محمد دهشة

البزري و"الجماعة" دعما "شعلة المقاصد" والحريري "لأجل المقاصد" وسعد على الحياد

محمد البزري رئيساً لـ "المقاصد" في صيدا... والأعضاء مناصفة بين اللائحتين

27 حزيران 2022

02 : 00

تنافس بروح رياضية

بخلاف الأجواء التوافقية السائدة في صيدا في أعقاب الانتخابات النيابية، جرت انتخابات «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» في أجواء تنافسية بعدما فشلت كل مساعي التوافق لتشكيل لائحة موحّدة وبدت المعركة «حامية الوطيس» لجهة التحضيرات وحث الناخبين على الاقتراع، غير أنها بقيت في إطار العائلة المقاصدية، إذ تبادل المتنافسون المصافحات وأطراف الحديث قبل أن تقول الصناديق كلمتها بفوز محمد فايز البزري رئيساً ومناصفة بين أعضاء اللائحتين.

وتنافست على منصب رئيس الجمعية وثمانية أعضاء لائحتان غير مكتملتين، الأولى «شعلة المقاصد» برئاسة محمد فايز صلاح البزري وهي مدعومة من النائب الدكتور عبد الرحمن البزري و»الجماعة الإسلامية»، وتضم 7 أعضاء وهم: سندس زيدان، ابراهيم حجازي، بلال كيلو، محمود الصباغ، مازن محي الدين القطب، عبد القادر المجذوب وعبد الرحمن السكافي» والثانية «لأجل المقاصد» برئاسة لارا الجبيلي وهي مدعومة من النائبة السابقة بهية الحريري وتضم 7 أعضاء أيضاً وهم: سهى عنتر، هشام جرادي، حذيفة الملاح، رضوان السبع أعين، عبد السلام الوتار، سمير البساط، وعماد بعاصيري». وتعتبر جمعية المقاصد «الخيرية» من الجمعيات العريقة والأقدم في صيدا، ويبلغ عدد المنتسبين إليها حالياً نحو 925 سدد منهم 667 اشتراكاتهم، فيما يحقّ لكل صيداوي الانتساب إليها بغض النظر عن اختصاصه التعليمي، وتعتبر انتخاباتها الدورية كل أربع سنوات في العرف الصيداوي «بانوراما» مصغّرة عن الانتخابات البلدية في المدينة، وتتنافس فيها عادة القوى السياسية وقد شهدت في غالبيتها معارك انتخابية باستثناء الدورة الأخيرة منها، حيث تمّت إعادة انتخاب رئيسها المهندس يوسف النقيب وأعضاء المجلس الإداري الثمانية بالتزكية.


وفق مصادر مقاصدية لـ «نداء الوطن»، فإنه سبق عملية الاقتراع انسحاب عدد من المرشحين بعد فشل التوافق ومنهم الدكتور فادي الشامية والفت البابا وهشام حشيشو ومحمود عبد النبي ورامي بشاشة وعلي الظريف، ماهر الديشاري وخليل معتوق». فيما خاض الانتخابات منفرداً ووحيداً المرشح عمر العتر، بينما أثيرت ضجة حول المرشح ابراهيم الجوهري الذي أعلن انضمامه إلى لائحة «لأجل المقاصد» قبل أن ينسحب منها ويخوض المعركة منفرداً بسبب منشوراته ومواقفه على صفحته الخاصة على الفيسبوك، وتميزت الإنتخابات بجولة كل من رئيسي اللائحتين البزري والجبيلي على فاعليات صيدا لوضعها بصورة البرنامج والأهداف، وبقاء «التنظيم الشعبي الناصري» على الحياد في المعركة الانتخابية، بعدما سحب النائب الدكتور أسامة سعد مرشحه عامر رمضان بعد سقوط التوافق.

وقد جرت الانتخابات في ثانوية حسام الدين الحريري التابعة لجمعية المقاصد في منطقة الشرحبيل، وشهدت حماوة انتخابية لافتة عكستها نسبة المشاركة العالية منذ ساعات الصباح الأولى وبلغت ذروتها ظهراً حتى إقفال صناديق الاقتراع وذلك تحت إشراف رئيس الجمعية المنتهية ولايته المهندس يوسف النقيب والمجلس الإداري، وأشرف على الترتيبات التنظيمية للإنتخابات أمين سر الجمعية مازن قبرصلي. وجرت عملية الاقتراع في أربعة أقلام (غرف)، في كل منها صندوقا اقتراع، واحد لانتخاب الرئيس، والثاني لانتخاب الأعضاء الثمانية، بحضور مندوبي اللوائح والمرشحين وعند إغلاق صناديق الاقتراع عند الثانية من بعد الظهر، فاز البزري برئاسة جمعية المقاصد بفارق 13 صوتاً، إذ نال 273 صوتاً، بينما المرشحة المنافسة الجبيلي 260 صوتاً، فيما فاز أربعة أعضاء من كل لائحة مناصفة، من لائحة «شعلة المقاصد» «سندس زيدان، بلال كيلو، محمود الصباغ ومازن محي الدين القطب»، ومن «لأجل المقاصد» «سهى عنتر، هشام جرادي، حذيفة الملاح، وعماد بعاصيري». وتبين أن نسبة الاقتراع تجاوزت الـ 80%، وقد اقترع 551 من أصل 667 سدّدوا اشتراكاتهم.

واعتبر النائب الدكتور عبد الرحمن البزري أن المنتصر الرئيسي في الإنتخابات هي جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا وهيئتها الناخبة التي تفاعلت ديمقراطياً مع هذا الحدث. مضيفاً أن عودة الديناميكية والحيوية لهذه المؤسسة الأساسية والمهمة هو دليل عافية المجتمع الصيداوي، ودليل قدرة الصيداويين على الإختيار الديمقراطي بعيداً عن الحساسيات، مؤكداً أن من واجب القوى والفعاليات الوقوف إلى جانب الهيئة المنتخبة حديثاً وإلى جانب اللجنة الإدارية من أجل المساعدة في نهوض المقاصد وحماية دورها وتطوّرها في هذا الزمن الصعب.

بينما اعتبر النقيب «أن ما تشهده المقاصد هو تنافس ديمقراطي طبيعي وهذا حق لكل مقاصدي، والمقاصد تستحق أن يكون فيها أناس يخدمونها وهذا التنافس هو دليل عافية لأنه يثبت أن هناك اهتماماً بالمقاصد من كل الأطراف ومن يربح سيعمل لمصلحة المقاصد».

وقال الرئيس فؤاد السنيورة إثر إدلائه بصوته «سعيد أن أشارك في هذه الانتخابات الديمقراطية من أجل انتخاب مجلس إداري جديد لجمعية المقاصد والتي يعتبرها كل صيداوي أنها بمثابة صيدا». وهذه العملية الانتخابية تهدف إلى تعزيز الدور الذي يجب أن تؤدّيه هذه الجمعية واستمراره وهي التي كانت من أولى المؤسسات الإسلامية التي تأسست في لبنان.