الشرطة تتوعّد باستخدام "الرصاص الحيّ" بعد مواجهات عنيفة

متظاهرون يتحصّنون داخل جامعة في هونغ كونغ

12 : 02

متظاهرون يُلقون الـ "مولوتوف" على آليّات للشرطة خلال المواجهات أمس (أ ف ب)

بدأت السلطات المحلّية في هونغ كونغ تفقد سيطرتها شيئاً فشيئاً على الأرض أمام حركة احتجاجيّة واسعة وقويّة وعنيفة، ما قد يُمهّد لتدخّل صيني مباشر، خصوصاً بعد خروج جنود صينيّين السبت لفترة قصيرة من ثكنتهم للمساهمة في تنظيف الشوارع التي تمّ سدّها، ما اعتبره مراقبون "تحذيراً ميدانيّاً أوليّاً" من السلطات الشيوعيّة في بكين إلى المحتجّين المطالبين بالديموقراطيّة من أن تدخّلها العسكري بات على قاب قوسين أو أدنى.

وفي آخر التطوّرات، أصيب شرطي من فريق الاتصالات التابع لقوّات الأمن في هونغ كونغ بجروح في ساقه، بعد تعرّضه لسهم من متظاهر أثناء مواجهات قرب حرم جامعة البوليتكنيك في شبه جزيرة كولون، الذي بات في الساعات الأخيرة أهمّ محاور المواجهات، في وقت توعّدت الشرطة باستخدام "الرصاص الحيّ" ضدّ "الأسلحة الفتاكة" التي استخدمت في رأيها خلال الصدامات.

وأُحرقت آليّة للشرطة بعد مهاجمتها بالزجاجات الحارقة مساء أمس، بينما كانت تُحاول فتح جسر يحتلّه ناشطون بالقرب من حرم الجامعة، إذ يتحصّن مئات من الناشطين في حرم جامعة هونغ كونغ للبوليتكنيك للدفاع عنها من أيّ محاولة للسيطرة عليها من قبل الشرطة، ومواصلة قطع نفق "كروس هاربر" المُغلق منذ الثلثاء.

كذلك، ألقى محتجّون يرتدون لباساً أسود زجاجات حارقة على خراطيم مياه ترشّ ماء أزرق اللون عليهم قرب الجامعة، ما أجبر مدرّعة على التراجع بعدما تعرّضت للرشق بالزجاجات الحارقة. ونشرت الشرطة خراطيم رش مياه وأطلقت الكثير من القنابل المسيّلة للدموع على المتظاهرين الذين احتلّوا الحرم الجمعة، في حين دعت رسالة نشرت عبر صفحة جامعة البوليتكنيك على "فيسبوك"، المحتجّين وجميع المتواجدين في الحرم الجامعي، إلى مغادرة المكان بأسرع ما يُمكن، بينما ردّ المتظاهرون بمنشور عبر الإنترنت كتبوا فيه: "يجب أن تتوحّد المدينة كلّها لحماية جامعة البوليتكنيك والدفاع عن نفق كروس هاربور".

وينوي المحتجّون الاستمرار في شلّ الحركة في المدينة "لخنق اقتصاد" هونغ كونغ، بحيث دعا منشور إلى "تحرّك في الفجر" اليوم، ما يُشير إلى استمرار الشلل، وجاء في المنشور: "انهضوا باكراً، استهدفوا النظام مباشرةً، اخنقوا الاقتصاد لزيادة الضغط"، فيما أعلنت السلطات أن المدارس ستبقى مغلقة اليوم كإجراء احتياطي.

وفي وقت سابق، تجمّع عشرات من أنصار الحكومة المحلّية لإزالة المتاريس التي تُعطّل مدخل نفق "كروس هاربور"، وهو أحد الانفاق الثلاثة في هونغ كونغ، وكان مغلقاً منذ الثلثاء. وغنّى نحو مئة من السكّان أهازيج وهم يُزيلون الحطام المكدّس لغلق النفق، قبل أن يعود محتجّون بلباس أسود ويُعيدون إقامة المتاريس.

وتكثّفت حركة الاحتجاج أخيراً، مع عمليّات إغلاق للجامعات والأحياء المحيطة بها، تطبيقاً لخطّة جديدة أُطلق عليها "زهر يتفتح في كلّ مكان"، وتقوم على تعدّد التحرّكات لتشتيت قدرات الشرطة، ما تسبّب بشلل شبه كامل في وسائل النقل العام، ما عقّد بدوره وبشكل كبير توجّه الموظّفين إلى أعمالهم وأدّى إلى إغلاق المدارس والعديد من المراكز التجاريّة، وحدوث صدامات عديدة مع قوّات الأمن.

وحذّرت وسائل الإعلام الصينيّة الرسميّة مراراً من أن الجيش يحتفظ بحقّه في شأن احتمال التدخّل لانهاء الاحتجاجات. كما وجّه الرئيس الصيني شي جينبينغ الأسبوع الماضي تهديداً واضحاً، مؤكّداً أن التعبئة في هونغ كونغ تُهدّد مبدأ "بلد واحد ونظامان"، الذي ساد منذ إعادة المستعمرة البريطانيّة السابقة إلى الصين. وبالفعل، خرج جنود صينيّون السبت لفترة قصيرة من ثكنتهم للمساهمة في تنظيف الشوارع التي تمّ سدّها. وهذا الظهور للجيش الصيني نادر في هونغ كونغ، لكن الأمر له رمزيّته، بينما أكّدت سلطات هونغ كونع أنّها لم تطلب مساعدة الجنود "الذين بادروا بذلك من تلقاء أنفسهم".


MISS 3