تصعيد عسكري بين إسرائيل والقطاع

إستهداف "الجهاد" في غزة ودمشق

02 : 00

سيّارة تحترق أمام مصنع في بلدة سديروت الإسرائيليّة بعد إصابتها بصاروخ أُطلق من غزة أمس (أ ف ب)

في تطوّر عسكري لافت وخطر قد يأخذ المنطقة إلى منحى جيوسياسيّ أكثر اضطراباً، إستهدفت إسرائيل حركة "الجهاد الإسلامي" في دمشق وقطاع غزة في ضربات جوّية متزامنة، أدّت إلى مقتل المسؤول العسكري في "سرايا القدس"، الجناح العسكري للحركة، بهاء أبو العطا وزوجته في منطقة الشجاعيّة في شرق مدينة غزة، فيما تسبّب استهداف منزل عضو المكتب السياسي للحركة أكرم العجوري في دمشق بمقتل أحد أبنائه، في حين اعتبرت الحركة الجهاديّة المدعومة من إيران أن "اغتيال أبو العطا هو إعلان حرب على الشعب الفلسطيني"، متعهّدةً بـ"التصدّي لهذا العدوان والردّ على الإرهاب بكلّ قوّة وبسالة". وقُتِلَ عشرة فلسطينيين، بينهم أبو العطا (41 عاماً)، في قصف وغارات إسرائيليّة على قطاع غزة أمس، في خضمّ تصعيد تخلّله إطلاق صواريخ من القطاع، أثار مخاوف جدّية من جولة عنف واسعة جديدة. كما أصيب في التصعيد أكثر من 45 فلسطينيّاً بجروح، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" التي تُسيطر على قطاع غزة، و46 إسرائيليّاً، وفق جهاز الإسعاف الإسرائيلي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن عمليّة مشتركة بين الجيش وجهاز "شين بيت" استهدفت "مبنى في قطاع غزة يُقيم فيه القيادي الكبير في حركة "الجهاد الإسلامي" بهاء أبو العطا"، فيما ذكرت وسائل إعلام رسميّة سوريّة أن ضربة جوّية إسرائيليّة استهدفت منزل قيادي آخر في الحركة الإسلاميّة في منطقة المزّة، ما أدّى إلى مقتل ابنه وشخص آخر، في وقت لم تُعلّق إسرائيل على هذه الضربة.

وأُطلق نحو 190 صاروخاً من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل منذ ساعات صباح أمس، بحسب الجيش الذي أكّد أن نظام "القبّة الحديديّة" التابع له اعترض عشرات الصواريخ. وردّ الجيش الإسرائيلي بغارات جديدة وقصف مكثّف، في حين أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو أن "الحكومة الأمنيّة" وافقت على عمليّة اغتيال أبو العطا. وقال من مقرّ وزارة الدفاع في تل أبيب خلال مؤتمر صحافي إنّ "بهاء أبو العطا هو كبير الإرهابيين، وهو منفّذ رئيسي للإرهاب في قطاع غزة خلال العام الأخير"، مشيراً إلى أنّه "خطّط ونفّذ عمليّات إرهابيّة كثيرة، وأطلق مئات الصواريخ على بلدات غلاف غزة، وكان في أوجّ التخطيط لتنفيذ عمليّات إرهابيّة أخرى أيضاً خلال الأيّام الأخيرة".

وفي هذا الصدد، صنّفت الصحف الإسرائيليّة أبو العطا بنفس خطورة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، إلّا أن الأوّل كان مصدر إزعاج لكلّ من إسرائيل وحركة "حماس" على حدّ سواء، بحسب مراقبين. وأفادت تقارير صحافيّة إسرائيليّة، بأنّه بينما كانت تحكم "حماس" غزة فإنّها في الوقت عينه بدأت تخسر السيطرة تدريجيّاً خلال السنوات الأخيرة لصالح "الجهاد الإسلامي" وتحديداً لصالح أبو العطا، الذي يُعدّ "رجل طهران" في القطاع المحاصر.

كذلك، أعلنت إسرائيل في وقت لاحق أنّها استهدفت مواقع تدريب لـ"الجهاد الإسلامي" وموقع لتصنيع الأسلحة وفرق إطلاق الصواريخ في قطاع غزة، ردّاً على إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل، فيما لفت المتحدّث باسم الجيش جوناثان كونريكوس إلى استعداد تل أبيب "لأيّام عدّة من المواجهات". وأغلقت المدارس في كلّ من قطاع غزة وفي أجزاء من إسرائيل، بينها تل أبيب.

وفي ردود الفعل، دانت الرئاسة الفلسطينيّة الهجوم الإسرائيلي، وحمّلت الحكومة الإسرائيليّة "المسؤوليّة الكاملة وتبعات تدهور الأوضاع في القطاع"، وطالبت المجتمع الدولي بإلزام الحكومة الإسرائيليّة بـ"وقف العدوان فوراً وضرورة توفير الحماية العاجلة لأبناء شعبنا في أماكن تواجده كافة"، في وقت دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف التصعيد بشكل "سريع وتام حفاظاً على أرواح وسلامة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين". كما دانت جامعة الدول العربيّة "العدوان الإسرائيلي"، محمّلةً "الحكومة الإسرائيليّة المسؤوليّة الكاملة عن هذه الحلقة من العدوان بارتكابها الجريمة النكراء"، ودعت إلى "تدخّل دولي عاجل وفاعل لوقف العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية الدوليّة للشعب الفلسطيني". كذلك دانت دول عدّة التصعيد الإسرائيلي وأجمعت كلّها على ضرورة التهدئة.


MISS 3