الولايات المتحدة تُراقب... و"العفو الدوليّة" تشعر بالفزع

"الحرس الثوري" يتوعّد الثوّار الإيرانيين بـ"إجراء حاسم"

02 : 00

أقرّت إيران بالأمس بأنّها لا تزال تُواجه ما وصفته بـ"أعمال شغب"، في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبيّة المتواصلة منذ يوم الجمعة على قرارها المفاجئ رفع أسعار الوقود، مهدّدةً الثوّار الإيرانيين، بكلام صارم، باستخدام العنف لقمعهم، في وقت أعلنت "منظّمة العفو الدوليّة" أنّها تشعر بالفزع للتقارير التي تُفيد بمقتل عشرات المحتجّين في الجمهوريّة الإسلاميّة، فيما أكّد وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو أن بلاده تُتابع عن كثب التظاهرات في إيران، وتُدين بشدّة أيّ أعمال عنف يرتكبها النظام ضدّ الشعب الإيراني، معبّراً عن قلقه البالغ من التقارير حول سقوط ضحايا. وشهدت الاحتجاجات الشعبيّة أعمال عنف وثّقها التلفزيون الرسمي، إذ نشَر مشاهد تُظهر شبّاناً ملثّمين في شوارع تناثر فيها الركام، وهم يقومون بإضرام النار في مبانٍ. ونادراً ما يبثّ التلفزيون الرسمي أيّ مظاهر للمعارضة في البلاد، فيما تحدّثت تقارير إعلاميّة عن ارتفاع حصيلة ضحايا الإحتجاجات إلى أكثر من 40 قتيلاً منذ انطلاقها في مختلف أنحاء البلاد، هذا فضلاً عن إصابة مئات المحتجّين بجروح متفاوتة الخطورة، إضافةً إلى اعتقال المئات.

وبالرغم من استمرار السلطات الإيرانيّة بقطع الإنترنت لعزل المتظاهرين عن العالم الخارجي وتسهيل عمليّة سحق انتفاضتهم في مهدها، لا يزال الإيرانيّون يتظاهرون في عشرات المدن رافعين شعارات تدعو إلى إسقاط النظام الإسلامي في بلادهم.

ووسط "أعمال الشغب" من إغلاق طرقات رئيسيّة وإحراق مصارف ومراكز للشرطة و"الباسيج" وحرق صور للمرشد الأعلى، هدّد "الحرس الثوري" بأنّه "سيُواجه بحزم استمرار أيّ انعدام للأمن والإجراءات التي تُعيق سلامة الناس والهدوء"، مضيفاً: "إذا تطلّب الأمر، فسنتّخذ إجراءً حاسماً وثوريّاً ضدّ أيّ تحرّكات مستمرّة لزعزعة السلام". واتّهمت إيران في ساعة متقدّمة أمس الأوّل، الولايات المتّحدة، بالتدخّل في شؤونها الداخليّة، بعد إعراب واشنطن عن دعمها للشعب الإيراني، في حين رأى رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني بالأمس أن هدف واشنطن تجاه طهران، ليس سوى "نشر الفوضى وتدمير مصالح الشعب".

توازياً، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن الاحتجاجات في إيران تسبّبت بخسائر "مؤسفة" في الأرواح. وتوقّع من قوّات الأمن الإيرانيّة أن تُمارس أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات المتصاعدة. كذلك دعت ألمانيا إلى الحوار بين الحكومة والمحتجّين "الشرعيّين" في إيران. وقالت الناطقة باسم المستشارة أنغيلا ميركل إنّه "أمر مشروع ويستحق احترامنا أن يُعبّر الناس بشجاعة عن مظالمهم الاقتصاديّة والسياسيّة كما يحدث حاليّاً في إيران". وحضّت "الحكومة الإيرانيّة على الاستجابة للاحتجاجات الحالية بإبداء الاستعداد للدخول في حوار". أمّا فرنسا، فأكّدت مجدّداً دعمها حق التظاهر السلمي، معربةً عن أسفها لوفاة "العديد" من المحتجّين، بينما عبّرت تركيا عن أملها بعودة سريعة للهدوء في إيران.

وفي سياق آخر، أعلنت "الوكالة الدوليّة للطاقة الذرّية" أمس، أن احتياطيّات إيران من المياه الثقيلة الممكن استخدامها لإنتاج البلوتونيوم المستعمل في صنع أسلحة ذرّية، تجاوزت الحدّ الذي حدّده الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني. وخلال عمليّة فحص أجرتها الوكالة الأحد، بلغ مخزون المياه الثقيلة 131.5 طناً، وهي كمّية أكبر من المخزون المصرّح به البالغ 130 طناً. وهذه المرّة الأولى التي تُلاحظ فيها الوكالة تجاوزاً لهذه الكمّية منذ أعلنت طهران في أيّار انسحابها التدريجي من الاتفاق النووي.


MISS 3