جاد حداد

كوفيد 19 إلى ارتفاع مخيف... صحح معلوماتك الخاطئة حوله

27 حزيران 2022

02 : 05

لا شكّ في أنك تسمع يومياً عن صديق أو مقرب أو أحد المعارف أصيب بكوفيد أخيراً، فالأرقام الى ارتفاع مخيف خصوصاً مع غياب نهج الاغلاق وانعدام وسائل فرض الكمامات في الاماكن المغلقة. ليس ذلك فحسب بل بات اللبنانيون عموماً يرفضون حتى وضع الكمامة حين تعرض عليهم مجاناً على مداخل المسارح أو دور السينما أو في اللقاءات المغلقة. فجأة عدنا الى حياتنا السابقة وكأنّنا أرسلنا الداء الى غياهب النسيان مع أنّه ما زال يعوث بصحة الملايين حول العالم مع أن عدد ضحاياه من الوفيات انخفض بشكلٍ كبير بسبب تلقي الملايين اللقاحات ما يؤكد بشكلٍ جوهري أحقية الدفاع عن اللقاح كوسيلة أساسية للحماية والوقاية من داء فتاك. ومن المفيد هنا ايراد ما جمعناه من معلومات علمية عن الداء لا يرقى إليها الشكّ وتساعدك على القرار المناسب لحماية نفسك منه بالطرق المناسبة ولعدم الوقوع في فخّ الخرافات والشائعات المتداولة.

خرافات حول لقاحات كوفيد 19 والوقاية منه

ما زالت المعلومات المغلوطة بشأن اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19 وطرق الوقاية منه تنتشر بين الناس. تعرّف الى بعضها وصحّح معلوماتك:

اللقاح يصيبك بالفيروس: لا تؤدي اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19 إلى الإصابة به. لا يحتوي أي من اللقاحات المضادة لكوفيد 19 المصرَّح باستخدامها في الولايات المتحدة على الفيروس الحي الذي يسبب مرض كوفيد 19. ولكن ربما يصيب اللقاحُ البعضَ بآثار جانبية، مثل الحمى أو آلام في العضلات. إلا أن هذه الأعراض تزول عادة خلال بضعة أيام.

الخصوبة: لا يوجد دليل على أن أي من اللقاحات يسبب مشاكل في الخصوبة، لا بل يوصي الاطباء المرأة الحامل بتلقي اللقاح.

الرقاقات الدقيقة: لن يؤدي تلقي اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19 إلى تعقب موقعك أو حركتك. فقد طوِّرت اللقاحات لمساعدة جسمك على اكتساب مناعة ضد الفيروس وهي لا تحتوي على مواد حافظة ولا مضادات حيوية ولا معادن ولا أنسجة أو خلايا جنينية مجهضة.

الحمض النووي: تُعرّف اللقاحات جسمك على كيفية اكتساب حماية من الفيروس. يستخدم لقاحا فايزر- بيونتك وموديرنا الحمض النووي الريبوزي المرسال المعدل وراثياً. ويعطي الحمضُ النووي الريبوزي المرسال الخلايا تعليمات بكيفية صنع جزء من البروتين الموجود على سطح فيروس كوفيد 19. ثم يظهر البروتين بعدئذٍ على سطح الخلايا في جسمك. وبمجرد تعرف الجهاز المناعي على أن البروتين مادة دخيلة، يُنتج أجساماً مضادة لمكافحة ما يبدو أنه عدوى. وبعد توصيل الحمض النووي الريبوزي المرسال التعليمات، يتكسَّر على الفور. فلا يدخل إلى أنوية الخلايا حيث الحمض النووي. لا تغيِّر اللقاحات حمضك النووي، ولا تغيِّر المادة الوراثية التي تُدخل مع اللقاحات من نوع الناقل الفيروسي - مثل جونسون آند جونسون/يانسن المضادة لفيروس كوفيد 19- حمضك النووي ولا تصبح جزءاً منه.

