ودائم".

تزامناً، طالبت محكمة إيرانية واشنطن بدفع 4.3 مليارات دولار "كتعويضات مادية ومعنوية وعقابية" لأسر العلماء النوويين الذين قُتِلوا في السنوات الأخيرة في هجمات نسبتها طهران إلى أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية أو الأميركية. ويستهدف حكم المحكمة الذي نشرته وكالة "إرنا" الرسمية، الحكومة الأميركية والرئيسَيْن السابقَيْن باراك أوباما ودونالد ترامب، إلى جانب مسؤولين أميركيين كبار آخرين.