المبالغ المستحقة للمستشفيات تتراكم متجاوزةً الألفي مليار ليرة

الجسم الطبّي يُنفّذ إضراباً تحذيرياً شاملاً

02 : 00

سليمان هارون

نفّذت المستشفيات الخاصة إضراباً تحذيرياً ليوم واحد أمس تحت شعار "صرنا على آخر نفس"، بناءً على دعوة نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة ونقابة الأطباء، إحتجاجاً على الاوضاع الاقتصادية المتردية التي أدت الى نقص في الادوية والمستلزمات الطبية وأدوية السرطان وغسيل الكلى. وتوقفت المستشفيات أمس عن استقبال المرضى باستثناء الحالات الطارئة ومرضى غسل الكلى والعلاج الكيميائي.

وأكد نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون ان "وقفة اليوم هي لدق ناقوس الخطر لان المستشفيات تعاني من عجز مالي، ولا يمكنها ان تدفع للمستوردين فواتيرهم لأن الدولة لا تسدد مستحقات المستشفيات التي قد لا تستطيع تلبية كل حاجات المرضى بسبب النقص في المستلزمات الطبية والأدوية، مشيراً الى ان "بعض المستلزمات بدأت تنفد تباعاً وقد لا يكفي بعضها الآخر لأكثر من شهر ونصف".

وكشف ان "المبالغ المستحقة بدأت تتراكم منذ العام 2012 لغاية اليوم وتجاوزت الألفي مليار ليرة لبنانية وهو رقم خيالي"، معتبرا ان "المسؤولية تقع على الحكومة مجتمعة والتي يجب أن ترفع الاعتمادات اللازمة للقطاع الصحي"، مطالباً "بوضع جدولة لتسديد مستحقات المستشفيات لتتمكن من متابعة عملها بشكل طبيعي وتأمين حاجات المرضى".

والتزمت المستشفيات الخاصة في النبطية الاضراب التحذيري، اذ أوقفت كل التقديمات الطبية والصحية باستثناء استقبال الحالات الطارئة.

ونفّذ العاملون في مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية اعتصاماً، واشار رئيس مجلس إدارتها علي الحاج علي الى أن "المواد الطبية نفدت والامور تتجه نحو الاسوأ".

وطالب المعتصمون في مستشفيات النبطية الخاصة الجهات الرسمية المعنية والمسؤولة "بالتنبه لخطورة هذا الوضع والمبادرة لاتخاذ كل التدابير والاجراءات المالية المسهلة لعملية استيراد الادوية والمواد والمعدات الطبية اللازمة بأقصى سرعة. وفي مدينة زحلة، نظّم موظفو المستشفى اللبناني الفرنسي وقفة تضامنية مع الاضراب التحذيري الذي دعت اليه نقابة اصحاب المستشفيات الخاصة.

ونفذ أطباء وممرضو وممرضات وإداريو مستشفى رياق، اعتصاماً تحذيرياً.

وقام أطباء وموظّفو مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل بتحرك تحذيري أمام المدخل الرئيسي متوقفين عن استقبال المرضى، باستثناء الحالات الطارئة ومرضى غسل الكلى والعلاج الكيميائي، لإيصال صرخة "صرنا عآخر نفس".

ونفذ عدد من المستشفيات الخاصة في المتن وقفة تحذيرية لمدة ساعة وكذلك الأمر في عجلتون اذ سجّل موظفو المستشفى وقفة احتجاجية على "النقص الحاد في المستلزمات الطبية التي شارفت على الانتهاء في مستودعات المستشفى مما يشكل خطراً على مستقبل القطاع".

وفي صيدا التزمت المستشفيات في صيدا بالإضراب. في مستشفى حمود الجامعي، نفذ الجسم الطبي بلباسه الابيض وقفة اعتراضية في حديقة المستشفى. كذلك نفذ الجسم الطبي في مستشفى الراعي، ومستشفى قصب ومركز لبيب الطبي ومستشفى النقيب وقفة رمزية مماثلة.

والتزمت المستشفيات الخاصة في محافظة عكار الاضراب التحذيري إذ توقفت كل التقديمات الصحية والطبية فيها ما عدا الحالات الطارئة جداً.

وشهدت مستشفيات سيدة السلام في القبيات - عكار، رحال في بلدة الشيخ محمد، مركز اليوسف الاستشفائي في حلبا، الحبتور في بلدة حرار، اعتصامات للموظفين الاداريين وللاطباء والجهاز التمريضي والمرضى.

وطالب المعتصمون الجهات الرسمية المعنية والمسؤولة "التنبه لخطورة الوضع والمبادرة الى اتخاذ كل التدابير والاجراءات المالية المسهلة لعملية استيراد الادوية والمواد والمعدات الطبية اللازمة لهذه المستشفيات بأقصى سرعة، تجنباً لوقف تقديم الخدمات الاستشفائية والطبية في وقت ليس ببعيد".

وفي بعلبك اعتصم الأطباء والموظفون والعاملون أمام مدخل "مستشفى دار الأمل الجامعي" الذي توقف اليوم عن معاينة المرضى وإجراء الفحوص المخبرية والصور الشعاعية والعمليات، باستثناء الحالات الطارئة، وعلاج الأمراض المستعصية وغسيل الكلى.

وكذلك الأمر بالنسبة الى مستشفيات الكورة (هيكل، الكورة والبرجي) التي بدورها نفذت وقفة تضامنية، وامتنعت عن استقبال المرضى، الا الحالات الطارئة ومرضى غسل الكلى والعلاج الكيميائي.

وفي الأشرفية، التزمت ادارة واطباء مع الممرضات والممرضين والموظفين والتقنيين في المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي، بالاضراب التحذيري، منفذين وفقةً في باحة المستشفى الخارجية، "للمطالبة بالحفاظ على هذا القطاع الاساسي والحياتي المهدد نتيجة للظروف التي يمر بها".

وأيدت اللجنة الطبية ونقابة عمال ومستخدمي مستشفى البترون المطالب المرفوعة من قبل نقابات الأطباء والمستشفيات والدعوة الى الاضراب التحذيري.

وأكد المجتمعون في بيان على "صعوبة المرحلة التي يمر بها الأطباء والمستشفيات، واستحالة تلبية الحاجات الصحية الأساسية للمواطنين، في ظل غياب سياسة صحية سليمة".

نقابة أطباء طرابلس

وفي السياق نفسه إعتصمت نقابة أطباء طرابلس والشمال في مقرها، تحت عنوان "دفاعاً عن حقوق الأطباء والمرضى والقطاع الصحي"، شارك فيه نقباء: المحامين محمد المراد، المهندسين بسام زيادة، الأطباء سليم ابي صالح، اطباء الأسنان رلى ديب، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق وأطباء.

وأوضح أمين سر نقابة الأطباء إبراهيم مقدسي أن "الإعتصام لرفع الصوت لمن يعنيه الأمر حتى لو أصم أذنيه أمام المصيبة والكارثة التي بدأت تصيب الجسم الطبي بأجمعه، نتيجة سياسات اقتصادية واجتماعية أدت إلى انفجار الشارع اللبناني دفاعاً عن كرامته ومكتسباته وحقوقه الإقتصادية والإجتماعية".


MISS 3