خرافات بشأن الوقاية

من كوفيد 19المناعة الطبيعية: لا شك في أن اكتساب مناعة من لقاح كوفيد 19 أكثر أماناً من اكتساب المناعة نتيجة الإصابة بعدوى كوفيد 19. إذ إن الآثار الجانبية للقاح خفيفة ويمكن التنبؤ بها في الغالب. بينما تختلف شدة الإصابة بكوفيد 19 من شخص لآخر. بل ويمكن أن تتطور إصابة البعض بالعدوى إلى مرض شديد. وأيضاً، توفر اللقاحات أعلى مستوى من الحماية ضد كوفيد 19، حتى لمن سبقت بالفعل إصابتهم بالكوفيد.

لقاحات التهاب الرئة والإنفلونزا: لا توفر لقاحات التهاب الرئة - مثل لقاح المكورات الرئوية - حماية من كوفيد 19. ولن يقيك لقاح الإنفلونزا أيضاً منه. ومع ذلك، يوصى باستخدام لقاحات الإنفلونزا السنوية لكل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر فأكثر.

ارتفاع درجة الحرارة: لا يقي التعرض للشمس أو درجات حرارة أعلى من 25 درجة مئوية من الإصابة بعدوى كوفيد 19 ولا يعالجها. فمن الممكن أن تصاب بكوفيد 19 في الطقس المشمس والحار والرطب. لا يمكن أن يقيك الاستحمام بالماء الساخن من الإصابة به. وتظل درجة حرارة جسمك الطبيعية كما هي، بغض النظر عن درجة حرارة الحمام أو الدش.

انخفاض درجة الحرارة: لا يمكن للطقس البارد والثلج أيضاً القضاء على الفيروس المسبب لكوفيد 19.

شُرب الكحول: لا يقي تعاطي المشروبات الكحولية من الإصابة بكوفيد 19.

الثوم: لا يوجد دليل على أن تناول الثوم يقي من الإصابة بكوفيد 19.

جهاز التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية: يمكن استخدام الأشعة فوق البنفسجية لتعقيم الأسطح. ولكن لا يجوز استخدام جهاز التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية لتعقيم يديك أو مناطق أخرى من جسمك. إذ يمكن أن تسبب الأشعة فوق البنفسجية تهيج الجلد.

شبكات الجوال من الجيل الخامس:لا يقي تجنب التعرض لشبكات الجيل الخامس أو استخدامها من الإصابة بكوفيد 19. إذ لا يمكن للفيروسات الانتشار عبر موجات الراديو وشبكات الهواتف الجوالة. وقد انتشر فيروس كوفيد 19 في كثير من البلدان التي لا توجد فيها شبكات هواتف محمولة من الجيل الخامس.

المطهرات: قد يساعد رش الأسطح بالمطهرات في قتل الجراثيم، مثل الفيروس المسبب لكوفيد 19. لكن لا تستخدم المطهرات على جسمك أو تحقنها في جسمك أو تبتلعها. فقد تؤدي المطهرات إلى تهيج الجلد، كما قد تصبح سامة إذا اُبتلعت أو حُقنت في الجسم. ولا تستخدم المطهرات في غسيل الخضراوات والثمار.

المكملات الغذائية: يتناول كثير من الأشخاص فيتامين C أو الزنك أو الشاي الأخضر أو نبات القنفذية لتقوية أجهزتهم المناعية. ولكن هذه المكملات لا تقي في الأرجح من الإصابة بالمرض. علاوة على ذلك فالمكملات التي تحتوي على الفضة الغروية، التي يُسوَّق لها كعلاج لكوفيد 19 ليست آمنة ولا فعالة في علاج أي مرض. وكذلك مادة الأولياندرين، المستخلصة من نبات الدفلة السام، مادة سامة ويجب عدم تناولها كمكمل غذائي أو علاج منزلي.

خرافات حول علاج كوفيد 19

تسببت المعلومات المغلوطة بشأن علاج كوفيد 19 في أضرار بالغة ووفيات. لا تشمل الخيارات الموصى بها لعلاج كوفيد 19 الأدوية والمستحضرات وطرق العلاج التالية:

المضادات الحيوية: تقضي المضادات الحيوية على البكتيريا ولكنها لا تقضي على الفيروسات. إلا أن المضادات الحيوية قد تُعطى للأشخاص الذين أُدخلوا إلى المستشفى للعلاج من كوفيد 19 بسبب إصابتهم أيضاً بعدوى بكتيرية.

