محمد دهشة

صيدا تُلاقي المنتفضين أمام مجلس النواب... "التغيير بدّو تسكير"

20 تشرين الثاني 2019

02 : 00

إستعادت "ساحة ثورة 17 تشرين" عند تقاطع "ايليا" في صيدا، سيرتها الأولى من الحراك الاحتجاحي المفتوح والسلمي، وفي الاتجاهات، حيث لاقت عاصمة الجنوب "صيدا" الغضب الشعبي في بيروت لتعطيل جلسة مجلس النواب، بقيام عدد من الشبان بقطع عدد من الطرقات، مروراً بإقفال المرافق العامة ومحلات الصيرفة، وصولاً إلى التظاهر والاعتصام والهتافات ورفع العلم اللبناني، ولم ينته بالأغاني الثورية والوطنية وأنواع شتى من الأنشطة.

وتميّز اليوم الصيداوي في يومه الرابع والثلاثين، بالتزام المحتجين ببرنامج التحركات الشعبية في لبنان، وتحت شعار "التغيير بدو تسكير"، أعلنوا عن إقفال الطرقات الرئيسية والفرعية، ولكن اجراءات الجيش اللبناني الاستباقية حالت دون اقفالها جميعها، فجرى منذ ساعات الصباح الاولى اقفال عدد منها بالعوائق الحديدية وحاويات النفايات وهي: ساحة النجمة، دوار مكسر العبد، دوار مرجان، طريق الست نفيسة، المدينة الصناعية، القياعة، معبد أشمون مفرق علمان، كوع الخروبي في الهلالية، طريق عام عبرا، طريق الشرحبيل في بقسطا، قبل أن يعيد الجيش فتحها بالكامل ويوقف ناشطين لبضع ساعات ويعود ويطلق سراحهم.

كما عمدوا الى إغلاق بعض المرافق العامة لا سيما مؤسسات "أوجيرو" و"كهرباء لبنان" و"مياه لبنان الجنوبي"، ومحلات الصيرفة وتحويل الاموال، على وقع اقفال بعض المدارس والثانويات في المدينة حرصاً على سلامة الطلاب والعاملين فيها، وتزامناً مع فتح المصارف أبوابها أمام المواطنين الذين احتشدوا ووقفوا في طوابير طويلة لسحب بعض من أموالهم وفق الآلية التي حددتها ادارة المصارف تحت حماية من عناصر قوى الأمن الداخلي، وقد بلغ سعر صرف الدولار نحو 1800 ليرة لبنانية، بينما بقي سعر صرفه الرسمي 1517.الساحة والتأجيل

وتحولت "ساحة الثورة"، الى محطة للاعتصام المفتوح، شاركت فيه حشود من الطلاب والمعلمين، ما أدى الى قطع عدد من المسارب لبعض الوقت، قبل ان يتراجع عدد المشاركين، ويعاد فتحها مع الاعلان الرسمي عن تأجيل جلسة مجلس النواب الى موعد يحدد لاحقاً نظراً لعدم اكتمال النصاب. علا التصفيق قوياً، على وقع وضع "شارات النصر" التي رفعت فوق علم لبناني وضعها المحتجون أرضاً بعدما افترشوها حيناً واقاموا حلقات الدبكة حيناً آخر مع الاغاني الوطنية.وقالت الناشطة دينا ابراهيم، "لسنا مع عقد جلسة لمجلس النواب ليست هناك جلسة ضرورة، ونرفض قانون العفو العام، ونصر على ان ينال الظالم والفاسد حسابه ويتحقق العدل في بلدنا لبنان"، مضيفة، "الاولوية اليوم هي لتشكيل حكومة انتقالية ووقف الهدر والفساد وبناء دولة العدالة والمساواة".

وشدّد الناشط علي الدرزي، على أن تأجيل الجلسة النيابية تعتبر خطوة مهمة تضاف الى رصيد الحراك الاحتجاجي في لبنان، نريد أن يسمع المسؤولون صرختنا ومطالبنا"، معتبراً أن "الخطوة الملحة اليوم هي تشكيل حكومة، اجراء انتخابات نيابية مبكرة، محاسبة الفاسدين ووقف الهدر وتأمين احتياجات المواطنين الضرورية، مع ارتفاع الاسعار والغلاء وبدء نقص بعض المواد الغذائية، وكلها تزيد من معاناة المواطنين ومن غضبهم واصرارهم على استمرار الحراك حتى تحقيق كامل مطالبهم المحقة والعادلة".تأجيل المحاكمة

قضائياً، إنعقدت جلسة استجواب 11 موقوفاً من اصل الـ 18 المتهمين بكسر وإحراق محتويات استراحة صور، في قصر العدل في مدينة صيدا، برئاسة قاضي التحقيق الاول في الجنوب مارسيل حداد وحضور محامي الدفاع، بعدما جرى سابقاً استجواب ثلاثة منهم وامتناع ثلاثة آخرين عن تعيين محامين للدفاع عنهم، وتزامناً مع انعقادها افترش أهالي الموقوفين الارض امام قصر العدل، بانتظار انتهاء جلسة استجواب أبنائهم، علماً أن عقيلة رئيس مجلس النواب السيدة رندة بري كانت قد أعلنت عبر محاميها عن اسقاط ادعائها الشخصي بحق أحد الموقوفين.

سياسياً، جدد الأمين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد مقاطعته للجلسة "لأكثر من اعتبار، حيث انها لا تشكل اولوية للناس، فضلاً عن أنها لا تلبي مطالب "الانتفاضة" التي ألتزم بخياراتها في هذه المرحلة وفي كل المراحل السابقة وسأبقى ملتزماً بخياراتها المستقبلية".