لبنان يشدّد على همّ النازحين وعودتهم إلى سوريا

الإجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب... جرعة دعم وسط الأزمات

02 : 00

اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب

في جرعة دعم للبنان الرازح تحت نير الأزمات المتشعبة والمعقدة، عقد وزراء الخارجيّة العرب، اجتماعهم التشاوريّ في فندق الحبتور في سنّ الفيل، أمس الأول، للبحث في الملفات التي ستتمّ مناقشتها في اجتماعات القمة العربية التي ستعقد بالجزائر في شهر تشرين الأول المقبل.

ترأس الجلسة الافتتاحية وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الذي ركّز على «همّ النازحين السوريين، وأن المجتمع الدولي ما زال من دون خريطة طريق لعودتهم، في حين أن لبنان ينهار مالياً واقتصادياً، ونحن عاجزون عن تأمين الحاجات الأساسيّة للبنانيين، والحكومة ترى ضرورة عودة النازحين وتمويلها من المجتمع الدولي، بدل تمويل بقائهم في لبنان». وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أننا «لمسنا إيجابية من الأخوة العرب لعودة لبنان إلى عافيته».

أبو الغيط

من جانبه، أشار أبو الغيط الى أن ما يهمه هو «الإحاطة بمفهوم الاجتماع التشاوري وهو اجتماع بلا رسميات ولا أسماء دول ويتم التداول فيه بأي موضوع ولا تصدر عنه وثائق ولا قرارات»، لافتاً إلى أن «الحضور في هذا التوقيت الى لبنان في ظل أوضاعه الاقتصادية بالغة الصعوبة والسياسية، هي رسالة من الدول العربية أنها تدعم البحث عن تسويات تحقيق الاستقرار وتساند لبنان بأوضاعه ومشاوراته مع صندوق النقد الدولي».

وقال: «ناقشنا موضوع سوريا ولكن لا قرار إنما تبادل للآراء وتحدثنا كذلك عن الأزمة الأوكرانية وتأثيراتها الكبيرة وكذلك الصومال والمجاعة الكبيرة التي تقترب منها، وكان هناك حيز واسع للقضية الفلسطينية».

في بعبدا

وكان الوفد العربي زار رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا الذي أكد «أهميّة تعلُّق لبنان بعلاقاته الأخوية مع الاشقاء العرب، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجيّ»، مشدداً على أن «اللبنانيين يستبشرون خيراً دائماً من عودة العرب إلى لبنان».

وأضاف عون: «الحكومة اللبنانية ملتزمة اتخاذ الإجراءات اللازمة المطلوبة لتعزيز التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجيّ، إثر المبادرة الكويتية لرأب الصدع»، شاكراً لدولة الكويت، بصورة خاصة، دعمها الدائم للبنان لا سيما خلال الأزمات الصعبة التي يمرّ بها، مبدياً سروره لتلبية وزراء الخارجية العرب الدعوة للقدوم إلى لبنان.

الصُباح

ونقل وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح الى الرئيس عون رسالةً من ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أشاد فيها «بالروابط التاريخية التي تجمع بلدينا الشقيقين»، مشدداً «على التطلُع المشترك لتعزيزها والارتقاء بأطر التعاون بينهما الى آفاق أرحب لما فيه مصلحتهما». وأشار وليّ العهد الكويتيّ في رسالته «إلى التعاطي الإيجابي من قبل الجمهوريّة اللبنانية مع المبادرة الكويتية التي سعت لرأب الصدع وعودة العلاقات الخليجية-اللبنانيّة وإعادة بناء جسور الثقة مع لبنان».

في عين التينة

من جهته، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقائه وزراء الخارجية العرب أن «لبنان لن ينسى أشقاءه العرب، لن ينسى الطائف ولا الدوحة ولا الكويت في يوم من الأيام، لكن الآن لبنان يطلب ويتوق الى أشقائه العرب ويتمنى مجيئهم والدخول الى صلب ما يشكو منه».

وقال: «إن لبنان ليس بلداً مفلساً إنما هو في حالة توقف عن الدفع وهو يملك اضافة الى أبنائه المغتربين في العالم العربي وكل دول العالم الذين يشكلون رافداً إنسانياً وثقافياً ومالياً مهماً، يمكن لهذا الرافد أن يشكل عاملاً محورياً مهماً في النهوض الى جانب الثروة المائية والنفطية والغاز الموجودة في بحرنا».

وختم بري: «نفتقد في هذا اللقاء الوزاري العربي سوريا التي تعرضت أمس الأول لعدوان اسرائيلي جديد من خلال الأجواء اللبنانية، المطلوب على الأقل من إجتماعكم الإستنكار وهذا أضعف الإيمان. والأمر الآخر الذي يجب أن يدركه العرب جميعاً أن لا عرب من دون فلسطين».

ميقاتي

وكان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، جدد، خلال حفل عشاء لضيوفه العرب (الجمعة)، التزام لبنان بتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية بما يعزز سياسة النأي بالنفس تجاه أي خلاف عربي.

كما أكد «التزامه ببسط سيادة الدولة على كامل أرضها، ومنع الإساءة إلى الدول العربية أو تهديد أمنها انطلاقاً من لبنان».

وختم: «أناشد الأشقاء العرب، وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، احتضان لبنان وشعبه الشقيق، وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه».


MISS 3