"إنطلاقة جديدة" بين فرنسا وأستراليا... بعد "أزمة الغوّاصات"

02 : 00

ماكرون مصافحاً ألبانيزي أمام قصر الإليزيه أمس (أ ف ب)

بعدما تدهورت العلاقات الثنائية بشكل دراماتيكي إثر فسخ كانبيرا عقداً ضخماً بقيمة 56 مليار يورو لشراء 12 غوّاصة فرنسية لقاء شراء غوّاصات تعمل بالدفع النووي في إطار الإعلان عن اتفاق "أوكوس" بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسترالي الجديد أنتوني ألبانيزي أمس عزمهما على "إعادة بناء الثقة" بين بلدَيْهما.

وبعد استقباله ألبانيزي في باحة قصر الإليزيه في باريس، قال ماكرون: "سنتطرّق إلى المستقبل وليس إلى الماضي"، معتبراً أن رئيس الوزراء الذي وصل إلى السلطة في أيار بعد فوز العماليين في الإنتخابات التشريعية "ليس مسؤولاً عمّا حصل"، فيما كان ماكرون قد اتّهم رئيس الوزراء الأسترالي السابق سكوت موريسون بـ"الخداع" وتمّ استدعاء السفيرَيْن الفرنسيَّيْن في كانبيرا وواشنطن إلى باريس، في إجراء غير مسبوق.

وأوضح ماكرون وألبانيزي في بيان مشترك في ختام لقائهما أمس أن "فرنسا وأستراليا ستُقيمان علاقة دفاعية جديدة" تقوم خصوصاً على "التزام عملاني وتبادل المعلومات الإستخباراتية... لا سيّما في شأن المراقبة البحرية"، فضلاً عن زيادة التعاون "في الصناعات الدفاعية".

وسادت أجواء ارتياح قصر الإليزيه، حيث كان ماكرون برفقة زوجته بريجيت في استقبال ألبانيزي ورفيقته جودي هايدون. ولدى وصوله، شدّد ألبانيزي على أن فرنسا "ليست قوّة أوروبّية كبرى فحسب، بل كذلك قوّة في منطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ وقوّة عالمية". ورأى أن "التزامها في المحيطَيْن الهندي والهادئ سيكون أساسيّاً لمواجهة التحدّيات المطروحة على منطقتنا"، مشيراً إلى أن بوسع البلدَيْن التعاون خصوصاً في المجال الأمني.

وفيما يُعتبر هذا الخطاب منسجماً مع سياسة ماكرون الذي يُشدّد منذ 2017 على أهمّية أن تُطوّر فرنسا "إستراتيجية في المحيطَيْن الهندي والهادئ"، قال الرئيس الفرنسي الخميس: "إنّنا لاعبون" في هذه المنطقة الشاسعة حيث "لدينا مليون مواطن" يعيشون هناك و"أكثر من 8 آلاف عسكري منتشرين فيها"، ذاكراً كاليدونيا الجديدة وبولينيزيا وجزيرة ريونيون وجزيرة مايوت. كما أعرب عن رغبته في أن يتمّ "احترام حرّية سيادتنا في كلّ مكان"، في إشارة إلى طموحات الصين التوسعية التي أبرمت "إتفاقاً أمنيّاً إطاريّاً" مع جزر سليمان أُعلن عنه في نيسان. ويرى ماكرون أن بإمكان فرنسا وأستراليا التعاون أيضاً في مجالات عدّة، مثل مكافحة التغيّر المناخي والنقل البحري وحماية أعماق البحار والفضاء والثقافة.

وسمحت هزيمة موريسون في الإنتخابات في أيّار بالشروع في طي الصفحة بين البلدَيْن، لا سيّما أن ألبانيزي ضاعف الإشارات الإيجابية حيال باريس. وبعد لقاء أوّل هذا الأسبوع في إطار قمة "حلف شمال الأطلسي" في مدريد، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أن زيارته إلى باريس تُمثل "انطلاقة جديدة في العلاقات" الثنائية، مشدّداً على "أهمّية الثقة والاحترام والنزاهة"، فيما أعرب ماكرون عن رغبة مشتركة في "إعادة بناء علاقة ثقة بين بلدينا، علاقة تقوم على الاحترام المتبادل بعد مرحلة صعبة".


MISS 3