رش الكحول والكلور: لن يؤدي رش الجسم بالكحول أو الكلور إلى القضاء على الفيروسات التي دخلت إلى جسمك. بل إن هذه المواد قد تضر عينيك وفمك وملابسك.

إيفيرمكتين: يستخدم هذا الدواء كثيراً في الولايات المتحدة لعلاج الحيوانات من الطفيليات أو وقايتها منها. ويمكن استخدام جرعات محددة من أقراص إيفيرمكتين لعلاج البشر من الديدان الطفيلية. يمكن أيضا دهن الشكل الموضعي منه على الجلد لعلاج قمل الرأس والأمراض الجلدية لدى البشر. ولكن إيفيرمكتين ليس من الأدوية التي تعالج الفيروسات. ولم تعتمد إدارة الغذاء والدواء الأميركية هذا الدواء في علاج كوفيد 19 أو الوقاية منه، بل قد يسبب تناول جرعات كبيرة منه أضرارًا بالغة.


ركِّـــز عـــلـــى الـــحـــقائــــق



ثمة إجراءات يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالعدوى. احرص على تلقّي لقاحات كوفيد 19 أولاً بأول للوقاية من الإصابة بأعراض مرضية خطيرة. وسوف تعتبر متلقياً لأحدث جرعات اللقاحات إذا كنت قد تلقيتَ كل لقاحات فيروس كوفيد 19 الموصى بها، بما في ذلك الجرعات المعزِّزة، عندما تكون مؤهلاً لتلقيها. يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها باتباع التدابير التالية:

تجنب المخالطة اللصيقة (في نطاق مترين أو 6 أقدام تقريبا) لأي شخص مريض أو تبدو عليه أعراض المرض.

حافظ على مسافة (6 أقدام، أو مترين تقريباً) بينك وبين الآخرين عندما تكون في الأماكن العامة المغلقة ولم تكن قد تلقيتَ الجرعات الكاملة للقاح. وتزيد أهمية ذلك على وجه الخصوص إذا كنت من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة. - ضع في اعتبارك أن بعض الأشخاص قد يكونون مصابين بفيروس كوفيد 19 وينشرونه للآخرين، حتى لو لم تظهر عليهم أي أعراض أو لم يعرفوا أنهم مصابون بفيروس كوفيد 19.

تجنَّب التجمعات والأماكن المغلقة ضعيفة التهوية.

اغسل يديك كثيراً بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، أو استخدم معقم يد يحتوي على الكحول لا تقل نسبة الكحول فيه عن 60%.

ارتدِ كمامة في الأماكن العامة المغلقة إذا كنت موجوداً في منطقة سجلت عدداً كبيراً من الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد 19 الموجودين في المستشفى وحالات الإصابة الجديدة بالفيروس ذاته، سواء أكنت قد تلقيت اللقاح أم لا. ويوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالالتزام بارتداء أكثر الكمامات فعالية في الوقاية من بين الكمامات المتوفرة، وأن تكون مُحكمة ومريحة في الاستخدام.

غطِّ فمك وأنفك بمرفقك أو بمنديل عند السعال أو العطاس. وتخلص من المناديل المستعملة. ثم اغسل يديك على الفور.

تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك.

تجنب مشاركة الأطباق وأكواب الشرب وأغطية الفراش والأدوات المنزلية الأخرى مع الآخرين إذا كنت مريضاً.

احرص على تنظيف الأسطح التي يكثر لمسها، مثل مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة والأجهزة الإلكترونية والمناضد، وتطهيرها بانتظام.

الزم المنزل إذا كنت مريضاً ولا تذهب إلى العمل أو المدرسة أو الأماكن العامة، ما لم يكن خروجك بهدف الحصول على رعاية طبية. وتجنب ركوب وسائل النقل العام وسيارات الأجرة وخدمات تأجير السيارات بالسائقين إذا كنت مريضاً.

أما إذا كنت مصاباً بمشكلة طبية مزمنة وقد تكون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة، فاسأل طبيبك إذا كانت هناك طرق أخرى للوقاية من الإصابة بالفيروس.



MISS 3