موسكو تكثّف ضرباتها على مدن شرق أوكرانيا وجنوبها

الاتحاد الأوروبي: لحظر مشتريات الذهب من روسيا وتوسيع "اللائحة السوداء"

02 : 00

من آثار القصف الروسي الوحشي على دونيتسك أمس (أ ف ب)

فيما تواصل موسكو قصف مدن أوكرانية عدّة بقوّة، يرمي اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم إلى تشديد العقوبات على روسيا و"تدفيعها ثمناً باهظاً لعدوانها" الذي بدأته قبل 5 أشهر، إذ سيبحث الوزراء الأوروبّيون في مقترح قدّمته المفوضية الأوروبّية يقضي بحظر مشتريات الذهب من روسيا، لمواءمة عقوبات الاتحاد الأوروبي مع تلك التابعة لشركائه في "مجموعة السبع". ويرمي اقتراح آخر إلى وضع شخصيات روسية إضافية على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي. وبحسب مسؤول أوروبي كبير، لا يُتوقع اتخاذ أي قرار خلال مناقشة أولية في بروكسل في شأن هذه العقوبات الجديدة. والمملكة المتحدة هي أكبر مشتر للذهب الروسي (290 طناً عام 2020 بمبلغ 16.9 مليار دولار وفقاً لأرقام الجمارك الروسية).

توازياً، دان كثير من دول "مجموعة العشرين" الغزوَ الروسي لأوكرانيا، وذلك في ختام اجتماع عقِد الجمعة والسبت في بالي، وفق بيان أصدرته الرئاسة الإندونيسية أمس. وانتهى اجتماع كبار مسؤولي قطاع المال في دول "مجموعة العشرين" من دون تبنّي بيان مشترك، بسبب خلافات بين الدول حيال الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وبدلاً من البيان الختاميّ، أصدرت إندونيسيا التي تُحاول التوفيق بين حيادها في النزاع من جهة، واستضافتها قمة "مجموعة العشرين" لهذا العام من جهة ثانية، بياناً باسمها، ذكرت فيه هذه التناقضات. وجاء في هذا البيان أنّ "الكثير من الأعضاء اتّفقوا على أنّ تعافي الاقتصاد العالمي قد تباطأ ويواجه انتكاسة كبيرة بسبب الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا والتي تمّت إدانتها بشدة". وأضاف البيان أنّ هؤلاء الأعضاء "قد دعوا إلى إنهاء" هذه الحرب.

وأشار البيان إلى أنّ "أحد الأعضاء عبّر عن رأي مفاده أنّ العقوبات تُفاقم الصعوبات الحالية"، في إشارة على ما يبدو إلى روسيا. كما تحدّث البيان عن عدم وجود توافق في الآراء في شأن أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب غزو أوكرانيا، لافتاً إلى أن "غالبية الأعضاء اتفقوا على أن هناك زيادةً مقلقة في انعدام أمن الغذاء والطاقة... وأعلن عدد كبير من الأعضاء استعدادهم للتحرّك سريعاً".

ميدانيّاً، تعرّضت خاركوف لهجوم صاروخي خلال ليل السبت - الأحد، وفق ما ذكر الحاكم أوليغ سينيغوبوف. وقرب البحر الأسود، ندّد حاكم منطقة ميكولاييف فيتالي كيم بضربات نفّذت في اليوم السابق في جنوب هذه المنطقة وعلى المدينة نفسها في الصباح. وفي منطقة دونيتسك، ذكر حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو أنها استُهدفت أيضاً من قبل "الروس (الذين) يواصلون قصف البنية التحتية المدنية، خصوصاً المؤسّسات التعليمية".

توازياً، اتّهم رئيس الشركة الحكومية الأوكرانية المشغّلة لمحطّات الطاقة النووية، الجيش الروسي، بنشر قاذفات صواريخ في موقع محطة الطاقة النووية في زابوريجيا واستخدام المنشأة لقصف منطقة دنيبرو، في حين كشف قائد القوات المسلّحة البريطانية الأدميرال توني راداكين خلال مقابلة تلفزيونية بثتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن 50 ألفاً من عديد الجيش الروسي سقطوا بين قتلى وجرحى، كما خسرت قواته آلاف المدرّعات أي "أكثر من 30 في المئة من فاعليّتها في القتال البرّي".

وتدارك راداكين: "لكن روسيا لا تزال قوّة نووية وقادرة على مواصلة حملتها العسكرية"، معتبراً أن التكهّنات حول مرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو إمكان تعرّضه للاغتيال، مجرّد "تفكير رغبوي". وفي حين ينهمك حزب المحافظين باختيار خلف لرئيس الوزراء بوريس جونسون، اعتبر راداكين أن على زعيم بريطانيا المقبل إدراك أن روسيا تُشكّل "التهديد الأكبر" للمملكة المتحدة، مشيراً إلى أن هذا التحدّي الذي تُمثله موسكو سيستمرّ لعقود.

وفي الغضون، تجمّع حوالى 2000 متظاهر أوكراني وبولندي أمام السفارة الروسية في وارسو للاحتجاج على الغزو الروسي لأوكرانيا. ورفع المتظاهرون الأعلام الأوكرانية ولافتات تشجب "الإرهاب الروسي"، وطالبوا باللغات البولندية والأوكرانية والإنكليزية بتصنيف روسيا على أنها "دولة إرهابية"، مكرّرين بذلك ما كان قد طالب به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما ردّدوا هتافات من بينها "كفى قتلى"، ودعوا إلى تشديد العقوبات على الكرملين، متّهمين قادته بالرغبة في تجويع العديد من الدول عبر منع صادرات الحبوب الأوكرانية.


MISS 3