المتظاهرون يُنادون بإسقاط نظام "الوليّ الفقيه"

الاحتجاجات تتوسّع وتتعاظم في إيران

02 : 00

متظاهرون يحرقون إطارات في وسط مدينة أصفهان أمس الأول

كبرت "كرة الثلج" المتدحرجة بسرعة فائقة في ثالث أيّام الاحتجاجات الشعبيّة التي تفجّرت في مدن إيرانيّة عدّة وطالت محافظات مختلفة، واللافت أن التظاهرات سرعان ما اتّخذت بُعداً سياسيّاً عميقاً إضافةً إلى البعد الاقتصادي - الاجتماعي الذي كان السبب في اندلاع شرارة الحراك في الأساس، إذ بدأ الثوّار الإيرانيّون الذين يعمدون إلى قطع طرق أساسيّة في طهران ومدن إيرانيّة أخرى، يهتفون ضدّ نظام "الولي الفقيه" والمرشد الأعلى علي خامنئي ويحرقون صوره، ما دفع السلطات إلى الردّ بوحشيّة كبيرة أدّت إلى مقتل وجرح العشرات، هذا فضلاً عن اعتقال أكثر من ألفي محتجّ، في تطوّرات خطرة ومتسارعة قد تُحوّل الحراك المتصاعد إلى ثورة شعبيّة تُهدّد هيكل النظام الحاكم برمّته.

وبالرغم من محاولات السلطات الإيرانيّة استباق احتجاجات أمس بتخويف المواطنين عبر إرسال رسائل نصّية تُحذّرهم من المشاركة في الاحتجاجات وبالإعلان عن التعرّف إلى السيّارات التي أغلقت الطرق والتهديد باطلاق حملة اعتقالات واسعة، ورغم الانتشار الكثيف أيضاً للقوّات الأمنيّة والباسيج، وإطلاق النار لترويع المتظاهرين، وقطع خدمة الانترنت للتمهيد لسحق الثورة في مهدها، فقد اندلعت الاحتجاجات في نحو 100 مدينة، ومن بينها طهران وأصفهان ومشهد وجرجان وشيراز وكرمسار وكرمانشاه وبرازجان وقرجك وتبريز وماهشهر وكرج وشهريار.

وكان لافتاً في شيراز بالأمس، تمكّن المحتجّين من أجبار قوّات الأمن على الفرار بعد مواجهات عنيفة دارت معهم، وهم يهتفون: "الموت للولي الفقيه"، "الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور"، كما أضرموا النار في عدد من المباني الحكوميّة والمصارف، وعمدوا إلى إحراق مؤسّسات تابعة للدولة ومصارف ومراكز للباسيج والشرطة ومحطّات المترو والحافلات في مناطق متفرّقة في أنحاء إيران كافة، في وقت دخل طلاب الجامعات في مدينة أصفهان على خط التظاهرات، إذ انضمّوا إلى الاحتجاجات الصاخبة وهتفوا في مسيرات حاشدة مطالبين طلاب الجامعات الأخرى بالدعم والمشاركة.

وخلال اجتماع لمجلس الوزراء، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الدولة "لن تسمح بانفلات الأمن في المجتمع في مواجهة أعمال الشغب". وبرّر روحاني مجدّداً قرار رفع أسعار الوقود، موضحاً أنّه "لم يكن أمام الدولة من حلّ آخر لمساعدة العائلات ذات الدخل المتوسّط والمحدود، التي تُعاني جرّاء الوضع الاقتصادي الناتج من العقوبات"، الأميركيّة القاسية التي فرضت على طهران.

كذلك، أيّد المرشد الأعلى علي خامنئي القرار، مندّداً بأعمال العنف ومبدياً أسفه لسقوط قتلى. واعتبر أن بعض الجهات المعارضة للنظام "تستغلّ" الاضطرابات، مطالباً بـ"عدم مساعدة هؤلاء المجرمين"، في وقت حذّرت وزارتا الأمن والداخليّة من أن قوّات الأمن "ستتصدّى بحزم للأشرار من الآن فصاعداً"، فيما ذكرت وكالة أنباء "إرنا" الحكوميّة أن "مهاجمين استهدفوا مركزاً للشرطة في كرمانشاه السبت وقتلوا ضابطاً هناك". كما قُتِلَ آخر في وقت سابق.

وفي واشنطن، أكّدت الخارجيّة الأميركيّة مجدّداً وقوف الولايات المتّحدة إلى جانب تظاهرات الشعب الإيراني، مضيفةً: "طهران لا تُنفق مليارات الدولارات على بناء المدارس أو المستشفيات، ولكن لتمويل وكلائها الإرهابيين في الشرق الأوسط"، في حين رأى السفير الأميركي الجديد لدى الإمارات جون راكولتا، أن التظاهرات التي تشهدها مدن إيرانيّة عدّة تدلّ على أن الشعب مُحبط ويُريد الحرّية، معتبراً أن "الإيرانيين يرغبون في أن تتفاوض بلادهم مع واشنطن بالشكل الذي يعود بالنفع على الجميع".