مساعدة نروجية ضخمة لأوكرانيا

مجزرة روسية قرب أوديسا

02 : 00

من آثار الضربات قرب أوديسا أمس (أ ف ب)

ما زالت الآلة العسكريّة الروسيّة تفتك بالمجتمع الأوكراني غير آبهة بحياة المدنيين وسلامتهم، لا بل على العكس، تعمد القوّات الروسيّة إلى استهدافهم لكسر روح المقاومة فيهم ومعاقبتهم على صمودهم وإلتفافهم حول الجيش الأوكراني، فيما كان آخر هذه الاستهدافات ليل الخميس - الجمعة قرب أوديسا حيث قُتِلَ 21 شخصاً وأُصيب 38 آخرون، بينهم 6 أطفال، بصاروخَيْن أُطلقا من طائرة "تو 22" الإستراتيجية فوق البحر الأسود وأصابا مبانيَ سكنية وسياحية في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا، بحسب كييف، في هجوم وصفته ألمانيا بأنه "لاإنساني ووقح".

وفي السياق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى استقباله رئيس الوزراء النروجي يوناس غار ستور: "إنّها ضربة محدّدة الهدف ومتعمّدة من جانب روسيا. لنكن صريحين... إنّه ترهيب روسي ضدّ مدننا وقرانا وضدّ شعبنا من بالغين وأطفال"، في حين أطلق وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا تغريدة جاء فيها: "أدعو شركاءنا لإمداد أوكرانيا بمنظومات دفاعية مضادة للصواريخ بأسرع وقت ممكن. ساعدونا في إنقاذ الأرواح"، واصفاً روسيا بأنها "دولة إرهابية".

وفي الأثناء، أعلنت النروج عن مساعدة لأوكرانيا على مدى عامَيْن بنحو 970 مليون يورو، وذلك لمناسبة زيارة لرئيس الوزراء النروجي إلى أوكرانيا حيث إلتقى زيلينسكي. وأوضحت الحكومة النروجية في بيان أن هذه المساعدة الكبيرة تُضاف إلى مساعدات سابقة أعلنتها أوسلو، وستُستخدم في "المساعدة الإنسانية وإعادة إعمار البلاد والأسلحة ودعم عمل السلطات" الأوكرانية.

وأكد ستور في البيان الوقوف مع الشعب الأوكراني، وقال: "نحن نُساهم في دعم نضال الأوكرانيين من أجل الحرّية. إنّهم يُقاتلون من أجل بلدهم، وأيضاً من أجل قيمنا الديموقراطية". وزار ستور قرية يهدنة التي تضرّرت بشدّة من الحرب في أوكرانيا. وذكرت وكالة الأنباء النروجية "أن تي بي" أن رئيس الحكومة تأثّر بما رآه خلال زيارته، ووصف القرية بأنّها "لمحة من الجحيم على الأرض".

توازياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها أصبحت عند مشارف ليسيتشانسك"، مشيرةً إلى أن "الجيش الأوكراني يتكبّد خسائر فادحة"، بينما ذكر حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي عبر "تلغرام" أن "الإجلاء من ليسيتشانسك متعذّر في الوقت الراهن" لأنّ الروس "يُحاولون تطويق جيشنا من جهتَيْ الجنوب والغرب" قرب المدينة. وتُعتبر ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة خارج سيطرة الروس في منطقة لوغانسك، إحدى محافظتَيْ منطقة دونباس التي تُريد موسكو السيطرة عليها كليّاً.

واتهم الجيش الأوكراني الروس بإطلاق قنابل فوسفورية على جزيرة الثعبان في البحر الأسود، والتي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها من الجيش الروسي الخميس. وكتب قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني على "تلغرام": "قرابة الساعة 18:00، نفّذت القوات المسلّحة الروسية مرّتَيْن ضربة جوّية مستخدمة قنابل فوسفورية على جزيرة الثعبان"، متّهماً موسكو بـ"عدم احترام التصريحات التي أدلت بها"، إذ كان الجيش الروسي قد أعلن الخميس أنه انسحب من هذه الجزيرة الإستراتيجية "في بادرة حسن نية" بعدما "أتمّ الأهداف المحدّدة".

وفي منطقة خاركوف، أعلن الحاكم أوليغ سينيغوبوف سقوط 4 قتلى و3 جرحى في الساعات الـ24 الأخيرة. وفي خيرسون، ضربت مروحيات أوكرانية "تجمّعاً للقوات والعتاد العسكري عائدة للعدو"، قرب بلدة بيلوزيركا، على ما أفاد الجيش الأوكراني، مشيراً إلى سقوط 35 قتيلاً في صفوف الجنود الروس وتدمير آليات مدرّعة تابعة للعدو، في وقت طالبت فيه المحكمة الأوروبّية لحقوق الإنسان الحكومة الروسية باحترام حقوق أسرى الحرب الأوكرانيين.

وفي الإطار الثقافي للحرب وتبعاتها التي تُهدّد استمرار تقاليد متوارثة، أدرجت منظمة "اليونسكو" الثقافة المرتبطة بحساء البورش الأوكراني على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي المعرّض للخطر. وأوضح مقرّر لجنة تقييم الملف الأوكراني في المنظمة بيير لويجي بيتريلو أن "وجود هذا الحساء ليس في خطر بحدّ ذاته، لكن التراث الإنساني والحي المرتبط بالبورش هو المعرّض لخطر مباشر بفعل تعطّل قدرة السكان على ممارسة ونقل تُراثهم الثقافي غير المادي بشكل خطر جرّاء النزاع المسلّح، لا سيّما بسبب التهجير القسري للمجتمعات".

ورحّب وزير الثقافة الأوكراني أولكسندر تكاتشينكو بإعلان اليونسكو، وقال إنّ "النصر لنا في حرب البورش"، مؤكداً أن أوكرانيا "ستنتصر في حرب البورش وفي هذه الحرب"، في إشارة إلى الصراع مع روسيا، بينما دانت وزارة الخارجية الروسية إعلان اليونسكو، وسخرت من هذا الموقف.

وفي الغضون، دعت السفيرة الروسية في بلغاريا اليانورا ميتروفانوفا إلى قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدَيْن، بعد رفض صوفيا التراجع عن قرار طرد 70 موظّفاً ديبلوماسيّاً روسيّاً. وقالت ميتروفانوفا: "أنوي أن أُناقش مع قادة بلادي من دون تأخير مسألة إغلاق السفارة الروسية في بلغاريا، وهو ما سيشمل حتماً البعثة الديبلوماسية البلغارية في موسكو".


MISS 3