بوتين يُحذّر من "تداعيات كارثيّة" للعقوبات الغربيّة

أميركا تمدّ أوكرانيا بـ"الراجمات والذخيرة"

02 : 00

زيلينسكي ينظر إلى خريطة خلال تفقّده جنوده في دنيبرو أمس (أ ف ب)

مع استمرار المعارك الضارية في دونيتسك، حيث تُحاول القوّات الروسيّة احتلالها بعد ابتلاعها لوغانسك لوضع يدها على كامل منطقة دونباس، كشفت الولايات المتحدة أمس عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تشمل قاذفات صواريخ وقذائف دقيقة ستُحسّن قدرات كييف على استهداف مستودعات الأسلحة وسلسلة إمداد الجيش الروسي.

وإذ أوضح مسؤول كبير في البنتاغون أن المساعدة البالغة قيمتها 400 مليون دولار تشمل 4 راجمات صواريخ من طراز "هيمارس" وذخيرة، سبق أن مكّنت القوات الأوكرانية من مهاجمة أهداف، مثل مستودعات الذخيرة، بصواريخ أُطلقت من خارج مدى المدفعية الروسية، أشار إلى أن أوكرانيا "نجحت بهذه الأنظمة في ضرب أهداف روسية بعيدة عن خط الجبهة وتعطيل عمليات المدفعية الروسية".

وسيحصل الجيش الأوكراني على ما مجموعه 12 راجمة "هيمارس". وذكر المسؤول الأميركي أن "الروس يُحرزون تقدّماً محدوداً وبصعوبة مع كلفة باهظة في بعض المناطق الصغيرة في دونباس وتأخّروا في تحقيق أهدافهم"، موضحاً أن هذه الأنظمة سمحت للأوكرانيين "بتعطيل قدرة الروس على التقدّم بشكل كبير".

ميدانيّاً، أعلن حاكم دونيتسك بافلو كيريلينكو أن الضربات الروسية في المنطقة خلّفت 6 قتلى و21 جريحاً خلال 24 ساعة، في حين أكد الجيش الأوكراني أنه صدّ محاولة روسية للتقدّم قرب سلوفيانسك، لكنّه أقرّ بتقدّم قوات العدو جنوب سيفرسك. وفي خاركوف، ثاني أكبر مدن البلاد، خلّف القصف الروسي 4 قتلى و9 جرحى في صفوف المدنيين خلال 24 ساعة، بحسب ما كشف الحاكم أوليغ سينيغوبوف.

ديبلوماسيّاً، تغيّب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن عدّة اجتماعات مع نظرائه في دول "مجموعة العشرين" في جزيرة بالي الإندونيسية، بعد سيل من التصريحات الغربية المندّدة بهجوم موسكو العسكري على أوكرانيا، فيما لم تؤدِ الاجتماعات إلى أي قرار ملموس. وفي الختام، ذكرت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي أن المشاركين "عبّروا عن قلقهم العميق في شأن العواقب الإنسانية للحرب" في أوكرانيا، مشدّدةً على أنّه "من مسؤوليّتنا إنهاء الحرب في أسرع وقت وتسوية خلافاتنا على طاولة المفاوضات وليس في ساحة المعركة".

ورفض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عقد لقاء مع لافروف على حدة، وندّد بمسؤولية روسيا عن أزمتَيْ الأغذية والطاقة في العالم، داعياً موسكو إلى السماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، بينما ردّ لافروف مؤكداً أن بلاده "لن تجري خلف" واشنطن لإجراء محادثات.

وفي موسكو، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع للحكومة نقلته محطات التلفزة من "تداعيات كارثية" محتملة للعقوبات الغربية على السوق العالمية للطاقة، معتبراً أن "القيود العقابية المفروضة على روسيا ستتسبّب بخسائر أكبر بكثير للبلدان التي تفرضها"، في وقت كشفت فيه كييف أن ضخّ الغاز الروسي عبر أوكرانيا تراجع إلى "أدنى مستوى له في التاريخ" الشهر الماضي، متّهمةً موسكو بالسعي إلى زعزعة الإستقرار السياسي في أوروبا عبر خفض إمداداتها.

كما ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستخدام أزمة الطاقة كوسيلة ضغط من جانب روسيا. واعتبر أن موسكو "ضربت الأوروبّيين بأزمة غاز" أدّت إلى "تضخّم كارثي" مع "تداعيات مؤلمة على معظم الناس في أوروبا".

وفي السياق، تخشى ألمانيا نقصاً في إمدادات الغاز الروسي الذي تحتاج إليه سواء لتأمين المياه الساخنة للمنازل أو تدفئة المكاتب أو حتى لتشغيل إشارات السير، وتتهيّأ البلاد برمّتها بدءاً بالبلديات وصولاً إلى الشركات الكبرى لشتى أنواع القيود على استخدام الغاز.

وعلى الصعيد الداخلي الروسي، حُكِمَ على المسؤول المنتخب في بلدية موسكو أليكسي غورينوف بالسجن 7 سنوات بسبب إدانته الهجوم الروسي على أوكرانيا، في خضمّ حملة من القمع لإسكات أي انتقاد للحرب.


MISS 3